Biography

About us

Yemen History

Former Presidents

Current President

Yezen Press Weekly News & Activities

The Late Yemeni President / Ibrahim Al-Hamdi

الرئيس اليمني الراحل / إبراهيم الحمدي

أغنية اسمها يمن - ديوان شعر

محطات في حياتي

الرئيس علي عبد الله صالح
ذكريات.. مواقف ..
ومصافحة لم تتم؟!

مع الرئيس القاضي عبدالرحمن الارياني

ياسر عرفات قصة لقاء وصورة

مارسيل خليفة الفنان الثائر

حكاياتي مع وزارة الخارجية والاسكان والجنبية وصدام حسين

موسيقى وفيديو كليب: اغنية اسمها يمن

 اغنية : تحية وسلام

بروفة اغنية : أمرأة

 بروفة أغنية : هابي نيو شوز

 أغنية : الشعب يريد إسقاط النظام

Rasha Al-Katta Gallery

أرشيف

Links

Guests Book

Contact Us

 

محطات في حياتي

 

1967

منذ المولد وكما عرفت بانني ولدت بعد ثورة 26 سبتمبر 1962بيومين، وعليه فأنا من مواليد 28 /9/1962، وكانت النية تسميتي عادل قبل ان يستقرا على فتحي .. في مدينة تعز عشت قسما كبيرا من حياتي ، وفي حارة الجحملية التي كانت تنقسم الى عليا وسفلي ، لا ادري من أين جاء الاسم لعله على ما أتذكر ان لم تخن الذاكرة لامرأة في التاريخ اليمني القديم لا ادري أي فترة بالتحديد، هذه الجحملية كانت مشهورة  وخاصة العليا منها بإثارة المشاكل وتشكيل العصابات ،انا كنت من ساكني السفلى وهم اقرب الى المسالمة ولكننا كنا نشعر بالعيب والخجل اذا ذكرنا أننا نسكن في الجحملية السفلي فما علينا إلا ان نقول اذا سُئلنا من اي منطقة نحن؟ أننا من الجحملية هكذا بالمطلق كي يهابنا السائل ، الجحملية او بني حشيش كما كان يطلق عليها، من سكانها من اصبح طبيبا وأستاذا جامعيا ومهندسا وصعلوكا وحتى الحرامي والمجرم ، فقد كان طبيعيا ان تقترن البلطجة بالتفوق الدراسي والإبداع ، منهم من اكمل المسيرة في الطريق الصحيح،  ومنهم من جرفه تيار الشقاوة الى طريق الانحراف، وكانت الأسر المشهورة بالبلطجة  واثارة المشاكل:  بيت السلامي وبيت المقدشي وبيت رائف والأخيرة أي بيت رائف وهم من اصل تركي،  فكبير المهندسين في الورشة المركزية  الرجل الطيب والعبقري لم يوفق في اولاده ، الكبير  ابتعث الى الاتحاد السوفيتي لدراسة الهندسة، فدرس بدلا من ذلك تكوين عصابات مافيا انتهى بإيصاله مكبل الأيدي الى الطائرة وطرده فوصل الى اليمن ليتلقفة رجال المخابرات الأشاوس لإكمال مهمة التحقيق معه ماذا ولماذا!،  

1973

 والبقية اشقياء وكان جميل المعاق في يده الوحيد العاقل والودود ، المهندس رائف الكل في تعز يتذكر إهدائه الرئيس إبراهيم الحمدي في حفل لفرع الإشارة مسدسا من تصميمه وصنعه ، كنا لا نصلى ولا نعرف الطريق إلى الجامع إلا قبل الامتحان بشهر صلاة وعبادة وخشوع ودعاء الى الله كي ننجح وبعد النجاح تنقطع الصلة بيننا وبين الجامع ، وكان دعاؤنا الطفولي الطريف والبرئ : يارب الله يخليك نجحنا ، كانت هوايتي التنقل في المدارس، المرحلة الابتدائية ست سنوات أتممتها في ست مدارس مدارس النجاح - الثلايا  - معاذ بن جبل والخير وسنة بمدرستين الثورة (الاحمدية) وناصر ، والإعدادية ثلاث سنوات في مدرستين الصديق وكلية الدراسات الإسلامية،  والثانوية ثلاث سنوات  وسنة سقوط  في مدرستين الشعب والفاروق،  وعندما انتقلت للدراسة الجامعية بقيت فيها لأنه لم تكن هناك جامعات اخرى والإ لكنت انتقلت ولكن ممكن التنقل بين الكليات وهو ماتم فقط  لمرة واحدةعندما انتقلت من كلية الشريعة والقانون الى كلية التجارة

أثناء دراستي للمرحلة الابتدائية سجلوني في الصف الأول بمدرسة اسمها النجاح ، وعند تسلمي الشهادة نجحت ولله الحمد و كانت أول فرحة مابعدها فرحة بأول شهادة ولكن من الأول روضة الى الصف الأول جيم ، تركت هذه المدرسة وانتقلت الى أخرى مدرسة الشهيد احمد الثلايا والتحقت بالصف الأول شعبة دال، هاتان الشعبتان اللتان لا أزال أتذكرهما في مسيرة حياتي الدراسية من الابتدائية حتى الثانوية، المرة الوحيدة التي أصبحت فيها من الأوائل كانت عند الانتقال من الصف الثالث الى الرابع الابتدائي وحققت المركز الثاني عشر او الثالث عشر لا اذكر بالضبط فقط الذي لازلت أتذكره انه كان بعد الرقم عشرة ،  والاخرى التي كنت

 

أمام منزل الرئيس على قمة أكمة العكابر ، التقطت الصورة من حارة الكامبعام 89

 كنت فيها قريبا لأن اصبح من الأوائل على مستوى الجمهورية كانت في امتحان الشهادة الابتدائية العامة عام 73. لم اكن اهتم بمسالة التفوق بل كنت اهتم بالتميز الذي من وجهة نظري في تلك السن يختلف اختلافا كليا عن التفوق، وكنت أشفق على الذين ينهمكون في المذاكرة من بداية السنة مع أنى كنت أراجع دروسي على ضؤ اللمبة الخافت فلم يكن لدينا كحال اكثر بيوت الحارة وقتها كهرباء، وأحيانا كنت أراجع دروسي تحت عمود الكهرباء في الشارع، كنت اعتقد أنني الأذكى لأن الشهر وليس السنة كلها كان يكفيني للانتقال من مرحلة دراسية الى التي تليها ، ولم اجد من يفهمني الفرق بين النجاح والتفوق والذكاء الذي يقود الى النجاح والذكاء الذي يقود الى التفوق حتى اغنية عبدالحليم حافظ الناجح يرفع ايده عززت هذا !! .. 

 حياتي الدراسية والعملية عشتها صعودا وهبوطا.. نجاحا وإخفاقا .. إبداعا وتعثرا .. رومانسية وكآبه.. طيش

 وهدؤ ووداعة ومحاولة انتحار، ولكني كنت أعاني من قلق دائم وإذا صفا لي الجو ادخل نفسي في متاهات جديدة واعود مجددا الى حالة القلق افلسف الاشياء واتفحص كل كبيرة وصغيرة ..

حافتي (حارتي ) الجحملية السفلى وتعرف كذلك بحارة المطبعة  كانت خليطا من الجن والملائكة،  فيها الأتقياء وفيها الأشقياء،  وكان الوضع طبيعيا ومألوفا ، كل بيت لا أقول يحترم او يغض الطرف بل كل واحد في حالة، مثلا كانت هناك بيوت لصناعة الخمر البلدي (المحلي) ، وأخرى للدعارة ، وبيوت لصوص، وغيرها تقية وورعة ، وكرة القدم هي التي تجمع ابن الصالح وابن الطالح ، وابن العابد وابن الفاسد  كل واحد منا يعرف وضع أسرة الآخر، وكنا نقذف كل

 

أمام منزل الرئيس على قمة أكمة العكابر من حارتنا عام 2007

ذلك مع كل شوته للكرة، وكان الشر ياتي من خارج الحارة ويغادرها واللصوص كانوا لايسرقون بيوت الحارة اي لصوص شرفاء!  كان يعلو المنطقة الى جهة الشرق جبل صغير  اسمه" أكمة العكابر" اي الفئران ، تعود ملكيته الى أسرة الباروت ،  كنا  نمارس من فوق قمته لعبة الطائرات الورقية ونسميها الصواريخ، حتى عام 76 عندما بدأت شظايا هذا الجبل الصغير تتطاير في الهواء لتستقر فوق أسطح المنازل التي تقع أسفله بفعل الديناميت المستخدم لتفتيت القمة من اجل بناء منزل للرائد / علي عبد الله صالح قائد لواء تعز بدلا من البيت الذي  كان مخصصا كسكن لقائد اللواء ويقع بمنطقة صاله وتعود ملكيته الى عبدالرحمن محمد علي عثمان محافظ المدينة يومها  والوزير حاليا

 ( وقد سكن فيه ايضا علي صلاح الذي خلف صالح في منصب قائد اللواء) ، فما كان من المتضررين إلا أن سافروا الى صنعاء لمقابلة الرئيس إبراهيم الحمدي في لقائه الاسبوعي بالمواطنين والشكوى بقائد اللواء الضابط المغامر والشقي الذي وضع يده على هذا الجبل الصغير بدون اي وجه حق، وبدا بترويع الآمنين، فاوقف الحمدي على الفور هذا العبث ، حتى اغتياله في عام 77  ليستأنف مرة أخرى في عهد الرئيس الجديد احمد الغشمي وبطريقة اعنف من سابقاتها .

اللغة الجحملاوية

شباب الجحملية اخترعوا لغة خاصة بهم يتكلمونها بإتقان وعندما تنصت إليهم تفهم بعض الكلمات لكنك لا تعرف معنى العبارة بالكامل، مثال على هذه اللغة ولكن ليس بالطريقة المتقنة التي كانت تقال بها والتي اعتقد انها انقرضت اليوم:

آني القيتيل الليك السيتذاهب الليلاتي الى السيتانم للشيتايهد الفيتيالم الريتايع

 

  2007 من شرفة الفندق وتظهر في البعيد قلعة القاهرة

الترجمة: انا قلت لك سنذهب الى السينما لمشاهدة الفيلم الرائع !

الأسنان الصدئة

كانت مدينة تعز المدينة الوحيدة في اليمن التي أسنان اغلب سكانها ان لم يكن جميعهم صدئة وباللهجة العامية تعني (مذحّله) فكم من فتاة رائعة الجمال ، يذهب جمالها وسحر ابتسامتها مع لون أسنانها ، وكم من شاب وسيم تضيع وسامته بسبب أسنانه.

 عندما قامت الثورة  السبتمبرية عام 62، افتتح في تعز مشروع مياة كيندي هدية من الحكومة الأمريكية في عهد كيندي وظل معروفا بأسمة وكان يعرف بالماء المالح ، نسبة لكمية الفلور فيه عالية جدا مما سببت هذا الصدأ، ، وكان أبناء المدينة يُعرفون من أسنانهم ، ورغم هذا الوضع المزعج إلا ان تعز استمرت وجهة للكثيرين والانتقال من مناطق أخرى للإقامة فيها غير مبالين ان كانت أسنان أطفالهم الجديدة بعد سقوط الاسنان اللبنية المؤقتة ستصبح صدئه ودائمة !، هذا الوضع المزعج لم يجعل ابناء المدينة يكرهون الثورة والجمهورية ويترحمون على ايام الامامة والملكية التي لو بقيت ماعرف الصدأ الطريق الى اسنانهم.

 لم نكن نعرف معجون الأسنان والفرشات ومع أننا كنا نأكل كل أنواع الحلويات ولانعرف ماهو التسوس ، صحيح موجودة في المحلات لكن لا أحد يشتريها فالتوعية ضعيفة ان لم تكن مفقودة أصلا ولما اشتريناة في مابعد سواء الوكلجيت ومن بعده السيجنال كان يستهوينا طعمة فنأكله ، ، الطريقة المتبعة والبدائية والتي يؤمنون بأنها صائبة هي تنظيف الأسنان بالفحم او الرماد المخلوط بالملح، انا كان من حظي ان بجانب منزلنا حنفية مياه يسمونه الماء الحالي  ويستمر لفترة محدودة من الصباح حتى الظهر ولهذا نجوت من لعنة الصدأ باقل الخسائر، وتتم التعبئة بطريقة الواصل أولا ، وكثيرا ما تندلع المعارك النسوية بسبب التزاحم وتتلعلع اصوات التنيك ( صفيحة من المعدن  تستخدم اساسا للسمن ) كاصوات السيوف في المعارك شاهدت بعضها ، الماء في التنكة كان يستخدم للشرب ، بينما يستخدم الماء المالح لباقي الاحتياجات المنزلية، 

مكوى بسبب الكلبة مليون

بيت عزمان لديهم كلبة اسمها مليون ولا ادري ما المقصود بإطلاق هذا الأسم والرقم الصعب على كلبه متوحشة، في ذلك اليوم لم تكن مربوطة ، لحقتني وعظتني ، فأصبت بفجيعة تبعها وهن وخمول ، وبعد تشخيص حالتي من قبل أهل الاختصاص في الحارة على الطريقة البدائية لم تكن المداوة بشرب البول  او البول مخلوطا بالشاي كما تعودنا من قبل،  بل العلاج هو الكي الذي لم يكن آخر العلاج كما تعارف عليه بل كان أول العلاج، عند الفجر أخذوني الى الصوفي وعيادتة اقصد موقدة وحديدة في حافة الجمهوري لأحصل منه على المكوى الأول في جسمي لتتبعه مكاوي ولأسباب مختلفة ، بعد سنوات عرفنا قطر الحديد( الفوسفات) كعلاج للفجيعة، أيضا كان يتم شرب ماء المطر الملوث بالأتربة  للتبرك لأنه يأتي من السماء، وعند الاصابه بجرح عميق او قطع يؤدي الى نزيف الدم يتم ايقافه بتغطيته بالتراب كاسعاف اولي!

الجهل في الاسرة اكبر عدو وانعدام التوعية العامة اكبر مصيبة.

يوم ذبح نعمان

 وأنا صغير السن يمكن في السادسة من عمري او السابعة، اشترت والدتي خروفا استعدادا لذبحه في العيد، وعهد اليّ برعيه ورعايته،  فأسميته نعمان لا ادري لماذا اخترت له هذا الأسم الذي سرعان ما حفظه ، وخلال الشهور القليلة تلك نمت بيننا ألفه وصداقة ، كنت اختبأ فأناديه ويجيبني باحثا عني بصوته المميز ماءء.. ماءء، ولأني اعتقدت انه حفظ اسمي لذلك كنت أتخيله يناديني بأسمى:  فتحي .. فتوح .. فتاتيحو، وجاء يوم إعدامه عندما دخل الى بيتنا رجل غريب وبيده سكاكين مختلفة القياسات، فتوسلت الى أمي ان لا تذبحه، لأنه اصبح أخي وصديقي يؤنس وحدتي ، بديلا عن أخي وأختي الأكبر مني والبعيدين عنا!، كنت افهم معنى العيد ، لكن لا افهم معنى الأضحية كيف تجتمع الفرحة مع الحزن والدم، وتم ذبح نعمان وشعرت كما لو كانت السكين ذبحتني انا، ومن يومها لا أكل لحم أي شئ اذا ذبح أمامي. في تلك السن كنت احب أيضا تربية القطط ، بعد انتقالنا الى صنعاء في عام 81 وأنا في الجامعة كان معنا قطة سوداء ساحرة تولينا تربيتها من وهي في اللفة حتى صارت عروسه وأسميناها بوسي، كانت تذهب الى الحمام ، ولا تأكل اللحم حتى نعطيها ، وكانت تشاركني السرير، نظيفة في كل شئ، صحيح في بعض البيوت قطط ولكن ليس مثل بوسي ،بمجرد انتهاء البث التليفزيوني تذهب الى أحد أفراد الأسرة ليفتح لها الباب لتخرج للتنزه  في ساعة متأخرة من الليل حتى لو حاولنا مغالطتها بفتح  جهاز الفيديو سر عجيب!، وعندما تعود تنادي من الباب او تطرق النافذة لنفتح لها الباب، وأي قط معجب بها ويأتي لمغازلتها أمام البيت تكشر أنيابها وتخرج مخالبها وتطرده. وذات يوم ناديتها فتجيبني ولا تأتي ، واكرر المناداة وتكرر هي الإجابة ، فاعتقدت أنها مريضة وفي الأخير جاءت اليّ وفي مؤخرتها نصف قط في الخارج وباقي جسمه في الداخل فقد كانت تلد، ولأنني لا اعرف لغة القطط فقد كانت تقول أنني أسمعك لكن لا أستطيع أن آتي إليك فأنا ألد الآن ، تعال أنت اليّ يا أيها الكسول .

 

هوايات وعادات طفولية غريبة

 

 

 

 

 

 

 

1976 السوالف المزيفة

 كان من عاداتي الغريبة وهي ايضا عادة الاطفال من هم في سني وضع العملات الندية المعدنية المعروفة بالبقش والمصنوعة من النحاس في الفم

غير عابئين بالميكروبات والاوساخ والجراثيم من جراء تنقلها بين الايدي،وكان يدفعنا لذلك طعم مادة النحاس اللذيذة والتي هي اقرب الى الصدأ، اضافة الى اشعال عيدان الكبريت ومضغ الدخان واكل قمتها وهذه اعتقد بل اكيد كانت عندي وحدي ، وعشية الاعياد اقوم بشم الجزمات الجلدية والقميص والبنطلون وهذه اعتقد انها كانت ايضا موجودة لدى الاطفال وخاصة ليلة العيدبانتظار صباحه لأننا لم . نكن نعرف الملابس الجديدة الإ في الاعياد. ،وكنا ايضا نستعجل ان نكبر، وكان مقياس هذا من وجهة نظرنا المحدودة جدا ظهور الشعر في الوجه اي الشارب والذقن، ووضع النظارات على العيون ، فكنا نحلق هاتين المنطقتين بمكائن حلاقة سبق الحلاقة بها بقوة حتى تسيل الدماء معتقدين ان الشعر سيظهر، ولم نكن ندري ان الذي يرتدي النظارة الطبية لولا قصر نظره لتمنى الا يلبسها، مع موضة السوالف الطويلة في فترة السبيعينات ولما لم يكن الشعر لدي كافي اعمل سوالف طبيعية قمت باستعارة شعر من منطقة حساسة في جسمي بدأت بالظهور قبل غيرها  والصقتها على الخدين بالصمغ وطيران الى الاستديو لالتقاط صورة للذكرى ، ومعروف في استديوهات التصوير ان المصور يمسك الراس من منطقة الخدين بالقرب من منطقة الاذنين لوضع الراس على الزاوية الفنية المناسبة خاصة وقد جلست بنفسي على وضعية ان تكون الصورة جانبية لتظهر السوالف واضحة ، بعد ذلك اصبحت الموضة الشعر الافرو والسوالف على شكل بوتي ، ووقتها اصبح لديّ الشعر الكافي فاطلت شعر الراس حتى غطى على عيوني ، وعملت سوالف على شكل بوتي معتبر !.

  

هذا الأب العن أبو !

لا أزال أتذكر أبيات هذه الأنشودة  في فضل الأب والتي كانت منتشرة في تلك الفترة أواخر الستينات، وكان البيت الثالث منها يسبب لي لخبطة وحيرة  ، فلقد حفظتها من خلال السمع كما هو حال الاطفال، تقول أبياتها:

 

يا ربنا يا ذا الكرم    يا واهب كل النعم

هذا الأب نعم الأبُ

من أجلنا كم يتعبُ

أمي التي احبها     من مثلها في فضلها ... الخ

فكنت اصل الى عند البيت نعم الأب والفظه على انه العن أبو فاستغرب لماذا نلعن الأب الذي يتعب من أجلنا ، ولم اجهد نفسي في سؤال المدرس لأن العودة الى النص في كتاب القراءة للصف الأول او الثاني الابتدائي صعب فلم نكن في تلك السن نستطيع القراءة بشكل جيد  لمعرفة الخطأ وتفهم المعاني، وعندما ذهبت مع الأطفال الذين يصغرونني او يكبرونني قليلا الى برنامج الأطفال في إذاعة تعز وكان مقدم البرنامج عبد الله شمسان الذي لم يكن ينطبق عليه وصف بابا او ماما  النسونجي بسبب مغامراته النسائية، الوحيد الذي كان ينطبق عليه بحق وحقيقة وصف بابا الأطفال هو عبد الرحمن مطهر ، أتذكر أنني قرأت بعد سؤالي عن اسمك يا شاطر ولما تكبر ناوي تكون ايش  وكانت تتوزع الأماني بين الدكتور والطيار والضابط، قرأت مشاركتي على ذلك الشكل أي بلعن الأب وبحسب إلقاء الأطفال بالطريقة المعروفة الاقرب الى الصراخ وضع شمسان يده على فمي قبل الانتهاء منها، خلاص كفاية وشكرا يا شاطر اللي بعده!

اصطياد عصفور وتأنيب الضمير

 

عندما كنا نذهب لاصطياد العصافير بالنبلة التي نسميها باللهجة اليمنية ( المخمي) ، كنت انا الفاشل الوحيد فأتعرض للتوبيخ والمعايرة من الشلة ، وكان  ذلك يحز في نفسي ، وذات يوم شاهدت عصفورا على غصن شجرة قريب مني حتى أكاد امسكه بيدي حيا ، فشديت بكل قوتي وضربته حتى خرجت الحصوة من جسمة ، فشعرت في نفس اللحظة بنشوة الانتصار واثبات الجدارة امامهم باصطيادي له عن بعد وبمهارة عاليه، زورت الحقيقة لاني كنت لوحدي، لذا فاقول مااشاء ،  لتبدأ بعدها عملية تأنيب الضمير والحزن ولم اكن اعرف ان كان عصفورا ام عصفورة ، كل ما كنت أفكر فيه ان عنده او عندها أطفال منتظرين العودة بالطعام بفارغ الصبر، كان في بالي دائما حالة اليتم المبكر التي عندي ، ولانني كنت الوحيد بين أقراني اليتيم ، وحالة الصيد تلك كانت الأولى والأخيرة في حياتي.

 

الدار الصفراء مسرحا للمواجهة بين القومية والتحرير

مع د. نجيبة عبد الله عبد الغني  الثانية من اليسار في إحدى دورات الرعاية الصحية الأولية

ذهبت مع من ذهب الى الدار الصفراء التي تعود ملكيتها الى رجل الأعمال عبد الله عبد الغني الشوافي ويقيم فيها عبد العزيز باوزير ( من قيادة الجنوب، لديه من الابناء اثنين جميل في جبهة التحرير وفيصل في القومية )، ومحمد سعيد باشرين والفلسطيني عبد الرؤوف نجم الدين مدير مدرسة الشعب ، وزوجته ام عصام مديرة معهد المعلمات وكنت اعرف ابنه هيثم وابنته سهير ، لمشاهدة آثار الدماء على الجدران من الداخل الناتجة عن مقتل عضو في جبهة التحرير، وكنت اسأل نفسي ما الذي يجرني وانا في هذه السن الصغيرة الى أحداث كهذه  اكبر من سني وعقلي، وكنت اسأل نفسي ما معنى قومية وما معنى تحرير، ولماذا يقتل اعضاء القومية اخوانهم في التحرير والعكس؟! إجابة عرفتها عندما كبرت.

تحميض فيلم

 عندما انتقلت للدراسة الابتدائية في مدرسة الشهيد احمد الثلايا وكنت في الصف الأول الابتدائي الشعبة دال تعرفت على عبد الحكيم المنصوب ابن مدير الخزانة بتعز ، وصارت بيننا صداقة قوية وكان منزلهم مفتوحا لي كأني أحد أفراد الأسرة، حتى عندما انتقلوا الى الفيلا الضخمة ، ظل حكيم إنسانا عاديا بسيطا، استأجر منهم الطابق الأسفل المرحوم محمد الخالدي الذي اصبح في ما بعد السكرتير الخاص للرئيس علي عبد الله صالح ومنافسه في بناء القصور ، استمرينا مع بعض الى الانتهاء من المرحلة الإعدادية ، فانتقلت أسرته الى إب عندما عين والده كوكيل للمحافظة، فافترقنا عام 75 ،والتقينا بعد سبع سنوات عندما زارني للاطمئنان عليّ بعد الحادث الأول الذي تعرضت له عام 82 (الصورة)، ثم عدنا وافترقنا عام 88 عندما ذهب لدراسة الماجستير والدكتوراه في مصر ، والتقينا عام 2002 عبر الهاتف والرسائل وعدنا وافترقنا من جديد حتى الآن ونحن في سن السابعة أو الثامنة فكرت أنا وحكيم أن نعتمد على أنفسنا ونقوم بتحميض الفيلم الذي انتهينا من تصويره ، العملية سهلة فالتحميض يأتي من كلمة حامض ، سألنا أنفسنا؟، لذا فما علينا إلا أن نحضر الليمون ونعصره ، وزيادة في نجاح العملية رأينا أن طعم النجاتيف الذي يخرج من الاستديو مالح، فأضفنا الملح ، واحترنا كم نتركة ولزيادة الجودة زيدنا من الليم والملح ، وبعد ساعات كانت النتيجة لا تسر لا عدو ولا صديق؟! !

حكيم أثناء عمله كمعيد في كلية التجارة عام87 سجن في مبنى المخابرات بتهمة تمس نزاهته وأمانته العلمية، ثبتت براءته في ما بعد، وعندما علمت بوجوده في مبنى السجن بدار البشائر( قصر الإمام السابق محمد البدر) اصطحبت معي نشوان ابن الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي  والطالب عنده في الكلية وذهبنا لزيارته، وبدلا من أن تأتى زيارتنا بالناتج الإيجابي أتت بعكسه، فقد توقعت أن نجد أحد محبي هذا الزعيم الوطني الكبير فتخفف الضغوط عليه فإذا بها تزيد ، حيث اخضع لاستجواب آخر عن مدى معرفته بنشوان وعائلة الحمدي،

الدكتور عبد الحكيم لم يكن يعتمد على والده لا وهو مدير فرع الخزانة ، ولا وهو وكيل محافظة ، فالمرحوم عبد الرحمن المنصوب  كان يستطيع ان يرفع سماعة الهاتف ويتصل مباشرة بأكبر مسؤول في البلد وفي المقدمة صديقة الرئيس علي عبدالله صالح!

 

اليتم المبكر وحارة الأغنياء والناس الهاي

 كما ذكرت سابقا فقد فقدت والدي وأنا طفل، وفي الفصول الأولى للمرحلة الابتدائية ، كنت أراقب الأطفال الذين يأتي احد افراد اسرهم لأخذهم الى بيوتهم  لم اكن اتخيل هذا الشخص حتى ولو كان صغير السن الا اباً، واشعر بأنى انا اليتيم الوحيد ، امشي وحيدا الى بيتنا لمسافة تصل الى عشرين كيلومترا، اقطعها بين البساتين والسايلات جمع سايلة مجرى مياه الأمطار)  والهضاب، وفي مرحلة متقدمة من العمر كنت اذهب الى حارة الأغنياء  وتسمى حي هائل سعيد أنعم ( نسبة لرجل الاعمال المرحوم هائل ) او حي الشماسي ، وأطلق لأحلامي العنان  بين البيوت الفخمة ، فقد كان بيتنا بسيطا مثل أي بيت أسرة فقيرة، اذا انهمر المطر بغزارة تسقط أجزاء من السقف على  رؤوسنا ، ذات يوم وفي ساعة  متأخرة من الليل انزوينا  انا ووالدتي في جانب من الغرفة بعد ان سقطت اجزاء من السقف وانتشرت المياة في كل أنحاء الغرفة ، وكنت أناجي الله من إحدى الفتحات على لمعان البرق كما لو كانت برقية هامة وعاجلة واسأله لماذا يارب؟ حتى توقف في الصباح ،  واذا جاء السيل ينال بيتنا نصيبا منه ، من حولنا الثعابين والفئران ، والبلاليع ، والنزاعات التي لا تنتهي وتتحول الى عراك بالأيدي والخناجر والحجارة  بين البيوت المتجاورة، واغلبها على أسباب تافهة، جاءتني فرص كثيرة للانتقال الى نمط آخرمن الحياة،  ولكني  كنت أجد نفسي مشدودا الى الحياة البسيطة والمعاناة، وبعد ان أعدنا بناء المنزل على النمط الحديث ، أجرناه في البداية لسنوات لأننا كنا قد انتقلنا الى صنعاء ثم بعد القسمة مع اخوتي اصبح من نصيبي ، وبعته في ما بعد و صرفت جزءا من قيمته على علاج  أختي في الأردن من العقم عام 92 ، لترزق بطفلها الوحيد احمد ، وباقي المبلغ على علاج والدتي في الأردن  والعراق وسوريا عام 94 من الجلطة الاولى، واصبحت ربي كما خلقتني، كما كنت امشي مسافة طويلة على الاقدام للذهاب الى مستودع في المدينة يبيع لعبة الليجو التي يستطيع من خلالها الطفل عمل أشكال ونماذج كثيرة ، بيوت ، سيارات ...الخ وأقف أمام فترينة العرض لساعات فقد كنت بسبب سعرها الغالي لا اقدر على شرائها ، والمهم الإحساس بأنها ليست لي بل لأطفال الأغنياء،  مع أنى ومن خلال لبسي ومظهري لم يكن يبدو عليّ الفقر ، أولادي يستغربون شرائي لهم دائما هذه اللعبة!. كنت احرص عندما اذهب للتصوير ان البس الكرافتة (ربطة العنق) الموجودة في الاستديو ، الآن لا استسيغ الكرافتة إلا اذا كانت المناسبة تتطلب لبسها، ولديّ ساعة ، ومن يلبس ساعة في ذلك الوقت يعتبر من المحظوظين ، اما يتصور وهو واضع يده على خده لتظهر الساعة، او عندما يتكلم يلوح بيده التي عليها الساعة في جميع الاتجاهات لكي يراها وينتبه لها من حوله فيباركون له على النقلة النوعية الكبيرة في حياته ، وكانت الماركات المشهورة في تلك الفترة الصليب( ويست اند سويس) والرومر والجوفال والاورينت والسيكو  والرولكس في المقدمة، واغلبها تعمل بالشد وبعد فترة نزلت الى الاسواق ساعات قيل انها تعمل بالدم فخاف كُثر من شرائها لانها ستستنزف دمهم وممكن بعد ذلك ان تتسبب هذه الساعات بدنو ساعتهم  والحكاية ببساطة ان هذه الساعات والمكتوب عليها اوتوماتيك بها نصف قرص عند الحركة يدور تلقائيا فتتم التعبئة وطبعا عندما لاتستخدم لفترة طويلة لا تعمل ولهذا صدقوا حكاية انها تعمل بالدم  ولانهم لايجيدون الانجليزية فلذلك لايعرفون معنى اوتوماتيك!

 

راسب بمادة ويبقى في صفه

قادني حظي العاثر ذات ليلة وكنت في الصف الخامس بمدرسة الخير الابتدائية التي لم تكن خيرا لي ، ان شاهدت بعض الطلبة يحاولون تسلق السور المقابل لإدارة المدرسة لمشاهدة المدير احمد القيّري المربي الفاضل ومعه مجموعة  في لحظة انس وفرفشة مع بنات  لعلهن طالبات او قريبات طالبات، وعندما أحسوا بنا ، تدافعنا ولا جنود الصاعقة هربا ولكن القيّري النمس لمح الفاشلين في الهرب وكنت واحدا منهم، فبدأ العقاب على يد عبد الكريم السراجي مدرس مادة الرياضيات ( اصبح اخوه خالد صديقي في مابعد ولم افتح الموضوع معه او اطلب مواجهة اخوه الاكبر عبدالكريم خاصة بعد دخولي مجال الصحافة ولكون الموضوع برمته اصبح في الماضي يعني ذكريات) يمكن كان ضمن الشلة في تلك الليلة الماجنة التي كانت فيها أبواب المدرسة مغلقة من الداخل ، كان يناديني وهو يدعوني للحضور الى عند السبورة لحل مسألة معقدة في الرياضيات ب"أبو الفتوح " ثم ينهال بعصاه بدون رحمة على يدي في الوجه والقفا حتى كرهت مادة الرياضيات، وجاء يوم تسلمنا الشهادة التي سلمت لنا مقلوبة ودائرة حمراء على مادة الرياضيات ، وبالقلم الأحمر راسب ويبقى في صفه ، ولتكون المدرسة الوحيدة في عموم اليمن بل والعالم اجمع التي تقوم بذلك، فالراسب  والباقي في صفه  هو من تكون عنده رسوب في ثلاث مواد واكثر . مضت العطلة الصيفية وذهبت في بداية التسجيل للعام الدراسي الجديد الى إبراهيم زبيبة مدير مدرسة معاذ بن جبل الابتدائية  فحكيت له قصتي ، فأمر بعقد امتحان لي في مادة الرياضيات ونجحت والتحقت بالصف السادس ، وطز فيك يا قيّري وطز فيك يا سراجي

 

الكابتن الأستاذ/ عبد الله العسولي

عام 73 وانا في الصف السادس المرحلة الابتدائية في مدرسة معاذ بن جبل كان مدرس مادة الاجتماعيات مهاجم النادي الأهلي والمنتخب الوطني عبد الله العسْولي بيليه اليمن ، من حبنا للعسْولي حبينا المادة وحصلنا على اعلي الدرجات انا حصلت على 58 من 60، العسولي صدمته سيارة مسرعة بينما كان جالسا أمام منزله في حي الجحملية ، أصيب بعدها بحالة اكتئاب فظيعة الى ان انتحر بحرق نفسه.

 بعد انتهائي من الدراسة الجامعية وفي سنة التدريس الإلزامي في مدرسة معين اخترت تدريس مادة الاجتماعيات الى جانب عملي كإداري ، وفي إحدى الزيارات لموجه الوزارة طلب مني جميع نماذج الامتحانات التي وضعتها فقد كانت بنظام تعدد الاختيارات ، وتتناول القضايا الوطنية والقومية والإنسانية في اليمن والعالم ، وجاء امتحان الشهادة الابتدائية العامة لعام 89/ 90 نصا وروحا من نماذج الأسئلة التي سبق ووضعتها ، مع فرحة مدير المدرسة الذي ما أن قرا الأسئلة حتى صاح أنها نفس أسئلة فتحي، وحققن طالبات الصف السادس اللائى كنت أدرسهن أعلى الدرجات،

في مدرسة معين كان الصف السادس بنات الصف الوحيد الهادئ عندما يكون في حصة الاجتماعيات ، أول يوم تدريس كان الفصل ولا سوق عكاظ ، فاخترت أول طالبه مشاغبة تدعى أسمهان الزبيدي التي علي يساري في الصورة، وضربتها علي يدها بالعصا فبكيت هي وزعلت انا وكنت كالزوج الذي يذبح القطة امام زوجته من اول يوم،  فدب الذعر في باق الطالبات ، ومن يومها والفصل في هدؤ وإنصات وكأنه مقبرة ، الى ان جاء يوم توديعي لهن بكلمات مؤثرة ، وطلبت المسامحة على قسوتي في اليوم الأول من العام الدراسي ، فأجهشن بالبكاء  ولتكون المرة الوحيدة في سماع نحيبهن الى خارج الفصل. طوال العام درستهن سياسة ووطنية ووحدة يمنية وثقافة عامة، وكانت طريقة تدريسي مختلفة عن الباقين مما دعا إحدى المدرسات في المدرسة الآنسة الغرباني الى حضور إحدى حصصي متنكرة بعد ان أخبرتها أختها الطالبة عندي بطريقتي وأسلوبي ويمكن كل حركاتي في الفصل ومنها كتابتي على السبورة بيدي اليمني واليسرى وتقليد اللهجات اليمنية المختلفة وتقليد الاصوات، وعندما اكتشفت ذلك شعرت بالارتباك ، ووقفن معي في مواجهة المعسكر المعارض فقد كان في المدرسة معسكران معسكر المدرسين بعد الثانوية بقيادة ناصر القدسي ورضوان القدسي وسمير سلام ومعسكر المدرسين بعد الجامعة بقيادة خالد الجرادي وانا ، اما الجامعي عبدالولي الرعدي فقد كان يضع رجلا عندنا والاخرى عندهم! ، اكثر الطالبات وقفن معنا وانا تحديدا، مما دعا هناء هاشم الذكية والمتميزة التي تقف علي يميني في الصورة الى مصارحتهم بأنها تكرههم لأنهم يكرهونني .

 

مدارس تعز واللغة الإنجليزية للبنات

 انتقلنا من المرحلة الابتدائية الى المرحلة الإعدادية فكان أول شي علينا تعلمه الحروف الهجائية للغة الإنجليزية ،  فظهرت  مشكلة عند الوصول الى حرفي  S T

 لدى نطقهما عند البنات ،حيث يشيران بصيغة الملكية الىى منطقة باللهجة اليمنية يعتبر عيبا نطقها ، فقررت إدارة التربية والتعليم في المدينة ان ينطقا تي أس عند الطالبات وأس تي عند الطلبه الذكور!

 

عشق الأغاني والأناشيد الوطنية

اعشقها واحلق معها بعيدا في عالم آخر، لا اهتم بباق الأعياد كالفطر والأضحى، فقط التي تهمني وانتظرها بفارغ الصبر من السنة الى السنة أعياد الثورة اليمنية سبتمبر/ أيلول  وأكتوبر/ تشرين أول ، وأي مناسبة وطنية أخرى ليس في اليمن بل في أي بلد آخر حتى لو كانت بالصيني ، وكان ينتقدني أخي عبد الرحمن على هوايتي هذه ان جاز تسميتها كهواية وهوس بسبب رفع الصوت الى أعلى درجة ، بين الحين والآخر ومنذ ان كنت في اليمن واليوم في كندا اردد رائعة محمد سعد عبد الله الوطنية:

 أوعدك أنى أعيش العمر مخلص لك أمين ، أؤديها بكل جوارحي حتى تلتهب حبالي الصوتية ، ومن كل قلبي احبك لاحمد قاسم ، إضافة الى المقاطع التي تتحدث عن الوحدة اليمنية في رائعة عباس الديلمي خيلت براقا لمع.

 عام 1973 أمام لوحة النادي ، أنا وعلى يميني يحي مبارك وبيده المرحومة كرتنا – محمد جوله- نجيب العماري

فريق التحدي المهزوم دائما

 اتفقت مع مجموعة من أولاد الحارة على تشكيل فريق كرة قدم وأطلقنا عليه فريق التحدي ظنا منا ان الاسم سيجلب الفوز، كنت رئيسه وموقعي حارس المرمى، وعندما قررنا شراء كره خاصة بنا ، كل واحد منا ذهب لجمع معدن النحاس لنتمكن من بيعه، وكوني الرئيس فقد كان لزاما عليّ احضار اكبر كمية من النحاس ، فجمعنا الأقفال من منازلنا وأسلاك الكهرباء،  وكل ما يقع في طريقنا من فصيلة معدن النحاس ،وبالكاد أكملنا المبلغ ويا فرحة ما تمت  أولا ضرب من اهله كل من قام بسرقة الاقفال اعتبروها سرقة ، ثم أوقع الحظ العاثر بعد أيام قليلة كرتنا الجميلة التي كانت أحلامنا وطموحاتنا تتنطط معها تحت عجلات إحدى السيارات المسرعة فقد كانت بوابتا ميدان الشهداء الرئيسيتان مفتوحة للسيارات والشاحنات مختلفة الاحجام وغيرها، فوقفنا فوقها نبكي بحرقة . كان الفريق يخسر وبعدد كبير من الأهداف، جعلت الاسم عارا علينا ومثارا للسخرية ، ثم تحولت كمهاجم وحل مكاني للذود عن مرمانا صديق آخر وظل الوضع والنتائج هي هي كنا نلعب احيانا بالفوط ، واحيانا بالنطلونات ولم نعرف الزي الرياض المعروف الا بعد فترة، فغيرنا الاسم الى اليرموك (معركة بين الروم والمسلمين)  فتحسن الوضع  قليلا خاصة مع انضمام الكابتن محمد مهدي المهاجم رأس الحربة الذي حالفه الحظ في أن يلعب للفريق الثاني في النادي  الأهلي. محمد الذي اصبح في ما بعد أخصائي مختبرات طبية كان مهؤوسا بكرة القدم وساعده على التفوق قصر قامته،  وكنا نناديه أحيانا بالكابتن وأحيانا أخرى بالدكتور ، لكن  التسمية الأولى كانت هي الأقرب الى نفسه ، في عهد اليرموك اصبح لدينا اكثر من كرة ، فقد قامت شركة نونو لحليب الأطفال والمنافسة لشركة نيدو نستلة بتقديم كرة مجانية مقابل علبتين او ثلاث لا اذكر بالضبط كم كان العدد، وذهبنا جميعنا نطرق أبواب المنازل في أنحاء المدينة لجمع العلب ، وكل منزل كنا نوهمه بأنها تبرع لفريق الحارة اي حارتهم. 

على يميني طبيب الأسنان جميل حلمي وعلى يساري محمد مهدي ومحمد الطويلي (بيكنباور) نسبة لقيصر الكرة الالمانية  

الاعتداء على طفل امام مشرف المدرسة

صباح ذات يوم وانا في الصف الاول بمدرسة الصديق الاعدادية بتعز في الطابور بانتظار تسلمي وجبة الفطور المجانية حيث كانت تقدم في كل المدارس هذه الوجبة المجانية وهي عبارة عن روتي مع قطعة جبن او لحم وكاس حليب وحبوب زيت السمك فاذا بشاب في الصف الثالث الاعدادي يدفعني بعيدا ويأخذ مكاني ومن خلال شكله وجسمه فاما هو دائم الرسوب او درس وهو كبير فالمفروض ان لم يكن في الجامعة فعلى اقله يكون في السنة النهائية للمرحلة الثانوية لاازال اتذكر ان اسمه عبدالغني من سكان حارة المستشفى الجمهوري فاحتجيت ورد بضربي بقسوة امام مشرف المدرسة الكابتن الرياضي في نادي الطليعة عبدالجليل جازم الشوافي لعنة الله عليه في كل وقت وفي كل حين الذي لم يتدخل لانقاذي وهو المشرف ، وتكتمت على الموضوع لاادري لماذا  لم التجأ الى محمد الباروت الذي كان يعزني جدا وكان اسمه يثير الرعب في النفوس للانتقام لي ورد الصاع بمئة من المشرف اولا ثم الطالب وممكن طربقة المدرسة على رؤوس اللي فيها، عبدالغني التقيته في صنعاء وقد اصبحت شابا سلمت عليه بقوة  وسالته ان كان يتذكرني  وانا انظر الى وجهه وعيونه بطريقة مريبة فاجابني بالنفي وهو مرعوب مني وسالته اين يسكن لكي نلتقي فنحن زملاء دراسة ، كنت انوي الثأر منه على رواق فزودني بعنوان خطأ فحمدت الله اني لم التقية ثانية كي لا ارتكب جريمة !

 

النجاشي والسفر الى امريكا

النجاشي ابن الباروت الذي ذكرته سابقا غادر منذ فترة طويلة الى امريكا وكنت كلما اصاب في رجلي بجروح تزف والدتي اليّ البشرى بان النجاشي قبل سفرة الى امريكا كان دائم الجروح في قدميه ولهذا سافر الى امريكا ، فكنت اتالم في البداية حتى اكاد ابكي ولكني اتحامل على نفسي لكي اسافر مثل النجاشي الى امريكا التي لا اعرف اين تقع، الغريب فعلا ان النجاشي عندما زار اليمن كنت الوحيدبين عيال الحارة الذي زارهم وكنت في المرحلة الثانوية واعرف امريكا وتاريخها وكل شئ عنها وعن سياستها، عرض عليّ ان يساعدني على دخول امريكا ولانه طلب مبلغا كبيرا مقابل هذه الخدمة فقداعتذرت له حتى تسمح الظروف التي انا عارف انها لن تسمح معي ابدا بالسفر الى امريكا ولكني سافرت اليها بعد ذلك ومجانا.

 

زيارة صنعاء لأول مره وركوب الطائرة

عام 72 سافرنا نحن الأسرة فرع تعز الى صنعاء لحضور عرس أخي د. حسين القطاع, وركبنا الطائرة لأول مرة مجانا،  بناء على ترتيب قام به الرائد احمد عايض سهيل نائب قائد لواء تعز، وكانت المرة الأولى التي ازور فيها صنعاء،  وصادف في أول يوم لوصولي ان رأيت الجموع تتدافع الى غرقة الصين في منطقة حده من ضواحي صنعاء، لمشاهدة عملية الإعدام الجماعي رميا بالرصاص لعشرات من المخربين ( كانت تطلق هذه التسمية على معارضي حكومة القاضي الارياني،  والمدعومين من الجبهة القومية في جنوب اليمن)

 

بداية السبعينيات على المُتر ( الموتورسيكل ) في ميدان الشهداء

 

 في العصر ذهبنا الى مقبرة خزيمة حيث تم دفنهم في حفرة كبيرة، وتغطيتها بطبقة خفيفة من التراب ، ويستطيع المرء ان يتحسس بقدمه الأجساد، كما ان إحدى الأيدي كانت بارزة من الحفرة، ومن اتساع رقعة الحفرة يتضح ان العدد كان كبيرا جدا.

في تعز ونحن في طريقنا الى ميدان الشهداء لنلعب كرة القدم او لنركب السياكل ( الدراجات الهوائية) او المُترات ( موتورسيكل )، كنا نشاهد على مبنى القيادة القديم أربعة رؤوس مقطوعة لهؤلاء الذين يصفونهم بالمخربين موزعة على زوايا سقف المبنى الأربع ، او على قمة الصاروخين الصغيرين أمام مدخل المركز الحربي، او عند مدخل الباب الكبير!

 

الهروب من المدرسة

 

خلال المرحلتين الابتدائية والإعدادية كنت أزوّغ من المدرسة ، واذهب الى السينما وإذا أعجبني الفيلم أظل أشاهده يوميا حتى يتم تغييره بآخر ، وعندما تتراكم أيام الغياب ، وطبعا التقى اشعارا بالفصل ، فاستوقف في الطريق أي شخص يقبل بان يذهب معي الى المدرسة على انه ولي أمري،  ويتعهد شفويا او كتابيا بعدم تكرار ذلك، ويتكرر أي الغياب والزوغان، وعندما توصد الأبواب أمامي ، اسحب ملفي وانتقل الى مدرسة أخرى! وعندما يكون الجيب خاليا ، كنت اذهب للشحاتة عند شباك تذاكر النساء بحجة اليتم والجوع، الأولى صحيحة اما الثانية فلا ففي تلك الفترة كان يقدم في كل المدارس التغذية المجانية التي سبق ذكرها ، وعموما النساء كن رحيمات وكريمات، وأحيانا كنت اذهب الى مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل والشباب، ولا أزال أتذكر المدير الطيب محمد القوسي فاقدم له ورقة باني يتيم وليس لديّ قيمة كتب ودفاتر مدرسية ، فاحصل منه على مبلغ  محترم يغطي تكاليف السينما لأكثر من شهر، ويغطي تكاليف الزميل الذي سيقوم بنقل الدروس من دفاتره الى دفاتري ، لهذا كانت دفاتري لوحة عشوائية من كثرة أنواع الخطوط فوالدتي أُمية لا تقرا ولا تكتب والا لكان عرف السبب وبطل العجب في تنوع الخطوط ، كما كانت ثقتها فيّ عمياء وبلا حدود، كنت

عام87 من اليمين الشرجبي من الاذاعة - احمد الضلعي من هيئة التعاون الاهلي للتطوير- ياسين المسعودي صحيفة الثورة - محمد سنهوب وفي الخلف قاسم الضاوي من التليفزيون ثم محمد القوسي

 احضر الى مغارة علي بابا أي القوسي زملاء لي ويقوموا بنفس الأسلوب ، والكوميشن حقي هو ان يدفعوا قيمة التذكرة مع عشاء أو غداء ، فقد كانت السينمات في تعز مسقوفة وتعرض افلامها في فترتي العصر والمساء، وفي الحديدة وكونها منطقة حارة فهي بدون سقوف والعرض يكون ليلا وكم يكون المنظر شاعريا عندما تنظر الى السماء والى الشاشة ، وفي صنعاء كتعز اي مسقوفة والعروض في فترتي العصر والليل بالاضافة الى يوم الجمعة صباحا للاطفال فتجد الكبار الاكثرية، وعادت بي الذاكرة الى هذه المرحلة ، عندما التقيت القوسي  وقد اصبح مدير اعاما لمكتب الشؤون في محافظة مأرب في إحدى مهماتي الصحفية في المحافظة ، ووجدته بنفس الكرم والتواضع ، وكان يناديني بالأستاذ، وهو لا يدري ان هذا الأستاذ ماهو الا الطالب عاشق السينما والهروب من المدرسة والشحات البرئ، مرة واحدة فقط ذهبت فيها الى فرع التموين العسكري ومستغلا حالة اليتم فادخلوني مباشرة الى المدير ناجي الرويشان الذي حول لي اولا بكرتون فول وانا عند الباب دعاني وهو يضحك وحول لي بكرتون تونه ثم دعاني مرة ثالثة وحول لي بكرتون خضروات مشكلة ثم دعاني للمرة الرابعة وحول لي ببطانية!، ابنه علي كان من اللاعبين الكبار في الكرة اليمنية وكان يلعب كمهاجم لنادي الصقر بتعز ثم اتهم في اواخر السبعينات بقتل صديقه فهرب من السجن والمحاكمة الى امريكا حيث اقام وعمل في التجارة بمانهاتن نيويورك

 

الآم الرأس الغريبة والصداع المزمن

عام 1975 فريق النادي الأهلي سيجري مباراة مهمة في صنعاء أمام فريق الشعب ، وكنت من ضمن الذين تم اختيارهم من فريق الكشافة للسفر مع النادي، وقبل السفر أحسست بصداع فأخذت حبة أسبري

 

1974

ن او نوفلجين لا اذكر،الفريق سافر بالباص ، ومجموعة وانا منهم بسيارة محمد الربيع صديق اخي التي كانت مزحومة على الآخر. خلال الرحلة نمت حتى وصلنا الى صنعاء عند الفجر، ففتحت عيني على حالة ووضع غريب ومزعج لاازال أعاني منه حتى اليوم ، اشعر بكل ما حولي كالخيال ، كأنني في حلم، كما ان بعض المواقف او اللقاءات أحس كما  لو اني عشتها او حضرتها من قبل والمزعج حقا بعض الوجوه أحس أحيانا بأنها غريبة عني واظل ابحلق فيها حتى يدب الاستغراب للشخص الواقف امامي، وضع أشعر به واجد صعوبة في شرحه، واشعر بالحرج لو عرف الذين من حولي به ؟! 

أقيمت المباراة عصرا وحضرها المقدم عبد الله الحمدي رئيس نادي الشعب واخو الرئيس ابراهيم الحمدي ، وفاز الأهلي وغادر الحمدي الملعب وهو في قمة الغضب والانزعاج، واغلق باب سيارته بقوة سمعناها عن بعد..

 الانضمام الى فرقة الكشافة تتيح للعضو  القرب من موقع الحدث والمناسبات فنصبح مثل رجل الامن او المرور لنا حرية الحركة فنمنع من نريد ونسمح لمن نريد بالدخول الى مكان الحفل او الاستعراض فخلال تلك الفترة زار اليمن وزار مدينتنا الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان رئيس الامارات والرئيس السوداني جعفر النميري

 

أنا والكهرباء

  أمام مبنى مديرية الأمن وبين ميدان الشهداء ومقر النادي الاهلي وعلى يميني صديقي ورفيق طفولتي فاعل الخير يحي مبارك، ثم محمد الطويلي والى يساري حمود عائض

وقفت ذات يوم وأنا صغير ولا أزال في المرحلة الإعدادية متسائلا كيف يمر خط الكهرباء فوق منزلنا الى البيوت البعيدة ولا نستفيد منه؟ فقد كان صعبا الحصول على التيار الكهربائي، تحتاج الى وساطة وكانوا في مؤسسة الكهرباء يتحججون بمحدودية الطاقة الكهربائية ، هذا التساؤل سرعان ما تحول الى فعل ، اتفقت مع  شخص اعرفه ليقوم بتجهيز بيتنا من الداخل بالأسلاك وتوابعها ويسمى التسليك، وفي عتمة الليل والشارع خالي تماما من المارة تسلقت اقرب شجرة الى الخط الرئيسي، وكانت تبعد عنه بامتار قليلة ومددت الواير بواسطة قطعة حديد طويلة غطيت طرفها بقطعة قماش، وأثناء محاولتي إيصال الوايرالى الخطين الرئيسيين فقد كان صعبا إيصاله بسهولة خاصة مع الريح، وزخات المطر ، ممسكا به في يد وفرع الشجرة باليد الأخرى وعين على السلك وأخرى على الشارع ، بحق كانت مغامرة وحصل ان تحركت قطعة القماش من مكانها فكدت اصعق بالكهرباء فالرعشة التي تعرضت لها كادت ان تسقطني من أعلى الشجرة ، وبعد عدة محاولات تمكنت أخيرا من إيصاله ، وبسرعة نزلت من الشجرة مثل النسناس  وتوقفت لبرهة قبل ان ادير المفتاح  الى وضع التشغيل حسيت اني بمجرد ان أقوم بذلك سينفجر البيت ، وكم كانت فرحتي بالضؤ وشعرت ان نور الكهرباء في بيتنا مختلف تماما عن الأماكن الأخرى ، استمرينا على هذا الحال ننعم بالكهرباء المجانية لعدة شهور الى ان جاء موظفين من شركة الكهرباء ليبلغونا انهم تلقوا بلاغا من فاعل خير بأننا نسرق التيار الكهربائي ومن حسن حظنا انهم اكتفوا بنزع الواير فقط ، فغيرت التكتيك أصبحت أضع الواير ليلا وانزعه صباحا بصورة يومية عملية شاقة ومتعبة ، وبالصدفة عرفت في ما بعد ان فاعل الخير هذا ما هو إلا اقرب صديق لي يحي مبارك وسألت نفسي : لماذا لم يقم بما قمت به خاصة وهم يستخدمون اللمبة وتسمى النواره والفانوس مثلنا؟ ومع أننا استمرينا على صداقتنا لكني لم اسأله أو حتى أتأكد من ذلك حتى اليوم.

 بيوت حارتنا الصغيرة والبسيطة بالكامل تستخدم الحطب فكان بيتنا أول بيت يدخل اليه البوتاجاز ، وكان أول بيت يدخل اليه جهاز التليفزيون ليصبح كصالة السينما، وكذلك الكاوية الكهربائية التي من كثرة أعارتها  لشباب الحارة وأولهم فاعل الخير تعطلت ففي تلك السنة 1979 كان التيار الكهربائي قد وصل الى اكثر البيوت في حارتنا والمدينة عموما.

 

أول قصيدة شعر

كان لديّ في مرحلة الثانوية صديق شاعر اسمه رفيق عمر مدي (يعمل حاليا في قسم الأخبار بتليفزيون صنعاء)  فأسريت له بأنني أعيش قصة حب ، وحاولت وفشلت لعدة أيام في كتابة قصيدة، كنت أحس بالرغبة، ولكن أحس معها بوجود حاجز يمنع الكلمات من الخروج لتشكل قصيدة ، فطلب مني اسم البنت وكان اسمها صباح واسم عائلتها وهو من اللهب، وفي اليوم التالي جاءني بهذه القصيدة التي أذيعت في برنامج نادي المستمعين من إذاعة تعز ، فقد كنت اعرف المذيع الكبير صاحب أقوى واجمل صوت إذاعي يمني محمد جباله :  

حبيبتي أنتي لي كإشراقة الصباح بعد ليل بهيم

فقولي ألا ترحمين حالي وتشفقين

ألهبتي أشواقي  وملكتي فؤادي الكليم

فتركتني ملقى به في عالم الحب سجين

التمس النظرات وأصحو وأنام على الوعد القديم

فمتى يزول الفراق  يا حبيبتي ألا تنظرين ؟  

أذيعت القصيدة بأسمي وهي في الاصل لرفيق ، الأستاذ جباله كنت لا أتردد في زيارته بمبنى الإذاعة لطلب إجراء مقابلة معي خاصة بعدما بدأت اكتب خواطري بنفسي دون الاستعانة بصديق ، وكنت لا أتردد أيضا في الذهاب الى المخرجة  الرقيقة هدى محمد صالح لطلب أغنية بعد المقابلة او القصيدة ، جرأة غير عادية في تلك السن !. مرة استضافني جباله وعندما قرأت بيتا مضحكا في خاطرتي :  أناديك مذبوحا    ورأسي في يدي ! سألني كيف تستطيع النداء ورأسك على يدك ايها الشاعر النابغة ؟ فلم ادر بماذا أجيب !  ليستدرك هو ويخرجني من المطب بقوله: أنها قمة التشبيه والبلاغة واللوعة والشوق.

 

مع المشعوذ والشعوذه

صباح هذه الفتاة الهادئة والخجوله وقد غيرت طريقها الى المدرسة الى طريق اخرى لا تمر من جانب منزلنا فمعنى ذلك انها غيرت رايها  نحوي ، فلابد اذا من طريقة لاعادة الوضع الى ماكان عليه فالتجات الى مشعوذ،  سالني عن اسمها فاعطيته، وعن اسم امها قلت له لا اعرفه ، وفي دقائق جهز التعويذه والطلاسم التي سيتم حرقها لينطلق الدخان  فيجلب محبوبتي اليّ رغم انفها، وعند حرق الورقة وجهتها باتجاه منزلهم ، وبعد ايام قليلة باب منزلنا يطرق فذهبت لافتحه واذا بي امام فتاة لابسه شرشف ومغطاة الوجه تريد ان تشرب ماء، فسالتها من تكون ؟ قالت الا تعرفني انا صباح فلان الفلاني جارتكم، المهم تكرر طرق الباب لنفس العذر طلبا للماء ويوما بعد يوم ينقشع الشرشف المكون من ثلاثة اجزاء قطعة بعد قطعة بدءا  بغطاء الوجه ، وبعد اسبوع كنا قد صرنا حبايب و اسبوع آخر انتهى كل شئ ، ولا كانها تعرفني ، حينها عرفت الحكاية ان الدخان اخذته الريح الى اقرب بنت اسمها صباح وكن كثر في حارتنا اي من اسمهن صباح على اسم الشحرورة فاحضرها اليّ بدلا من صباح المقصودة والتي يبعد بعيدا بيتهم عن بيتنا، ولم اكرر التجربه واختار اسم بنت اخرى لان المبلغ الذي دفعته للمشعوذ كان كبيرا  

في نادي الضباط ويبدو في الخلف مبنى قيادة لواء تعز

عامل البناء

يعرف عامل البناء في اليمن بالشاقي من المشقة أي التعب ، وفي العطلة المدرسية كنا نذهب للبحث عن فرص للعمل ، أنا كنت دائما اختار العمل في تشييد الدوائر الحكومية ، والمدارس والمعاهد ،  مثلا شاركت كعامل بناء في نادي ضباط القوات المسلحة الذي التحقت بفرقته الموسيقية كما سبق وذكرت، كما كنت العب فيه تنس الطاولة والشطرنج، وفي ميدان الشهداء ، وفي مدارس ومعاهد متنوعة ، هذه الأعمال هي التي كانت تستهويني، كان بإمكاني في تلك الفترة أن أتوظف في الحكومة مثل العالم والناس  ، ولكني كنت ارفض مع أنى بطبعي مزاجي و كسول ، ولم اكن اكمل مشوار عامل البناء الى النهاية ، كنت اكتفي بالمشاركة الرمزية التي لازمتني بعد ذلك في حياتي ، وكان لا يتم قبولنا إلا إذا كانت ملابسنا مهترئه ورثة يعني ُشقاه بالمعنى الصحيح! في أوقات الفراغ كنت اذهب الى صديقي أمين صالح الشوكاني مسؤول صناديق البريد في مكتب بريد المدينة أساعده في فرز الرسائل في الصناديق، وكان يلح عليّ لتوظيفي عنده في الإدارة بدلا من العمل كمتطوع  ولكني كنت ارفض، كان يلاحظ أنني أحيانا احتاج الى مصاريف مدرسية ، وبحق كان الأمين اكثر من أخ  وصديق وصاحب فضل كبير علي ّ لا يتأخر عني اذا ما احتجت فلوس، كما كان أول من قام بتعليمي السواقة، وذات يوم وبعد التدريب لمدة أسبوع فقط غافلته وأخذت مفتاح السيارة وذهبت بالسيارة لأكثر من ساعة ذهبت الى حارتنا ليشاهدوا أبن الحارة المعجزة والعبقرية والمفاجأة ، مراهقة وتصرف طائش بكل تأكيد كنت اتوقع سروره وفرحتة التي لاتوصف بتصرفي ، طبعا وجدت العكس ، لهذا اعذر المراهقين في تصرفاتهم ، وما زاد من ألمي وخجلي أنى أضعت عليه موعدا مع الطبيب من اجل والدته ، انقطعت العلاقة لفترة حتى قبل اعتذاري بعد اكثر من سنة.

 في تلك الفترة من عام78 كان يعرض التليفزيون مسلسلا لبنانيا لعبد المجيد مجذوب وهند ابي اللمع وتترد كلمة آلو حياتي على لسان المجذوب اكثر من مرة في الحلقة الواحدة، فحصل ان اتصلت به الى البيت وردت عليّ شقيقته وبمجرد ان قالت آلو رديت عليها آلو حياتي من غير قصد فقد كان المسلسل في دماغي والعبارة على لساني ولسان مجموعة كبيرة من الناس، وعلى الفور أغلقت السماعة، وبعد فترة اتصلت وردت عليّ هي وهذه المرة حرصت على ضبط لساني ، وبمجرد ان أعطته السماعة همست في أذنه هذا  هو صاحب عبارة آلو حياتي!، وظل أمين يلمح لي عن قليل الأدب وقليل الذوق الذي اتصل الى البيت، وتصّور قال أيش لأختي ؟ قال آلو حياتي .. شوف على شخص وسخ عديم التربية، لم اجرؤ على الاعتراف له وتوضيح سبب زلة اللسان ، ولكن اخلاقه العالية وانسانيته الكبيرة منعته من مواجهتي مباشرة، الأخ أمين هو شقيق أستاذي العزيز/ يحي الشوكاني مدير عام وكالة سبأ للأنباء، وكان أمين يوعدني عندما انتقل الى صنعاء  بانه سيوصي شقيقه الاكبر المدير يحي بتوظيفي عنده في الوكالة،  وبعد سنوات التحقت بالعمل في الوكالة ونسيت حكاية وساطة امين حتى التقيت بيحي الشوكاني وتذكرت انه أخو أمين

 

ورحل امين الشوكاني

 

 سبقتني الاسرة الى اليمن في اغسطس 2007 وتاخرت مع رشا لمدة اسبوع للانتهاء من امتحاناتها وخمسة ايام قضيناها ترانزيت في ايطاليا لزيارة خالتها ، وصلت اليمن واليوم الثاني ذهبت لزيارة الاستاذ يحي ، فلم اعرف الشارع بسبب التغيير في العمران فسالت احد الصبية عن بيت الشوكاني ؟ فاجابني الذي مات اخوة ! فتح الاستاذ يحي الباب وبكى عنما رإني وبكيت معه لوفاة امين الذي حاولت اتكلم معه في المستشفى ولكن لصعوبة حالتة كان يوصل له صديقنا المشترك عبده سيف رسائلي اولا في المستشفى في تعز ثم في صنعاء ، وعلمت من الاستاذ يحي بانه طبع له ماكتبتة عنه فقراها وابتسم وعرف الورطة الغير مقصودة التي وجدت نفسي فيها بعد كل هذه السنين ..

 

فرعون والمعزة

 في المرحلة الإعدادية في مدرسة الصديق كان المدير عبد الصمد الصليحي، وكان لقبه التهكمي فرعون امام وقيم جامع الخير، فرعون هذا ان كان لا يزال حيا الله يسامحة وان كان قد توفى وهذا ما ارجحه الله يرحمة ،  كان يستخدم العصا بقسوة وبدون رحمة لا تتوقف عصاه عن الضرب ولا لسانه عن الشتم، فكنا نختبئ في الأزقة وننادي عليه بصوت عال : يا فرعون.. يا فرعون حتى يبح صوتنا، وكنا نعرف وقع الاسم عليه، مرة جاء ولي امر يسأل عن المدير ويسأل عن اسمه ؟فقلنا له ان اسمه فرعون فاندهش لهذا الاسم .. فذهبنا ناخذ زاوية قريبة من باب الادارة ولنسمع الحوار التالي:

السلام عليكم يااستاذ فرعون ، فانتفض المدير من الكرسي صائحا في ولي الامر: فرعون في عينك وعين اهلك ؟ ماذا تريد ؟ الحكاية يااستاذ فرعون ان الولد ، وكلما كرر ولي الامر اسم فرعون كلما ازداد الصليحي صراخا  وهياجا حتى وصل بهم الامر الى الاشتباك بالايدي فتدخل بعض المدرسين لانقاذ مديرهم من قبضة ولي امر الطالب ولمعرفة سبب العراك، وعندما عرفوا ان المشكلة بدات مع الاسم صححوا معلومات الرجل بان اسمه عبدالصمد الصليحي واسم فرعون يضايقة ويجعل الجن ترقص رقصة الموت امامه، وفي المرحلة الثانوية في مدرسة الفاروق كان اسم المدير محمد صالح سعيد ولقبه المعزة ، في إحدى المرات تشاجرت معه بسبب نظام التصنت الذي ركبه في الفصول حيث وضع في كل فصل ميكرفون يستطيع من مكتبه في الادارة معرفة ماذا يدور في الفصول ، فقد كانت حركاته تغيضني فعلا  تشبه المعزة، ، يمكن لقّب بهذا عندما كان مهاجما في نادي الصقر الرياضي ، ففصلني من المدرسة وبعد وساطة من قبل أحد المدرسين ، وافق على إلغاء قرار الفصل بشرط ان اعتذر أمام الطلبة في الطابور الصباحي ، بشرطه ذاك ولأنها أول سنة له كمدير للمدرسة اراد توجيه رسالة عن طريقي الى بقية الطلبه ، ليريهم مدى حزمه وجديته وصرامته ، وانا وجدتها فرصة لأستخدم الميكرفون وللمرة الأولى لأخطب أمام جمع غفير من البؤساء، فبدأت خطابي الهام وكنت قد انتقلت من مدرسة الشعب: أخواني طلبة مدرسة الشعب الثانوية بطريقة عادل أمام في مسرحية مدرسة المشاغبين،  فهات يا ضحك ، ثم تكلمت عن فضائل العلم والأدب، وأدخلت شعبان في رمضان ، والمدير المعزة ينظر الى عندي ، ونظراته تقول لي: اعتذر وخلصنا وبلاش هذا المط والمسخرة ، الله يلعن الساعة التي طلبت فيها ان تعتذر !، صاحبنا المعزة رشح نفسه في الانتخابات البرلمانية عام 93 ، وطبعا كمرشح  حضر عملية الفرز، وبعض المقترعين اقترعوا له وكتبوا أسمه المعزة! فأراد أعضاء لجنة الفرز التسلية بقولهم لا يوجد اي مرشح في القائمة اسمه المعزة ! ولقيمة الصوت وأهميته  في هذه العملية ومهما كانت التسمية محرجه رد عليهم المرشح هيا وبعدين يا شباب انتم تعرفون أنى انا المعزة  ما غيري!

وانا في مدرسة الشعب الثانوية من حيث لاادري وجدت نفسي في مكتب المدير عبدالرؤوف نجم الدين الفلسطيني الجنسية المقيم في اليمن منذ العهد الامامي بسبب الشجار مع طالب فقال لي: انت ماعندكش ضمير، فرديت عليه وانت ضميرك في اجازة فاندهش للرد ولم يعاقبني، فقررت الانتقال الى الفاروق

 ابو عصام كان افضل واقدر مدير مدرسة في اليمن كلها، تسلم مدرسة الشعب التي بناها السوفييت في الستينيات في عهد الرئيس عبدالله السلال وظلت كأفضل مدرسة في الجمهورية نظاما وانضباطا ونظافة

الفنان عبد الحكيم الحجاجي

 

عام 1977 حكيم على العود - المهندس فكري زيوار على الأكورديون ،وانا على الرق وعبد الله سلمان كورال

كان حكيم الصغير السن مشروع فنان عبقري  ليس على مستوى اليمن بل العالم العربي ، في سن صغيرة كان يلحن ، ويؤلف ، ويعزف على عدة الآت موسيقية بمهارات عالية .. العود .. البيانو.. والجيتار ، مع صوت جميل وطبقات صوتية متنوعة ، وكان متأثرا بالفنان الكبير احمد فتحي والموسيقار الراحل احمد قاسم، ومحمد جمعة خان ،  وبرغم ابتعاده المبكرعن الساحة الفنية التي كان قد بدا يحبو إليها والألبوم الوحيد هدني شوقي اليك  الذي أنتجه له داعم ومتبني الفنانين الشباب استريو 13 يونيو نسبة لحركة الحمدي التصحيحية عام 74 الذي ظل بهذا الأسم متحديا لكل الذين سعوا الى طمس الحركة، الإّ انه ترك أثرا لا يزال يردد ويسمع حتى اليوم رائعتيه  العاطفية: هدني شوقي إليك  من كلمات عبد المؤمن الديلمي اخو الأديب والشاعر اليمني الكبير عباس الديلمي التي يغنيها اليوم الكثير من الفنانين الشبابالوطنية : كالثريا حلقي في سمانا، لحنهما في منتصف الثمانينات،إضافة الى عشرات الأغاني الأخرى

كنا نتطوع نحن أصدقائه ،  ونتعاقد له على حفلات في الأعراس ومناسبات خاصة ، بعضها مجانية وبعضها مقابل مبلغ رمزي لا يكاد يذكر، بل وكنا نحن  مد ير أعماله وفرقته الموسيقية  ووسيلته الإعلامية والدعائية، وخلال وجودي في صنعاء وكنت قد تعرفت على المخرج عبد الله الظفري مخرج المنوعات بالتليفزيون، الذي التقيت به في تونس عام 86 عندما كنا في دورة تدريبية، رتبت لعبد الحكيم استضافته في سهرة بمناسبة عيد الفطر هي الأولى له، الى جانب شاعر وأديب اليمن الكبير عبد الله البردوني الذي التقيناه في الاستديو في تلك الليلة، والفنان فؤاد الكبسي ، وأجرى المقابلات المذيع خفيف الظل احمد الذهباني

عام 84 عندما زرت حكيم وهو وعلى يميني جمال مهدي ، فيصل الحدا ثم محمد هادي اليمني

.

مشروع ممثل ولاعب وكورال ورسام و فنان وعازف لم يكتب له النجاح

في المرحلة الثانوية اخترت ككورال لأداء نشيد تقول كلماته:

نحن شباب اليمن

نحن شباب الكفاح

بكره التاريخ والزمن

حيسجل اكبر نجاح

طول ما إحنا وحده

واليد واحدة

 عام 87 عندما استضافه التليفزيون

حيكون سلاحنا

أمضى سلاح

الحمدي منا

يمني وزعيمنا

المدرب مصري اسمه يونس ، وأثناء البروفات لاحظت تركيزة عليّ في الرايحه والجايه كما يقولون، فقال لي بان صوتي نشاز، فقررت في البروفة الثانية ان أحرك شفتاي فقط ، وبرضه أصر على رأيه وتم الاستغناء عن موهبتي، ومع ان الأغنية لم تكن مكتوبة على الورق ، بل تم تلقيننا إياها، فلازلت احفظها عن ظهر قلب مع اللحن

مع المسجلات الجديدة كان ياتي معهن اشرطة عليهن موسيقى فكنت اركب صوتي عليها ..

في مسرحية لفريق النادي الأهلي اخترت ككومبارس ممثل صامت دوري كان ان ادخل الى المسرح وانظر

1981

 الى الوجوه في الصالة ثم اغادر لاادري ماالحكمة في ذلك ولكن المخرج عايز كده، ومع ذلك كنت اتهيب العملية كما لو كنت بطل المسرحية ، وفي اللحظة الأخيرة تم استبدالي بصامت آخر،

ضموني الى فريق الاشبال لكرة القدم في النادي الاهلي احد اهم مدارس الرياضة اليمنية، ووضع الله في طريقي مدرب عاداني بدون سبب يضعني  دائما على دكة الاحتياط ، اغادر المنزل لابسا الزي الرياضي الشورت والفانلة والبوتي اتنطط وانا في الطريق الى النادي ولا بيليه في زمانه، وعندما اصل يضعني المدرب الحركات هذا في دكة الاحتياط، الى ان اقررت ذات يوم ان اضع حدا لهذا الوضع العدائي فاخذت حجرة كبيرة وصعدت الى الجهة التي تعلو دكة الاحتياط وبدات انشن على راسه وكحال المدربين كان يقف فيجلس فيقوم مرة اخرى ويتحرك الى اليمين ثم اليسار حتى لمحني احدهم فاخذ الحجر من يدي وسالني عن المقصود والسبب فاخبرته الحكاية كاملة، وماهي الا لحظات حتى جاءني المدرب الهمام عارضا ان انزل الى الملعب حالا فاعتذرت وغادرت وكانت تلك اول واخر مرة البس فيها الزي الرياضي،فتحولت الى لعب كرة الطائرة وكان معنا فارس السنباني ابن عبدالله السنباني مدير فرع البنك المركزي في تعز ويعمل حاليا نائبا لعبده بورجي السكرتير الصحفي للرئيس وصاحب امتياز صحيفة يمن اوبزرفر باللغة الانجليزية، وقد تعرفت وزاملت شقيقه حسام في مابعد اثناء دراستنا لدبلوم الادارة العامة في المعهد القومي للادارة المحلية،  فوجدت حسام الدرويش والشاب البسيط الذي درس في اليمن مختلفا عن اخيه الفارس الطموح الذي درس في امريكا وتزوج من امريكية والذي خلال فترة زمنية قصيرة وصل الى مراكز عاليه ، اتصلت بفارس بالتليفون عند عودته من امريكا وتاسيسه لشركة الأمن والحراسات الخاصة 


 

2005 في المتحف الحربي الكندي باوتاوا امام سيارة هتلر المرسيدس

 

ا 
1976   

 ولم نلتقي ولم اكمل دراستي للدبلوم العالي الثالث فقد كنت قد بدأت استعد للسفر في مهمة صحفية الى امريكا وكندا ، ثم قرار البقاء والاستقرار في الاخيرة ، وكان من دواعي فخري ان محمد طه ولم يكن قد عرف طريقه الى الرياضة بعد التقط لي صورة بهذا الزي ، محمد الذي اصبح مدافعا متميزا  للاهلي والمنتخب الوطني رغم قصر قامتة وهي ميزة للاعب كمهاجم

في نادي الضباط امام لوحة للرئيس سنة اولى رئاسة

 بعد ذلك مارست كرة القدم اثناء فترة التجنيد الاجباري معسكر الدفاع الجوي للتسلية واللياقة البدنية وبالزي العادي وكنت اجيد التهديف بالقدم اليسرى، في عام 76 قلدت هتلر بان رسمت شعار النازية على قبعة الرأس ، ووضعت شاربا مثله ، الخطأ كان في التحية العسكرية ، فالتحية النازية كانت بمد اليد الى الأمام وليست على ذلك النحو الذي يظهر في الصورة لعلي كنت اقلد اذاً هتلر العالم الثالث

أُعلن في نادي الضباط والذي لم يكن قاصرا على ضباط القوات المسلحة بل كان مفتوحا  للعامة من الناس عن تشكيل فرقة موسيقية بإدارة عبد المنصف بلال مدرس الموسيقى بمدرسة هائل سعيد أنعم الخاصة دفعة العندليب الاسمر عبدالحليم حافظ في معهد الموسيقى كما قال لنا، فسجلت اسمي واخترت العزف على آلة الأكورديون ومن ضمن الأسماء  كان عبد الله البعداني الذي  اصبح عازف الدرامز الأول في اليمن، وفؤاد الشرجبي صاحب فرقة موسيقية وموزع ومؤلمف موسيقي

 من ألحانه أغنية وطنية رائعة بصوت الأطفال: هيا نغني    نهتف بأسم الوطن     يا وطني الرائع يا يمن، فتم تدريبنا على قراءة النوتة  الموسيقية ، وكم كان رائعا ان نعزف الأشكال الموسيقية فإذا بها تتحول الى لحن مميز، في أول نوته لأغنية تدربنا عليها فإذا بالأغنية غير غريبة على أسماعنا، كانت فاتت جنبنا

أبو الأحرار الشهيد / محمد محمود الزبيري     الشهيد/ احمد يحي الثلايا         الشهيد/ عبد الله اللقية            الشهيد/ محمد عبد الله العلفي

الحان محمد عبد الوهاب وغناء عبد الحليم ، وفي إحدى البروفات ضربني عبد المنصف على إصبعي بعصا المايسترو التي كان 

 عام 77في ميدان الشهداء وأمام قصر الإمام والذي تطل نوافذه الامامية على ساحة الاعدام تم تحويله الى متحف وطني

يستعملها لقيادة الفرقة ، فانقطعت ولم اكمل، كما كنت أسجل صوتي النشاز على  شريط الموسيقى الذي يأتى مع بعض المسجلات عند شرائها في تلك الفترة ، كما كنت وعندما نكون في جلسة سمر مع الاصدقاء اجبرهم على سماع زعيقي ، وذات مره كنت انا  والفنان عبد الحكيم الحجاجي في جلسة مع شباب التقيهم للمرة الأولى وعندما أخذت أدندن بالعود وأوزنه مقلدا حكيم الذي اقترح ان اسمع الحضور الأغنية التي تسببت بحبسي، فاعتقدوا بأنها أغنية سياسية والحوا على سماعها فتدارك حكيم المسالة موضحا بأنها الأغنية التي حبست بسببها لأنني أزعج الناس واسئ للذوق العام.

في يوم الثلاثاء 22 مايو 1990 ظهرا يوم إعلان إعادة تحقيق الوحدة اليمنية من مدينة عدن ، كنت أتابع الحدث العظيم لوحدي عبر التليفزيون من أنانيتي كنت اعتبر ان الوحدة لي لوحدي ولكي أطلق العنان لمشاعري، وبكيت يومها من الفرح ، لم نصدق ان الحلم اصبح حقيقة ، كان حلم الوحدة ينمو معي ، كنت من مراسلي ااذاعة عة عدن منذ منتصف السبعينيات ، أتغنى بحلم وأمل الوحدة،  فتأتيني الرسائل بالعشرات لمن كان لهم نفس الحلم والأمل وما أكثرهم، ولازلت احتفظ بجميع  الرسائل ، رسائل من الكابتن مشتاق نجل الفنان المرحوم محمد سعد عبد الله ، وقدرية محمد علي هيثم وغيرهم وغيرهم، كنت من محبي المراسلة ، قدرية هذه سالتها مرة في احدى رسائلي ان كانت ابنة محمد علي هيثم رئيس الوزراء الاسبق فلم تجب بل اكتفت بتوقيع اسمها في الرسائل اللاحقة بقدرية محمد علي، راسلت العديد من الصحف والمجلات اليمنية والعربية .. الكواكب المصرية ، أضواء اليمن وتطبع في لبنان ورئيس تحريرها لبناني  ،  النهضة الكويتية ، الجمهور اللبنانية السينما والناس وهو وهي وغيرها وغيرها  ،نوادي المراسلة في مصر، كما ونشر لي في مجلة الجمهور اللبنانية موضوعا ،  وكذلك الإذاعات من أبو ظبي الى مونت كارلو ، قبل ثلاث سنوات من إعادة

 30/7/1987

 تحقيق الوحدة اليمنية وسنتين من التنقل بالبطاقة الشخصية، طلبت من صديقي علي سيف حارس كلية التجارة ان يصّورني وأنا أحاضر عن الوحدة اليمنية في القاعة الكبرى للكلية الفارغة إلإ منا نحن انا وهو ، وكتبت على السبورة إحدى الخواطر من ديواني الأول أوراق منفية قبل طباعته وتوزيعه بمناسبة العيد الفضي للثورة والتي تقول :   

وحدة رغم العدى

     لا شمال  لا جنوب 

         انتهى زمن الحروب 

                    زمن الردى    

 

 في ذكرى عيد ثورة سبتمبر/ أيلول عام 90 أخذت الريشة والألوان ورسمت هذه الصور وهي التي كانت أمامي وقتها، لكوكبة من رجالات النضال اليمني ولكلماتهم المأثورة وخاصة عند مواجهة الموت حية كحياتهم  ومع أن القائمة طويلة لأحرار اليمن في الشطرين . على مدى عدة ساعات لم استطع رسم  عيني أبو الأحرار محمد محمود الزبيري فجاءت الصورة على ذلك النحو

 امبراطور العود وبجانبي فهمي الحيقي28 /2/ 87

 

 

 

يوما من الدهر لم تصنع أشعته  شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا

 

( قيلت هذه القصيدة بمناسبة استقلال باكستان، إلا أنها ولكون الشاعر يمنيا ومن كبار المناضلين فأصبح البيت مرادفا للثورة وللوحدة اليمنية)

احمد الثلايا الذي قام بحركته عام 1955من اجل الشعب، والتي كانت باستبدال الامام احمد

أمام مارد الثورة، الدبابة التي أعلنت بالطلقة الأولى على قصر الإمام البدر من نفس هذا  المكان في قلب صنعاء قيام ثورة 26 سبتمبر

باخيه عبدالله الامير المتنور مندوب اليمن في الامم المتحدة والذي طاف العالم ولاحظ الفرق بين يمن الحضارة العريقة الذي يعيش في عزله والعالم المتحضر، فما كان من الإمام احمد بن يحي حميد الدين والذي كان يحلو له محاورة الثوار والتشفي فيهم على المصير الذي وصلوا اليه من نافذة قصره المطلة على ساحة الاعدام إلا أن اخذ رأي  هذا الشعب المسكين الذي حضر لمشاهدة عملية الإعدام  والتي كانت تتم بقطع الرأس فسألهم : يقول انه ثار من اجلكم فما رايكم هل يعدم ام لا ؟ فردوا بصوت واحد اعدمه.. اعدم ابوه هذا الكافر المجرم الملعون(ماذا لو قالوا لا هل سيوقف الاعدام) !! فالتفت الثلايا إليهم وبحزن ليقول قولته الشهيرة:

 ألا لعنة الله على شعب أردت له الحياة فأراد لي الموت

وعبد الله اللقية الذي أطلق النار في فبراير / شباط 1961على الإمام احمد مع زميليه محمد العلفي( أطلق رصاصة على قلبه)  ومحسن الهندوانه ( اعدم) ، قال للسياف قبل قطع رأسه:

بلغ مولاك بأنني آخر الضحايا، وهذه الأسرة العفنة ستنتهي قريبا ، وسترمى في مزبلة التاريخ والى الأبد

العبارة كما سمعتها ، وهذه هي العبارة كما وردت في كتاب شهيد وطاغية.. لمحة عن حياة الملازم الشاب عبد الله اللقية لمحمد الشعيبي وقد وجهها للسياف محمد العبد الذي خلف الوشاح : ان عصر المشانق قد ولى، وأني آخر ضحاياه، وعليه ان يدرك يقصد الإمام احمد ، قبل فوات الأوان ان الشعب والوطن سوف يدفعان ثمن غبائه وتحجره غاليا، فضلا عن انجراف حكمة وعائلته وأسرته الى مزبلة التاريخ والى الأبد

 

، وفعلا كان آخر الضحايا، فرصاصاتهم سببت الموت البطيء والعذاب والالام للإمام والتي اوصلته الى الهستيريا ثم الوفاة في 19 /9/62 ، وبعد أسبوع قامت الثورة.

الوشاح قبل إعدام ثائر

  الوشاح سّياف الإمام

كلما كنت ازور المتحف الوطني في تعز او في صنعاء ، اقف طويلا وبإجلال أمام كوكبة الشهداء الذين اعدموا لوقوفهم ضد حكم آل حميد الدين والذي كان يعني التخلف والفقر والجوع والمرض، واقف أطول أمام صورة الوشاح سياف الإمام احمد الذي كان يتفنن في تعذيب أحرار اليمن قبل قطع رؤوسهم، فإذا به يلقى نفس المصير وبنفس السيف وليتفنن السياف الجديد محمد سالم العبد بإعدام معلمه ، حيث قطع رأسه من المنتصف وليس من عند الرقبة،

الوشاح حسب الرواية التي سمعتها، ان شابا وقف لشرب الماء من السبيل الذي يقع في مواجهة بيت الوشاح(بعض البيوت كانت تضع الزير(الدوح باللهجة اليمنية) المملؤ بالماء كسبيل لابتغاء الأجر والثواب بإرواء ظما العطشى)،  فظنه الوشاح يغازل زوجته الشابه فقتلة على الفور، وحكم عليه بالإعدام وقد حاول الإمام احمد  جاهدا افتداء سيّافة المفضل الذي يقرأ أفكاره ، والوجه الآخر لعملة الظلم بإغراء أم الشاب بالأموال، فقالت له : كيف يا أمير المؤمنين تقايض شريعة الله التي أنت مؤتمنا عليها بالفلوس ؟!، مما اضطره الى إرسال الوشاح الى ساحة الإعدام ، فجاءت كل الأمة في تعز لتشاهد الإعدام ولتشاهد كيف ان السيف الذي كان لا يقرأ إلا رؤوس احرار الامه ومناضليها هاهو يقرأ أيضا رؤوس الظالمين.

 

المشير السلال ولسه فاكر

كتبت في عام 78 الى صحيفة أخبار اليوم المصرية وفي زاوية عزيزتي أخبار اليوم،  اسأل عن آخر أخبار الرئيس الأسبق المشير عبد الله السلال، فعنونوا الرد على سؤالي بلسة فاكر ، وأضافوا انه يقيم في مصر ، وبعد أربع سنوات صدر قرار الرئيس علي عبد الله صالح بدعوته مع الرئيس الأسبق القاضي عبد الرحمن الارياني للعودة الى اليمن، ولما افتكر الرئيس بان رئيسين سابقين يعيشان خارج اليمن، الأول في مصر والآخر في سوريا، لم يقل له أحد لسه فاكر ، وبحق كان قرارا عظيما !

 

خطة انقلابية

من اليمين عبد الله السنباني- علي صلاح - عبد العزيز عبد الغني- محسن اليوسفي

  ذات ليلة من عام 80 طلبني المرحوم محمد احمد مثنى الخياط الشهير بالباروت الى منزلة، ليبلغني بان هناك خطة لمحاولة انقلاب ضد الرئيس علي عبد الله صالح وان الرائد علي صلاح الذي حل محل صالح في منصب قائد لواء تعز أحد المشاركين فيها، فسالت نفسي ما علاقتي بذلك وما علاقة محمد بها ؟!.

محمد الباروت أحد أفراد قوات المظلات الموسميين ينقطع عن المعسكر لفترات طويلة ثم يعود ويستأنف عمله بشكل عادي جدا ويزور الحارة باليونفورم المظلي الرهيب ،( أبتعث في منتصف فترة الستينات في دورة تدريبية  الى مصر)،  وكان اشهر سكير في مدينة تعز بل ويمكن في اليمن كلها، ومع ذلك لم يؤذ أو يعتد على أحد، بل كان في لحظة الصحوة يتدفق إنسانية ومرح ، ومساعدة للمحتاجين ، والوقوف بكل شجاعة مع المظلوم في مواجهة الظالم.

أخبرت صديقي أمين الشوكاني بالقصة فلم يصدق تخاريف محمد الباروت، وبعد أيام نشر في إحدى الصحف الكويتية خبر اكتشاف خطة للانقلاب على الرئيس ومن ضمن الأسماء التي ذكرت  كان اسم علي صلاح!

عائلة الباروت كان وضعها غريبا ، فالابن الأكبر علي الذي كان يعمل حارسا ليليا، ذات يوم طعن أباه وأمه عدة طعنات بالخنجر، فمات الوالد في الحال ونجت الوالدة، وأودع سجن الشبكة السجن الرئيسي في تعز، الى ان وصلت حالته الى الجنون الكامل ولسنوات طويلة كانت أمه حمْده تقطع مسافة تصل الى اكثر من ساعتين يوميا  مشيا على الأقدام تذهب اليه بالطعام ، الى ان جاء اليوم الذي وصلت فيه كعادتها ليخبرها مأمور السجن بان ابنها قد مات، وبعد فترة قصيرة لحقت به، ومحمد الذي سبق وذكرت قصته عندما مات بسبب تلف الكبد من كثر السكر،  لم يخرج في جنازته الإقلة من المشيعين لا يتجاوزون عدد أصابع اليد، وابنة وحيدة أصيبت هي الاخرى بالجنون ، الوحيد الذي نجا من لعنة هذه الأسرة التي تمتلك عددا من العقارات ومساحات شاسعة من الأراضي، إحداها أكمة العكابر التي استولى عليها قائد لواء تعز الرئيس في ما بعد علي عبد الله صالح كما سبق وذكرت ، هو النجاشي الابن الأصغر البحار الذي حط رحالة في كاليفورنيا بأمريكا ليستقر بعد ان تزوج  من أمريكية، وعمل بالتجارة. يشاع ان الباروت الأب كان  ظالما يعتدي على حقوق الناس الضعفاء، وان كل ثروته حرام في حرام والالعن انه كان الصديق الحميم للوشاح سياف الامام احمد!.

الساحرة

أُحضرت الى إدارة الأمن الساحرة العجوز التي روعت وأخافت الكثير من السائقين على الطريق العام في قريتها التي تقع في منطقة الحوبان بتعز، وضربت بالعصا أمام من تسنى له من الحضور الدخول الى مبنى المديرية ، فرفضت ناكرة ان تكون ساحرة.  هذه العجوز اتهمت بأنها تقف في الطريق العام أولا على شكل شابة فاتنة فارعة الطول وتوقف سيارة او شاحنة لإيصالها الى منطقة أخري ، وهي الى جانب السائق تتحول الى حمار، ثم الى صورتها الحقيقية كعجوزة متجعدة الوجه، كل السائقين من قبل أصيبوا بالهلع والرعب  وتركوا سياراتهم وفروا  بعد ان بالوا على ملابسهم، إلا واحدا تماسك ، وأدلى بأوصافها كاملة  وبعد البحث المكثف في القرى المجاورة القي القبض عليها، وتعرفوا عليها عند عرضها عليهم ، وتم إعدامها رميا بالرصاص. في عهد الإمامة كان يتم إحراقهن.

 

إعدامات

أول عملية إعدام شاهدتها وكنت في سن السادسة او السابعة  في السن في تعز وفي عهد الرئيس القاضي عبد الرحمن الارياني كانت للخياط قريب محمد الباروت الذي سبق ذكره  المتهم بقتل اثنين من حراس سجن الشبكة ، اعدم في ساعات الصباح الأولى في الساحة المواجهة لمبنى قيادة اللواء القديم  حيث يقع مقر النادي الأهلي ، بعد ان صلى ركعتين وكان لابسا زنّة بيضاء ( القميص باللهجة المحلية) ، اعدم بالسيف، ولا ادري لماذا أخذوني بيت الجيران معهم ؟ ولماذا وافقت أمي ! لعلها فهمت بأنني سأذهب معهم الى مكان لتمضية وقت سعيد وممتع ، حضرت وشاهدت الكثير من عمليات الإعدام في ما بعد رميا بالرصاص ، وبعد كل واحدة امرض لأيام ، إلا عملية إعدام الأربعة الشبان المتهمين باغتصاب وقتل طفلة صغيرة وحرقها ورميها في برميل القمامة  في منطقة وادي المدام تعز، وحظيت المحاكمة وكانت في عهد الرئيس إبراهيم الحمدي بتغطية ومتابعة في عموم الجمهورية لبشاعتها ومرضت بسببها أسابيع، وانا في صنعاء كنت جارا للحزيزي صاحب دكان في شارع العدل القريب من منزلنا ، وعندما أصبت في الحادث الاول وكسرت رجلي عام 82 كان يحاول مساعدتي في تحريك أصابع قدمي ، ثم نتجاذب أطراف الحديث ، وعندما يكون غير موجود في الدكان أعاكس ابنته المعنّسه ، لم تصدق الحارة الخبر عند إلقاء القبض عليه عام 86 متلبسا ومعه في السيارة جثة مقطعةالاجزاء، ومواجهته والعصابة معه ومن ضمنهم ابن أخته  بتهم قتل عدة أشخاص وعلى أشياء لا تذكر مره قتلوا واحد علشان جنبيته ( الخنجر باللهجة اليمنية) الثمينة ، وقد حكم عليه بالإعدام بصفته رئيس العصابة ، وذهبت الحارة بأكملها لمشاهدة الحدث ،  اما انا فخفت وأشفقت عليه وجلست أتخيل منظره وهو في الساحة قبل وأثناء وبعد إعدامه ، وهذه اللحظة بين الحياة والموت تظل صعبة على تخيل الإنسان مهما كانت قوة تحمله ، في لمح البصر ينتقل من حياة الى حياة وعالم آخر، سالت احدهم عن الذي جرى، فاخبرني بأن الحزيزي صاح في ساحة الاعدام بانه مقتول ظلم

عام 1979 مع لاعب فريق الصقر والمنتخب الوطني في ما بعد الكابتن عبد الحكيم البرعي

انا وعلي صلاح

 

من دون أي سابق معرفة  وكنا في رمضان علمت أن الرائد علي صلاح قائد لواء تعز وقوات المجد يعاني منوعكة صحية ويرقد في المستشفى الجمهوري ، فذهبت لزيارته والاطمئنان عليه ، وتحدثنا

في أمور كثيرة محلية ودولية والاهم من هذا كله ذكرياته مع الرئيس ( فأنا أقحم الرئيس علي عبد الله صالح بمناسبة وبدون مناسبة) ، واعجب بثقافتي وسعة اطلاعي ، ثم كررت له الزيارة في مبنى القيادة ، وكتب لي تصريحا بدخول القيادة في أي وقت أشاء،

وعندما أطلت شعري وكانت الموضة في تلك الفترة الشعر الأفرو، كان يمازحني كلما رآني في طريقي الى نادي الضباط الذي يقع مقابل مبنى القيادة اذا لم أقصه ، فسيقصه هو بيده . علي صلاح  كان يتنقل بدون حراسة ، فكان يذكّرني بالرئيس إبراهيم الحمدي ، كيف لا وهو من أنيطت به في مطار صنعاء مهمة إرجاع المسؤولين السابقين من حيث جاؤوا، وكانت تحلو له

القعدة في زاوية  بمبنى القيادة مطلة على الشارع ومواجهة لميدان الشهداء، يستطيع من خلالها تبادل التحية مع المارة، ومتابعة المباراة في الملعب وكان يومها رئيسا لنادي الطليعة الرياضي.

 

  ليلة زيارة الرئيس

في ليلة من ليالي عام 79 وصل الى نادي الضباط الرئيس علي عبد الله صالح  وبمعييته مجاهد أبو شوارب

1978

 نائب رئيس الوزراء للشؤون الداخلية، ود. حسن مكي نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، ويحي العرشي وزير شؤون الوحدة، وعلي صلاح قائد اللواء فدخل علينا في صالة تنس الطاولة وكنت على الطاولة

 الثانية، فتوقف عند الأولى ولعب قليلا مع عبد الله السنباني مدير فرع البنك المركزي، ثم مع عبد الجبار سيلان مدير النادي، ولاحظته يناديهما بالثنباني وثيلان، أنا جاء للعب معي أولا د.مكي الذي أبدى إعجابه بلعبي، ثم العرشي ، وكنت اشعر بالمتعة وأنا أرسلهما ذات اليمين وذات اليسار كما لو كنت العب بالحكومة ،  وكم كنت أتمنى أن العب مع الرئيس ، لاشبعه كباسات  في لعبة التنس الكبسة وتتم بقفز اللاعب  الى الاعلى وضرب الكره بكل قوة مصحوبا بالصوت حينها كانت متعتي ستكون اكبر واكبر، لكنه اكتفى بين الحين

في نادي الضباط امام لوحة للرئيس سنة اولى رئاسة

 والآخر برمقي بنظراته الاستغرابية الى النخلة التي فوق رأسي

شعر الأفرو، براعتي في هذه اللعبة التي كنت اهزم فيها عبد العظيم القدسي الذي اصبح لاعبا دوليا فيها ومثل اليمن في العديد من المسابقات الدولية ، ثم تحول بعد ذلك الى كرة القدم واصبح هداف الفريق الأول للنادي الأهلي ثم المنتخب الوطني، وهي عادتي كما سبق وذكرت انتظم في لعبة حتى اتمكن وابرع فيها ، ثم انقطع لسبب او آخر واتحول الى شئ آخر وهكذا دواليك؟!

 

زيارة الحمدي المفاجئة الى تعز

عام 77عند الظهر وأنا واقف أمام مبنى النادي الأهلي المواجه لميدان الشهداء ، ويقع بين إدارة الأمن وقيادة اللواء ، مرت سيارة حبة وربع  طربال نوع تويوتا، ورجل جالس الى جانب السائق لوحدهما بدون حرس متكئا بيده على نافذة السيارة، المنظر لا يزال في مخيلتي حتى اللحظة، فقد كان هذا الرجل الرئيس إبراهيم الحمدي الذي قام بزيارة مفاجئة لمكاتب المحافظة هي الأولى والأخيرة،  بعد علمه أكيد بوجود تسيب وإلا لماذا اختار زيارة المحافظة بصورة مفاجئة ، وهو الذي كان عندما ينوي زيارة المدينة يتم الإعلان عن الزيارة وموعد الوصول مسبقا ، فتخرج الجموع لاستقباله من عند منطقة مطار الجند الى مبنى الكمب حيث يقيم خلال زيارته للمحافظة ( نحن الأطفال كان حبنا للحمدي لاننا وجدنا اولياء امورنا يحبونه فانتقلت العدوى الينا ولأنه الرئيس الذي أعطى مدارس المحافظة مجموعة باصات هدية من الحكومة الشاهنشاهية أثناء زيارته لإيران عام 75، تم استخدامها لعدد كبيرمن الأنشطة الطلابية وأهمها الرحلات الى عدد من محافظات الجمهورية ) ، كان وقتها المحافظ عبد السلام الحداد ، وقائد اللواء علي عبد الله صالح ، ومدير الامنتوبيخ وانتقاد قاسيين، وكثرت القصص والروايات عن ذلك  المميز والتاريخي للمحافظة ، واحدة منها بانه تناول اللبن ويسمى بلهجة تعز الحقين مع الكدم عند زكية التي يقع دكانها الصغير بجانب ادارة الامن، في ذكرى عيد ثورة سبتمبر حضر الى مدينة تعز كعادته كل سنة للاحتفال مع أبناء المدينة بهذه المناسبة العظيمة، أقيم الاحتفال في مطار تعز القديم بمنطقة حذران ، بينما

مع عبدالرحمن الحمدي

 من قبل كانت كل الاحتفالات ولكل المناسبات تقام في ميدان الشهداء فزحفت الجموع الى هناك ، في ذلك اليوم ظهرت عليه آثار البدانة الشديدة ، وكالعادة رفع المواطنون الذكور السيارة المكشوفة التي كان يستقلها الى الأعلى ، وزغردن المواطنات النساء وبعد أسبوعين قتل، من نفس المكان اي أمام النادي الاهلي وكنت لوحدي عند العصر في اواخر السبعينيات حياني المرحوم محمود عشيش مبعوث القيادة اليمنية في الشطر الجنوبي لشؤون الوحدة (قتل في احداث يناير 86) عرفته ورديت على تحيته بان شبكت يدايّ ببعض كدلالة على الوحدة

 

دبلوم نجارة ودبلوم تجارة

رفيق طفولتي ع ه ي  الذي تركته أمه  وهو طفل صفير مختفية عن الانتظار تاركته لأبيه وزوجته الجديدة ، لا أزال أتذكرها كان اسمها سعود ، فعاش عبد الله مع زوجة أبوه حياة صعبة ، تعثر في دراسته، وبدأ بتدخين السجائر وهذا كان عيبا ويعاقب بشدة اذا عرف الأهل ذلك، اتفقنا انا وعبد الله ويحي مبارك على الذهاب الى محافظة الحديدة عروس البحر الأحمر للعمل في العطلة الصيفية لأننا نعشق البحر، فسبقاني ولحقت بهما بعد أسبوع بعد ظهور النتيجة ، رسبا ونجحت انا، نتيجة عبدالله كانت كالذي اراد من صديقة ان يرى نتيجة الامتحان ، وقد اخبره انه يتوقع الرسوب في مادة او مادتين بالكثير ، وطلب منه منعا للاحراج خاصة انه سيكون في مجلس خاص مع اخرين ان يبلغه النتيجه بالرموز فاذا كانت مادة ان يقول حسنين يسلم عليك وان كانت في مادتين حسنين ومحمدين يسلمان عليك ، وبعد برهة من الوقت عاد الصديق وقال له الشباب يسلمون عليك اي انك رسبت في كل المواد، حصلنا على عمل في مصنع  سابحة للبيبسى كولا ، وردية الليل لمراقبة القوارير الفارغة وهي تمر أمام جهاز الإضاءة الخاص بكشف الأوساخ وكنت أنام فتمر القوارير بالمئات ، وتعرفت على المسؤول المالي والإداري في المصنع والضابط السابق في الجيش عبد الله الضحياني ابن الشريفة الزوجة السابقة للباروت الأب الذي ورد ذكره سابقا، وابن القابلة التي ولدّت أمي بي ، وأخو الأستاذ علي الضحياني الذي تعرفت عليه وزاملته في ما بعد في الوكالة بعد ان قرر عام 83 البقاء في صنعاء التي زارها مع وفد صحفي من الشطر الجنوبي وعدم العودة الى عدن ، وعندما لم أتحمل الحر الذي لا يطاق ومليت من البحر وتعرضي لحادث غبي ، ففي الليل

من اليمين وقوفا جمال مهدي- عبدالله اليمني- ابن خالي ناجي هبه وجلوسا انا وعبدالحكيم الحجاجي

 لمحت فارا فطاردته بين الشوالات ولم اعرف أنها تحوي بقايا القوارير المكسرة ، وكانت إحداها بادية من الشوال فأصبت بقطع عميق في قدمي أعاقني عن المشي فقررت تركهما وعدت الى تعز، وبعد حوالي شهر ذهبت لزيارتهما والاطمئنان عليهما ونزلت ضيفا عند الضحياني ، فوجدت حالة عبد الله مريعة،  جراح وحروق بجسمه من شدة الحر، ولما فشلت في إقناعه بالعودة ، عدت على وجه السرعة لإبلاغ الحاج هادي بإنقاذ ابنه الذي يتعرض للموت البطيء ، ولم تمر ساعات إلا وكان عبد الله في تعز. في أواخر السبعينات فتح المعهد المهني بتعز أبوابه وكان أحد شروط الالتحاق  شهادة النجاح من الصف الثاني الإعدادي الى الثالث ، وعبد الله ينوي الالتحاق بالمعهد الذي يمنح مكافأة مادية للطلبة ولكن ليس لديه الشهادة المطلوبة لأنه راسب بامتياز مع مرتبة الشرف ولم يكمل المرحلة الابتدائية ، ذهبت الى ع م مدير مدرسة وشرحت له قصة عبد الله وظروفه الصعبة ، فأعطاني شهادة مختومة موقعة جاهزة وبدون درجات ، أعطيتها لصديقي فؤاد شعره الذي يملك خطا جميلا  وبحبحنا لعبد الله في الدرجات ومنطلقنا إنساني بحت مستبعدين حكاية التزوير والتحايل، التحق عبد الله بالمعهد قسم نجارة وتفوق وأبدع فاكثر الدراسة عملي، وتحسنت ظروفه المعيشية ، وبعد الحصول على الدبلوم حصل على وظيفة في وزارة المواصلات كمحاسب فقد اعتمدوا دبلوم النجارة  على انه دبلوم تجارة  فالفرق نقطة لاتهم ، والوظائف في اليمن لا يهم فيها التخصص فقد تجد المحامي محاسبا ، والمهندس محاميا وهكذا، وتزوج عبد الله واستقر، ذات يوم من عام 82 زارني واعجب بالساعة الثمينة المطلية بالذهب التي على يدي فأخذها مني على ان يسدد لي قيمتها لاحقا ، وهو ما لم يتم ، ورغم أنى التقيته اكثر من مرة بعدها إلا أنى لم افتح الموضوع معه واعتبرتها هدية نجاحه .

 

تمرد الرائد عبد الله عبد العالم

في تلك الليلة من عام 78 وكنا في بوفية ملتقى السواح على تقاطع حوض الأشراف ومدخل المدينة مع دخول المغرب دخول موكبا طويلا من السيارات والشاحنات العسكرية محملة بالجنود ، في اليوم التالي عرفنا ان الرائد عبد الله عبد العالم قائد قوات المظلات بدأ عملية تمرد ضد الرئيس الجديد احمد الغشمي بعد إلغاء مجلس القيادة الذي كان عضوا فيه وتداعيات اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي، واختار منطقته حيفان بالحجرية محافظة تعز مسرحا للمواجهة ، وبعد مقتل المشائخ الذين قاموا بالوساطة : علي البحر- علي جامل- سعيد الأصبحي وآخرون و اتهام عبد العالم بتنفيذ المذبحة، فرد عبد العالم متهما الغشمي بالوقوف ورائها لإحراقه وإحراجه أمام أبناء منطقته حيث لا يعقل ان يقتل الوسطاء ،ابو صقر لايزال الى اليوم ينفي قيامه بهكذا عمل، ولم يعدم اي وسيلة اتيحت له الا ويكرر ذلك ورغم تواصلنا الهاتفي باستمرار لم اسأله لماذا قام بتمرده في الحجرية وليس قي صنعاء!؟. بدأت العمليات العسكرية بقيادة الرائد علي عبد الله صالح  قائد اللواء وقتئذ وكنت في الصف الأول الثانوي وفي  امتحانات نهاية العام الدراسي ، فكانت ترعبنا أصوات الطائرات الحربية التي تقوم بالإغارة على مواقع عبد العالم الذي انتقل بعد فشل الحركة الى عدن ، وليستقبله في نفس اليوم رئيس الشطر الجنوبي عبد الفتاح إسماعيل، بعد الإقامة لفترة في الجنوب  انتقل الى سوريا حيث يقيم اليوم

 ( للمزيد انظر كتاب الرئيس اليمني الراحل إبراهيم الحمدي)

 

كيدهن عظيم حتى لو كن صغيرات

انا وصديقي جمال مهدي ونحن في المرحلة الإعدادية ومن سكان منطقة الجحملية تعرفنا على فتاتين من منطقة المدينة بهدف خلق أواصر علاقة تعاون ومصاهرة بين منطقتين متنافرتين شديدتي العداء ، انا اخترت سوسن الهادئة الوديعة ، وهو اختار صباح القسامي الشرسة و المجنونة، وكنا نلتقي طوال ليالي شهر رمضان، سوسن لم تفصح لي عن اسم عائلتها ، ولكنها كانت تشكو لي من زوجة أخيها التي تتفنن في إهانتها وتعذيبها، وأهدتني منديلا وقبلة على خدها، سن مراهقة وطيش اقترحت ان نكمل السهرة في منزلنا مع تعهد بان الشيطان لن يكون خامسنا فوافقت سوسن ورفضت صباح فاعتذرت بان قصدي شريف ، ولن يتكرر، وفي الليلة التالية لم تأتيا الى المكان الذي كنا نلتقي فيه ولأننا كنا نعرف منزل صباح فقد انتظرناها حتى خرجت وسألناها: ليش ماجيتوش يا صبوحه لعل المانع خيرا ؟ وقبل ان نسترسل في الحديث ومعرفة السبب استنجدت بأهلها وبالناس في الشارع  الذين احتجزونا حتى جاءت  سيارة شرطة النجدة لأخذنا الى السجن ، وفي الطريق شرحنا للضابط القصة وان علاقتنا بهن علاقة بريئة شريفة طاهرة وأحنا عيال ناس ومتربين ، و على أبواب العيد ، فوافق على إخلاء سبيلنا مقابل اعطائهما كل

 ما نملك في جيوبنا من فلوس. 

 

عبدالكريم الخيواني

جمعتنا في مدينة تعز حارة واحدة وهي الجحملية وكان صديقنا المشترك عبدالرزاق الخولاني (القفل) وباللهجة اليمنية تعني الشخص الذي لايعرف كوعه من بوعه، في تلك المرحلة اواخر السبعينيات لم تكن له اية اهتمامات صحفية او فكرية ، كنا ننظر اليه كشاب رومانسي حالم انيق لانراه الا في العصر واحيانا في الليل ، من هذه الفترة وحتى مغادرتي اليمن اواخر عام 95 لم يكن اسمه قد دخل دائرة الضؤ والاخبار ، قد يكون تقصيرا مني بعدم متابعة نشاطه ومتابعة الكثير من المتغيرات في البلد خاصة الفترة التي شابهت فترة الانفتاح بمصر في عهد السادات ، وفجاة وبعد اصطدامه مع الاخ الرئيس علي عبدالله صالح شخصيا واخذ قضيته ابعادا سياسية وحزبية قلت لنفسي قد يكون خيواني اخر حتى شاهدت صورته فعرفت انه هو الفرق عن صورته القديمة استخدامه النظارة الطبية ،وبعد تصريحاته المثيرة لقناة الجزيرة قبل حوالي العامين فهذه المحطة بقدر ماتعطيك الفرصة لايصال صوتك وبقوة ولكنها في الوقت ذاته قدتجلب لك المشاكل التي توصلك الى السجن، عبدالكريم لم يوفق في ايصال رايه بطريقة دبلوماسية، فنحن اليمنيون تعودنا وان اختلفنا مع الرئيس ان نشير اليه بالاخ الرئيس وليس الاسم مجردا او بصيغة التهكم والسخرية، وتوقعت ان كلامه لن يمر بسلام وفعلا اودع السجن وحاولوا الاعتداء اليه وتحول الى سجين راي ، وبعد اكثر من سنة خرج من السجن وعاد الى موقعة الذي كان يشغله من قبل ليستمر في كتاباتة الشرسة ، لم يخف ولم تقهر عزيمته جدران الغرفة المظلمة والتي كان يكتب على جدرانها بنظراته افكاره ومواقفة والتي نقلها لاحقا الى صفحات الشورى التي يراس تحريرها ، لقد اثبت ياعبدالكريم شجاعة كبيرة في ميدان الكلمة الشريفة والصادقة والمسؤولة وعبدالكريم بعد السجن اقوى من عبدالكريم قبله، ونفسي اقول له كنت مخبي كل ذلك فين ياكريم، لقد حجزت لك مقعدا بما قمت به ، ان تغيرت الظروف فقد نجدك وزيرا او عضوا في البرلمان او في موقع صحفي قيادي كبير وان تستمر في الدفاع عن الغلابى والقيم العامة التي امنت بها وعرضت حياتك بسببها للخطر

إعادة ابن الى والده بعد عشر سنوات

في الحديدة أيضا وكان التليفزيون السعودي يصل اليها ، يوجد محل إصلاح أجهزة إليكترونية  يقع مقابل مستشفى الشهيد العلفي( المستشفى الذي تم فيه محاولة اغتيال الإمام احمد عام 61 كما سبق وذكرت) ، فتعرفت على صاحب المحل الذي سمح لي بمتابعة التليفزيون، وتعرفت أيضا على شاب من عمري تقريبا اسمه علي يبقى في المحل أثناء غياب صاحبه، فأحسست ان ورائه قصة من خلال سرحانه وشروده ، وبعد ان أسست لصداقة معه وتشعب الحديث بيننا، كلمني عن حياته بالتفصيل اسمه وقريته وهروبه وهو صغير من قسوة زوجة أبيه ، وبسرعة ربطت دون ان أشعره بذهولي بين الحاج  قائد عبادي جارنا الدلال وهذا الشاب ، وقلت لنفسي معقولة هذه الصدفة وكأنها فيلم سينمائي ، ولمزيد من التأكد تصورت معه ، وبعد ايام قليلة عدت الى تعز وهي مسافة ساعتين ونصف بالسيارة ، والى الحاج عبادي على طول ، يا حاج هل أنت حاليا او من قبل كنت متزوجا و هل عندك أولاد ، استغرب السؤال ولم يرد ! فاجبت نيابة عنه لقدكنت متزوجا وماتت زوجتك ، وتزوجت بأخرى ، وكان لديك ابن وحيد وهرب منك ، ولا تعرف عنه ان كان حيا او ميتا ؟!، من قال لك هذا لا أحد هنا يعرف قصتي هذه كيف عرفتها؟ أخرجت له الصورة تأملها جيدا ياحاج أتعرف هذا الشاب ! أجاب والدهشة والدموع في عينيه انه ابني أين هو لك الحمد والشكر يارب، وبدا يحضني ويقبلني من الفرح، أعطيته العنوان فخرج كالمجنون لاستئجار سيارة خاصة الى الحديدة وكم كنت أتمنى ان احضر لحظة لقائهما ، بعد يومين عاد الى تعز ومعه ابنه الشاب الذي فقده منذ اكثر من عشر سنوات

 

بين الرئيس علي عبد الله صالح والعقيد القذافي و مبارك

جميعنا لا ننسى تمويل القذافي للمحاولة الانقلابية للناصريين في أواخر عام 78 والتي  بسببها جمدت العلاقات الدبلوماسية بين اليمن وليبيا، ثم هدية القذافي ملايين الألغام  بمعدل لغم لكل يمني و زرعت في عدة مواقع في المناطق الوسطى ولا يزال بعضها ينفجرحتى اليوم بسبب اختفاء خرائط الزرع ، وبعد فترة من القطيعة ووساطة اليمن الجنوبي ودول عربية أخرى عادت العلاقات الى طبيعتها ، وتوج التحسن بزيارة القذافي لليمن عام 80، وقد خرج الرئيس في ذلك اليوم الى المطار عدة مرات ليكون في استقبال القذافي الذي وصل أخيرا في الليل في بث مباشر على الهواء ، وعندما فتح باب الطائرة وظهر الأخ قائد الثورة ظل واقفا عند الباب لدقائق يسرح بنظره في أرجاء المطار وفي الليل الدامس وهو يقول لحاله انزل ما انزلش ، وصرح في المطار بان اليمن ليست جمهورية بل جماهيرية وصدرت الصحف في اليوم الثاني ومجاملة للقذافي  بالمانشتات العريضة بدء البحث في جماهيرية اليمن، في الليلة التالية أقيم حفلا فنيا ساهرا وفي بث مباشر أيضا ، في تلك الليلة كان الرئيس عبارة عن مدخنة، سيجارة بعد سيجارة على غير عادته ، مما اضطر القذافي الى ارتداء النظارة الشمسية لحمايتها من دخان علي المنتقم، في اليوم الثالث كان في تعز، ولم نر منه إلا يده التي لوح بها لنا تحية!، القذافي الذي رعى أول قمة يمنية في أكتوبر / تشرين أول1972 بين الرئيسين الراحلين القاضي عبد الرحمن الارياني وسالم ربيع وأثناء الجدل حول تسمية الدولة اليمنية الموحدة أتكون الجمهورية اليمنية الديمقراطية او جمهورية اليمن العربية المتحدة ... الخ، فتدخل القذافي على خط النقاش البيزنطي الساخن بان اقترح ان تسمى الجمهورية اليمنية وكان ، كما تعهد القذافي في حالة تحقيق الوحدة بتحمل ميزانيتها لمدة عام ، فتحققت الوحدة عام 1990 وكان أمين القومية والوحدة العربية آخر المهنئين واكتفى من وعده بمشروع سكني ليبي ذهب الى حمران العيون من المسؤولين المتخمين ، في لقاء للرئيس بضباط التوعية السياسية في المؤتمر الشعبي العام في نهاية فترة الثمانينات القى كلمة طلب مني احمد شرف الصحفي الخاص للرئيس بتفريغها من الشريط وظل واقفا بجانبي خوفا من اقوم بنسخ الشريط  ومع ان ذلك من صميم عمله لكني قبلت فقط  لأوسس لتعاون معه قد يأتي في وقت لاحق حيث بدات اكلف بتغطية فعاليات مع الفريق الصحفي للرئيس، مما قاله الرئيس في كلمته تلك وهو بما معناه وليس بالحرف: لدينا الميثاق الوطني دليل تجربتنا السياسية وشكل نظام الحكم المعتدل والبعيد عن الشطط الثوري الزائف ، لماذا لا نصدرها الى الدول العربية للاستفادة منها كما يفعل غيرنا ومنتقدا قادة ثلاث دول عربية سمى الاول باللقب الذي كان يطلقه عليه السادات في عز المواجهة بينهما ، ووصف الاخران نسبة لمؤسس حزبهما والذين يصدرون نظريات احزابهم الى الدول العربية ويصرفون على ذلك بسخاء تمهيدا للاستيلاء على الحكم، وللاخ الرئيس واقعة اخرى مع الرئيس المصري حسني مبارك في القمة الثالثة لمجلس التعاون العربي(16/2/89-2/8/90 والمكون من العراق واليمن ومصر والاردن) التي عقدت في مصر عندما طلب الرئيس المصري من الحضور ابداء الملاحظات ان كانت موجودة قبل توقيع البيان الختامي وقد قالها على سبيل المزاح وهو يعلم ان لااحدا ينوي ابداء اي ملاحظة فرد عليه الرئيس علي وبوجه جاد وكلام صارم بانه خلاص انهينا كل شي مافيش لا ملاحظات ولاهم يحزنون ، فلم ترق لمبارك مداخلة علي وترجمت على الفور الى توديع فاتر في مطار القاهرة واستثناء مبارك لعلي عند اتصاله بصدام والحسين ولتبدأ جهود وساطة عاجله لازالة الفتور بين الرجلين وان علي مايقصدش ان يكسفك، وحقك علينا وانت اخوه الكبير !

للمزيد انظر: الرئيس علي عبدالله صالح ذكريات ..مواقف .. ومصافحة لم تتم؟  

أول منحة

عام 79  وعلى يميني - جمال محسن - العقيد حميد اليمني - جمال محرم

بعد إتمامي للمرحلة الثانوية عام80 قدمت أوراقي الى كلية الشرطة حيث كان المتخرج يمنح دبلوم الشرطة وليسانس الشريعة والقانون(حقوق) ، ثم عدلت بوصلة مستقبلي الى خدمة الدفاع الوطني لمدة عام  ، سبب تعديل البوصلة صديقي الكابتن عبدالملك ثابت التقيتة في جولة الشراعي سالني من اين جئت ؟ اجبتة من كلية الشرطة ! قال كلنا شلة النادي الاهلي سنتجند في الاشارة ، فقلت وانا معكم يااصحابي ..وتلك السنة كانت الدفعة الثالثة بعد قرار الدولة إلزامية التجنيد بعام لحملة شهادات الثانوية العامة والجامعات وبعامين للبقية،وأنا في مدرسة الإشارة لأداء الخدمة أعلن عن منح عسكرية الى الاتحاد السوفيتي  في مجال سلاح المدرعات، حتى ذلك العام لم تكن قد أتيحت لي الفرصة للسفر الى خارج اليمن ، فسجلنا اسمينا انا وصديقي حميد اليمني، وكان لديه مواد دراسية عليه إعادة امتحانها للحصول على الثانوية العامة ، كان لحميد خفة دم غير معقولة ،  وبإصرار وعزيمة أعاد الامتحان بعد عام  من ابتعاثه عندما زار اليمن في الإجازة، ونجح في المادتين وحصل على الثانوية قسم علمي ، وقد ذهبت معه الى مكتب الطيران الروسي لتأكيد حجز رحلة

عودته الى مدينة أوديسا ، وكم حسدته وهو يتكلم اللغة الروسية التي تمكن من إجادتها خلال ثمانية شهور فقط ، وأعجبني منظره عند الانتهاء من الدراسة والعودة الى اليمن للالتحاق بسلاح المدفعية ورتبة الملازم الثاني على كتفيه  ضمن عددا كبيرا وكان المطلوب في النهاية عشرة ، وفي خلال أسبوعين تم الانتهاء من  اهم شئ في الإجراءات وهو بالطبع الفحص الطبي ، وبقي متابعة الامور المالية واعتماد الراتب في اليمن وقطع تذاكر السفر

( سافرت الدفعة في يوم اغتيال انور السادات الثلاثاء 6/10/81 على متن طائرة الايرفلوت السوفيتية في رحلتها الاسبوعية كل يوم ثلاثاء ) ومرة أخرى غيرت رأيي مما اضطر المقدم احمد الضلعي مدير دائرة التدريب العسكري الضخم

1981

الجثة والاسمر الوجه وذو النبرة الصوتية الرفيعة الى الحضور شخصيا  الى المدرسة لسؤالي بطريقة قاسية لماذا عدلت عن السفر ؟ وكانت المقابلة أشبه بالمحاكمة هو في الوسط ومن حوله مجموعة من الضباط وعندما لم يقتنع بالأسباب بان بعض العشرة المبشرين بالسفر ليس لديهم مؤهل الثانوية العامة وبعضهم راسب في بعض المواد وأنا لديّ الشهادة وبمجموع ، اتهمني باني العب على 

 الدولة  و أمر بوضعي في السجن الى حين البت بالمسالة.. سجن مدرسة الإشارة كان يقع اسفل الحمامات فعلاوة على الرائحة الزكية والسيمفونيات التي يعزفها مرتادي الحمامات أكلة الفول والكدم  على مدار ال24 ساعة ( الكدم عبارة عن خبز وتعُمل من الذرة والفول وأنواع أخرى من الحبوب والكدمة الواحدة بمثابة وجبة كاملة وبطيئة الهضم وبعد ان كانت في البداية خاصةبالمعسكرات أصبحت تقدم في البيوت وفي المطاعم ، كان يتم عجنها في البداية بالأرجل ، ثم بواسطة الآلات الحديثة، 

 كان الحبس غابة من الفئران المحبوسة والطليقة في نفس الوقت كل هذا وإدارة المدرسة والضلعي نفسه لايعرفون ان قائد سلاح الاشارة  المقدم احمد سهيل  صهري ولم اكن  كالمجند  طالب خالد ابن محسن اليوسفي عندما زارة والدة في المدرسة وحضر طابور المساء ، ومع ذلك خالد كان شابا لطيفا ونبيلا ومتواضعا ، عندما علم أخي بالمسالة حيث جاءت اجازة  نهاية الأسبوع يوم الجمعة ولم اصل الى البيت وعلم من ابن اختي احمد الجوفي المجند معي بالذي جرى لي، فذهب مباشرة الى سهيل وابلغه بالقصة ، ومباشرة ايضا في نفس اليوم أخرجوني من السجن ، وأخذوني وتسمى بالمصطلح العسكري تدوير الى مكتب أركان حرب المدرسة الرائد علي مكرد ( يزعم انه تزامل دراسيا مع الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي) وسألني بعصبية كيف أتجاوز التسلسل العسكري واذهب بدون احم او دستورالى القائد؟ فأجبته كيف اذهب وأنا في الزنزانة أكيد أخي وبعدين كلام في سرك المقدم سهيل صهري ولكني لا احب ان استغل هذا انا هنا فرد عادي جئت لا أؤدي الخدمة والسلام عليكم وعليكم السلام ، وانتقالي الى مدرسة الإشارة تم بطريق الصدفة  التي تلازمني كظلي حيث قررنا نحن أبناء النادي الأهلي بتعز الذين انهوا الثانوية العامة ان نذهب الى معسكر الاستقبال دفعة واحدة لهذا انتقلنا بشكل جماعي الى هنا 

، فالمدرسة كجهنم الحمراء لاتحتاج الى وساطة ،فقد كانت شاقة في التدريب وجافة في المعاملة كما لو أنها كلية عسكرية ،  للأسف بداوا في احترامي ، المقدم ابو سام من العسكريين النبلاء والأكفاء فعلا وهو جنتلمان

لا يجامل ولا يتوسط  العلاقات الشخصية والعائلية شئ والعمل شئ آخر وتدخله في موضوعي فقط من باب انني لم استلم اي مخصصات مالية او عهد ، لقد انتهينا فقط من الفحص ولاتزال

احمد سهيل

الاجراءات في البداية وان تغيير الراي

 وارد وممكن جدا وانا الخسران مش مهم  لاني ساخسر لقب الافندم وحضرة الضابط، في منتصف السبعينيات كان سهيل قائدا للشرطة العسكرية في تعز ثم نائبا لقائد لواء تعز درهم أبو لحوم فيما كان النقيب (الرئيس) علي عبد الله صالح قائدا لمعسكر المدرعات في المدينة الذي يسمونه باللهجة الدارجة قرش الدبابات، حصل في بداية الثمانينات على الماجستير في الطاقة الذرية من أمريكا ، وهو رياضي من الدرجة الأولى في لعبة كرة الطائرة في النادي الأهلي بتعز ولولا منصبه العسكري الكبير لكان أحد نجوم المنتخب الوطني في هذه اللعبة ، بعد انتهاء الدورة في مدرسة الإشارة لثلاثة اشهر تم توزيعنا على معسكرات الجمهورية، و كان من نصيبي معسكر قوات الدفاع الجوي في ضواحي صنعاء ، وتم اختياري من قبل قائد الإشارة في المعسكر المرحوم محمد الشعوبي لأكون مديرا لمكتبه،  ومسؤولا عن صرف أجهزة الاتصالات اللاسلكية للمعسكرات ، فكنت احصل بين الأسبوع والآخر على يومين اقضيهما خارج المعسكر خاصة اذا كانت لدينا زيارة لأحد المعسكرات لتركيب  اجهزة

 او صيانه ، نظام المعسكر مثل المدرسة كان مسموحا لنا يوم واحد فقط يوم الجمعة نخرج صباحا ونعود الى المعسكر مساءً ، واذا كان مزاج مسؤولك المباشر عال ومبسوط منك فانه يسمح لك ان تاتي صباحا وقبل طابور تمام القوة في المعسكر، وبعد فترة تم نقلي مع زميل الى موقع الرقابة بالرادار على قمة جبل براش المطل على صنعاء ،وكان الفندم ابو علي قائد الموقع من الكرم بان وافق ان نتناوب انا وزميلي  حمود

مع أخي عبد الرحمن

 حمود الهمداني ومثله خارجه ولا احسن من هكذا ، فكنا افراد الموقع وفي غياب ابوعلي نترك الغرفة التي فيها شاشة الرادار ومستغلين تخزين مساعد الموقع المساعد اللطيف شوعي ابو الغيث للقات ونذهب لمشاهدة العاصمة صنعاء عند الغروب والقرى من حول الجبل  وياسلام على المراقبه والاستماع للاغاني الوطنية فقد كانت بيروت في تلك الفترة محتلة من قبل الصهاينة، ثم كانت مجزرة صبرا وشاتيلا فالغيت الاحتفالات بعيد ثورة سبتمبر/ايلول فتم تسريحنا من الخدمة  قبل الموعد باسبوعين ، في هذا الموقع كان المزعج  ان تتجنب المرور او الوقوف في مواجهة  الهوائي الخاص بالرادار الذي يدور 24 ساعة بدون توقف كي لاتقتل هرمونات الذكورة فنفقد القدرة على الانجاب فسيطر علينا الخوف والشك حتى لو كنا بعيدين عنه وفي دائرة الامان، والشي الاخر نظام الطبخ فعلى كل فرد في الموقع يوم لطبخ وتجهيز الوجبات الثلاث ، فكنت اوعد هواة الطبخ من الجنود الاساسيين بهدية او مبلغ مالي للقات ليطبخوا نيابة عني ، وعندما عرف اركان حرب الموقع من بيت ابو لحوم منعني من ذلك واصر على ان اطبخ ولكي اتعلم  ومحاضرة طويلة عريضة في اهمية الاعتماد على الذات وزيك زيهم ، وعدم افساد افراد الموقع 

 في تلك السنة كانت المواجهات العسكرية بين القوات الحكومية التابعة للرئيس علي عبد الله صالح  وقوات الجبهة الوطنية المعارضة المدعومة من النظام في الجنوب على اشدها في المناطق الوسطى ، وقد ادت بكثير من الطلبة إما للقتل أو الإصابة بعاهات كفقدان الأطراف أرجل او أيدي بسبب الألغام المتناثرة في المنطقة كحبات الرمل، مما أدى الى صدور أوامر من الرئيس في العام التالي مع الدفعة الرابعة بعدم إرسال الطلبة الذين يؤدون خدمة الدفاع الوطني الى جبهات القتال ومناطق التوتر.

في معسكر الدفاع  أعلن عن منح متنوعة في مجال الصواريخ  وقيادة الطائرات المروحية  التحق بها الكثير الآن يتبؤون مناصب عسكرية كبيرة،  أحد الزملاء من الذين كنا معا في مدرسة الإشارة وانتقلنا الى معسكر الدفاع اسمه حمود النجار التحق كقائد مروحية وبعد ان أنهى دراسته في الاتحاد السوفيتي ،عاد للخدمة في القوات الجوية وقد قتل أثناء  حرب صيف 94 بطريق الخطا عندما كان في الخلف في الظلام الحالك يتفقد الطائرة ، وادار مساعدة المحرك فضربت المروحة الخلفية راسة ضربة مميته ،أنا بالنسبة لي حرّمت التسجيل في أي منحة عسكرية رغم محاولة الشعوبي إقناعي بشتى الطرق وكان عنده الله يرحمه اصرار عجيب بان التحق باحداها لدرجة انه زارني في البيت لاقناعي ؟!

أثناء خدمتي في المعسكر اختلفت مع المساعد احمديحي سلمان( الفشار)، الذي اتهمني بعدم اتباع النظم والقوانين العسكرية  ، ما هي هذه النظم والقوانين؟ لقد لاحظ أنى أناديه يافندم بدون نفس، فيحس وقعها على أذنيه كأني أناديه : يا متخلف ، يا غبي! هذا الإيحاء الذي تولد عنده، كلمة مني وكلمة منه، قال لي أنا ممكن أقتلك ، ويكون قتل خطأ ، وسيتم جمع ديتك من تبرعات الجنود ، فرديت عليه وأنا اذا قتلتك وخطا أيضا،  فستكون ديتك جزمه قديمة! ، وانتهى الأمر بإرسالي الى الزنزانة تحت الأرض في عهدة الشاويش طامش الذي لايقرأ ولايكتب، وهي عبارة عن نفق وبدون تهوية ، واذا مرت شاحنة من فوقنا يتساقط التراب على وجوهنا، وتقييدي ، وكانت المرة الأولى التي يوضع فيها القيد على قدمي وبعد ان تنتهي مدة المحبوسية نخرج كما لو كنا في يوم البعث رائحة زي الزفت وتراب على الوجه والراس، شرفت هذه الزنزانة اربع مرات خلال وجودي في المعسكر وفي كل مرة السبب مختلف ، صرنا بعد ذلك أصدقاء! وكنت احصل منه على اذونات استثنائية للمبيت في منزلنا ، لماذا ؟ لأنني أصبحت أجاريه في فشره وانه فلتة زمانه، وانه وهو الصف الضابط اكثر عبقرية من ضباط المعسكر جميعا، واذا ترك المعسكر فسينهار ويتعرض للزلازل والفيضانات ومن هذا الكلام  !

من مدرسة الإشارة خرجنا ونحن جميع الطلبة نكن كل الاحترام والتقدير للملازم أول فارع داحش، والملازم ثان عبد الرزاق الرزاقي، والمساعد حزام والمساعد سيف، ونكن كل الكره والاحتقار للمساعدين غسان وقاسم والمحجر وهذا الاخير بعد ان بلغ السيل الزبى مما دفع الجندي طالب محمد فضل ((أنهى دراسته في مصر في مجال الهندسة الزراعية) الى ضربه ولتتوسع المواجهة بين الطلبه وصف ضباط المدرسة وتم الاستعانة بقوة من الشرطة العسكرية المجاورة لانهاء التمرد كما وصفوه، ومن الدفاع الجوي الملازمين الاولين احمد يحي عمران ، وابن عمه المرحوم محمد عمران فقد كانوا يقدرون الطلبة ويعاملونهم باحترام وتقدير كبيرين.مرة سأل داحش مجندا عن الذي غنى أغنية لا تكذبي؟ فلم يجب وطلع تحفه (كانوا ينعتوننا في العسكرية بالتحف والألواح ) وتطوعت بالاجابه بأنهم ثلاثة ، ملحنها محمد عبد الوهاب والامرأة التي كتبت من اجلها نجاة الصغيرة ، وعبد الحليم حافظ ، فسألني ومن الذي أجادها غناءا ؟ فقلت عبد الوهاب ، قال لا بل نجاة، وعلى كل حال كما كنت جزاء، أي معفي بلغة العسكرية من الجزاء والعقاب الذي عليك ، وبالفعل كان عندي طابور زيادة ، فأعفيت منه، ومره طلبوا من داحش ان يختار مجموعة من المجندين ليقوموا بالحفر لخزان الوقود ديزل وبنزين، فرد على الرسول بان هؤلاء طلبة جاؤوا لتأدية الواجب مش للحفر  ، قول لهم استعينوا بالاساسيين يقصد الجنود الدائمين فصفقنا له ولا اجدع زعيم

بين ثائر الكهالي على يميني و عبد العالم المقطري على يساري

 

  حرس الشرف  

 سافرنا الى صنعاء انا وزميل دراستي عبد العالم المقطري  وكنت مستعجلا على الالتحاق بمعسكر الدفاع على رغم نصيحة صديقي بالتريث ، وفعلا عندما التحق بعدي بحوالي أسبوع تم توزيعه مع عدد كبير من الطلبه منهم زميل الدراسة والصديق ثائر الكهالي الى القصر الجمهوري كحرس شرف بعد إعفاء حرس الشرف القديم ، ولأنني قريب من عبد العالم في القامة وفي الطابور اكيد سنكون قريبين من بعض كما كنا في فترة الدراسة فألاكيد انه كان سيتم اختياري ، ولم تهدا الغصة في قلبي إلا عندما تصورت بزي حرس الشرف ، نال الملتحقون بحرس الشرف نظام تغذية ومميزات وامتيازات مختلفة عن المجندين الباقين ، كما كان مسموحا لهم بالخروج من المعسكر يوميا  وليس في نهاية الأسبوع  كما هو حال الكثير من المجندين في باق المعسكرات ومنهم انا، فكم هو جميل ان ترى الرؤساء  الضيوف عن قرب وهم يمرون أمامك، في تلك السنة 81 كان الرئيس السوري حافظ الأسد هو الرئيس الوحيد الذي زار اليمن.  

مشروع قاتل بالخطأ

في تعز كان جارنا المرحوم الحاج علي عطية ، استفزازيا وصاحب مشاكل يومية مع جيرانه، وذات يوم وفي الصباح الباكر سمعته عند باب بيتنا وهو يصّرخ على والدتي ، فإذا بأبن الخامسة عشرة الذي هو انا وللدفاع عن والدته يستل السيف ويغرسه في صدره ، ومن حسن حظ القاتل والقتيل ان الكوت (الجاكيت) السميك القماش الذي كان يلبسه عطية منع رأس السيف من النفاذ الى العمق، انتشر الخبر في الحارة وأصبحت بطلا في نظرهم، جاءني محمد عطية في المساء معاتبا لعدم تقديري حالة الخرف عند اخيه، فأعتذرت وانتهى الموضوع بأن خفف عطية الذي كان على موعد مع عزرائيل من مشاكله ومن الاقتراب من منزلنا.  في معسكر الدفاع الجوي أخذت مسدس أحد الزملاء وبعد التأكد من عدم وجود طلقة في بطنه ، وضعته على قلب سعد العنسي الزميل في قسم الإشارة على سبيل المزاح ، وطلبت منه إغماض عينيه قبل إطلاق النار عليه ، ففعل ، عدت للتأكد مرة ثانية من بطن المسدس فوجدت فيه طلقة كيف وصلت ولم أقم بتعميره الله اعلم ؟ لا أدري ! كدت اقتل الرجل وأروح فيها ، وعندما أهداني عبد الحكيم الحجاجي مسدسا صغيرا نوع ربع بوليس ، قمت بإعادة اهدائه الى صديق اخر

 

زيارة الرئيس الأولى الى الجنوب

زار معسكر الدفاع الجوي المقدم عبد العزيز البرطي رئيس هيئة الأركان، وتم جمعنا في ساحة المعسكر، وألقى أمامنا كلمة عن أهمية زيارة الرئيس علي عبد الله صالح الى الشطر الجنوبي،  كان  قائد المعسكر حينها الرائد محمد علي محسن ابن عم الرئيس،

ولا ادري لماذا خُص هذا المعسكر بزيارة رئيس الأركان وقبل أيام من زيارة الرئيس الى عدن! 

يوم الزلزال الرهيب

وأنا على سرير المرض وغير قادر على المشي من جراء الحادث الأول، و كان الوقت ظهرا  في أواخر شهر ديسمبر/ كانون أول 82 عندما سمعنا صوتا قويا كما لو كان صوت شاحنة كبيرة تقترب من المنزل، ورأيت جدران الغرفة تتمايل، فصحت بأعلى صوتي وانا ممسكا بالجدار لمنعه من السقوط فوقي، أوقفوا هذا المجنون، بعد دقائق عرفنا ان المجنون  لم يكن إلا زلزالا قويا مدمرا تعرضت له اليمن مركزة محافظة ذمار ، ثوان فقط خلفت دمارا هائلا وضحايا واحزان 

1983

مضيف جوي

 في بداية عام 83 وكنت لا أزال في بداية عملي بوكالة الأنباء، تم الإعلان في الخطوط الجوية اليمنية عن مسابقة لاختيار مضيفين جويين ، فسجلت أسمي، وكانت اللجنة مكونة من عبد الله مبارز و محمد عبد السلام ، ومن الشروط حسن المظهر ، وسرعة البديهة ، وإجادة اللغة الإنجليزية ، وكحال جميع المسابقات للوظائف المهمة والمغرية والتي تخضع دائما للوساطات، نجح متقدم واحد فقط لا تنطبق عليه اي من الشروط السابقة.  

أمام منزل الرئيس

وقد بلغت بي الحالة النفسية المتدهورة الى ابعد مدى، ذهبت الى بيت الرئيس القديم في قرية الدجاج في منطقة باب شعوب بصنعاء، وعندما سألني الحرس ماذا تريد ؟ قلت لهم جئت أقابل الرئيس، نطقت الجواب وكأنني ذاهب لمقابلة بواب عمارة! وشرحت لهم قصتي ، والظروف الصحية والنفسية التي وصلت اليها بسبب الحادث الذي تعرضت من قبل موكب الرئيس، فأرسلوا لي السائق علي الحمزة الذي صدمني وتسبب بعاهتي، وكان اللقاء بيننا أشبه بالمحاكمة ، قلت له كنت تستطيع ان تتفاداني ولكنك لم تفعل، لم يعجبه كلامي فتركني وعاد الى الداخل،  وبعد لحظات وانا لا أزال واقفا عند الباب في انتظار السماح لي بالدخول الى الرئيس جاء اليّ الرائد علي صالح الأحمر قائد ألوية المدفعية أخو الرئيس عن طريق والدته وابن عمه وسميه وشبيهه في الصورة والصوت (بعد وفاة أبو الرئيس عبد الله صالح الأحمر تزوجت أمه بأخيه صالح وخلفت له ولدا اسمي علي) وعندما عرفته بنفسي ظل يسألني ماذا يقرب لك فلان الفلاني وعلان العلاني، وابلغني صعوبةمقابلة الرئيس ، وقبل ان اطلب مساعدته في إيجاد حل لمشكلتي غادر موكب الرئيس المنزل فلحق به دون ان نستكمل الحديث

الأعور عبد الملك ثابت

الكابتن الأعور يقرأ اسئلة المقابلة

عبد الملك ثابت العريقي مهاجم النادي الأهلي والمنتخب الوطني ، تلقبه الصحافة بالداهية حيث كانت تتغير النتيجة بمجرد نزوله الملعب ايجابا وسلبا عندما يغيب بسبب الاصابه او العقوبه ، وتطلق عليه العامة لقب الأعور، لاعب عبقري وهداف ولكنه مشاغب، في إحدى مباريات الدوري اليمني وكانت أمام فريق وحدة صنعاء ، وبعد احتكاك مع مهاجم الفريق والمنتخب الوطني أيضا خالد العرشي الملقب بفيروز، توجه للاعتذار منه وبدلا من ذلك قام بسحب سرواليه الخارجي والداخلي الى الأسفل فإذا بالعرشي كما ولدته امه من عند السره، ولتتحول الى اشتباك بالأيدي أمام ضحكات المشاهدين، وتنتهي بطرده من الملعب، وفي مباراة أخرى للمنتخب الوطني في تصفيات دولية مهمة وكانت منقولة على الهواء قام بشد شعر راس لاعب الفريق المقابل لا أتذكر من كان ليتم طرده ، ولعله من كثر عشقة للون فانلة النادي الاهلي الحمراء اللون لهذا فهو يعشق اي شئ حتى  لو كانت كروت الطرد الحمراء!

أثناء تاديتنا معا لخدمة التجنيد الإلزامي في مدرسة الإشارة كان ليس بداع الكسل ولكن ليضع زملائه في ورطات ، كان لا يحلق ذقنه ، ولا يصلح هندامه ، ولا يلمع بيادته (الجزمة بالمصطلح العسكري) ، وعند التفتيش وعندما يسال عن اسمه يعطي اسم غيره، وفي كل مخالفة يقدم اسم شكل، ويعرضنا للجزاءات طوابير زيادة أو خدمات ليلية، وعندما نسال ونحاول الاستيضاح والغلط في الجزاء، يقولون لنا نفذوا وبعدين اتظلموا ، وفي آخر أسبوع في المدرسة وقبل توزيعنا على المعسكرات وقف أمامنا في العنبر ليعترف بان أي زميل تعرض خلال الفترة الماضية لعقوبة وعنده شك منها، فانه هو المتسبب فيها، وقبل الانتهاء من الاعتراف والاعتذار ، هبينا كرجل واحد وفين يوجعك يا اعور، عبد الملك لم يكن اعورا بمعنى الكلمة ، ولكن كان من عادته ان يغمض إحدى عينيه عندما يتكلم مرة العين اليمين ومرة الشمال بحسب المكان الذي يقف فيه محدثه ، واقعة لعبدالملك لاتنسى ابدا ونحن في المدرسة كان الجندي طالب عبدالرزاق العياني يعتبر نفسه ذكيا واستاذ مقالب خاصة بعد ان كلف بالقاء كلمة في الطابور المسائي ، بدأ الكلمة المكونة من ثلاث جمل وانهاها بحماس كبير على النحو التالي:

 بسم الله الرحمن الرحيم     الاخوة الضباط والصف والجنود والطلبه      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،فضج الطابور من الضحك، وللامام سر ياعياني الى الزنزانة،اتفق الاعور مع جلال محمد صالح الضخم الجثة والعضلات بان يتباهى اثناء وجود عبدالرزاق في عنبرنا بانه يقدر ان يحمل اكثر من واحد فوق ظهرة ولفترة طويلة من الوقت دون ان يتعب لان جسمه كالحديد ، وليتم اختياره ضمن المجموعة التي ستوضع فوق ظهر جلال وعلى ان يكون هو اخر واحد، وقد طلب منهم الاعور بان يضغطوا عليه حتى يوجعوه ويجعلوه يئن ولكي يحرم  اي جلال استعراض العضلات ، وبمجرد استلقائه على ظهره فوق احدهم حتى تم تقييد يديه وقدميه من قبل الشخص الذي تحته كانه كماشة ،ثم قام الاعور بتخليسه البنطلون والشورت الداخلي ونتف شعر عانته فرادى وجماعات، ومن سؤ حظ العياني في ذلك اليوم انه لم يكن حالقا ، وهات ياصراخ وصل الى حد البكاء والاستجداء بعتق سبيله وقطيعة بعد ذلك  مع المتامرين وكبيرهم عبدالملك، وبعد الصلح عاد الى زيارتنا في العنبر وكله حذر ومرة ثانية تم استدراجه الى فخ خفيف طريف  وكله من تخطيط الاعور، تظاهروا امامه بانهم يلعبون لعبه عبارة عن عملات نقدية ورقية تلصق على الجدار واذا استطاع اللاعب المعصوبة عيناه ان يهتدي اليها ويلحسها تصبح له ، فوضع الاعور اوراقا نقدية من فئات كبيرة سال لها لعاب العياني ،فقرر المشاركة وعندما  هم بلحسها فاذا به يلحس الحذاء الذي وضع بدلا منهأ ، فقرر الامتناع عن زيارة عنبرنا والى الابد!

عبد الملك تعرض في عام 84 لعقوبة الإيقاف عن اللعب لمدة عامين في النادي الأهلي الذي كان بالنسبة له مثل السمكة والماء، فمن باب الصداقة والوفاء للنادي أجريت معه مقابلة للصفحة الرياضية بصحيفة الثورة وبمانشتات عريضه وجه ثلاث باقات ورد الأولى الى رئيس النادي الحاج محمد القصوص والثانية الى اسم النادي الأهلي والثالثة الى جمهور ومشجعي النادي الأوفياء فتم رفع العقوبة عنه، وذات مرة التقيت بممثل ناشئ في وزارة الثقافة من أبناء الحديدة اسمه حسن علوان وأجريت معه مقابلة  لصحيفة الثورة فتح النار فيها على الذين يحاربونه ويحاربون المواهب الشابة، وقدمت انتقاداته بطريقة وبعناوين رئيسية مثيرة ، وعندما التقاني بعد ذلك عاتبني بأنني خربت بيته ودعا الله من كل قلبه بان يخرب بيتي !

 

عام 83 أول مهمة صحفية مع عبد الحميد الحدي أمين سر المساعد للمؤتمر الشعبي العام الحزب الحاكم  وسفير الاتحاد السوفيتي بصنعاء

New Yemen

كان من عادتي عندما امسك القلم ان اكتب اليمن الجديد باللغة الإنجليزية ، فسألني الصحفي والأديب عبد الوهاب الضوراني ما سر شبخبطة نيو يمن على كل الأوراق التي على طاولة التحرير في قسم الاستماع؟ قلت له لا ادري اشعر بالراحة كلما كتبت هذه العبارة ، هذا الكلام كان في فترة الثمانينات وقبل إعادة تحقيق الوحدة اليمنية عام 90

منحة صحافة من اليونسكو

عام 84 رشحت من الوكالة عن طريق مؤسسة سبأ العامة للصحافة لمنحة صحافة مقدمة من منظمة اليونسكو، وصادف ان كان في مكتب المنظمة بصنعاء المرحوم الدكتور عبد الرحمن الحداد مندوب اليمن لدى المنظمة بباريس ، واختارني من بين المتقدمين وكنا حوالي سبعة  وقال لي : اذا لم تتم هذه المنحة اتصل بي وسأعطيك منحة أخرى فشكرته، لم تتم المنحة لان المؤسسة رفضت اعتماد راتبي في اليمن أثناء الدراسة أسوة بالمبتعثين للدراسة في الخارج ، حيث ينص القانون على ان يكون لي في العمل مدة سنتين ، ولم يعتمدوا المدة من تاريخ تسليمي ملف التوظيف في 7 أكتوبر / تشرين أول 82 اي قبل يوم من الحادث الأول ، بل اعتمدوه من شهر مارس / آذار 83  تاريخ مباشرتي العمل( باشرت العمل وانا لا أزال غير قادرا على المشي بشكل طبيعي )، كما لم اتصل بالدكتور الحداد لأنني لم اخذ تليفونه ولم اجهد نفسي في ارسال رسالة عن طريق مكتب المنظمة في صنعاء  وتذكيره بعرضه لي. د. الحداد عين في ما بعد كمدير للهيئة العامة للحفاظ على صنعاء القديمة ، وتوفى في بداية التسعينات.

أرسلوا لنا صحفي مثله

 عام 86 في منزل عبد الواسع نجل الشهيد محمد عبد الله العلفي الذي حاول عام 61 اغتيال الإمام احمد الثالث على يمين الصورة، والشهيد الطيار عبد الجليل العلفي الثاني جهة اليمين، وعلي السواري  الأول من اليسار

  الحمد لله طوال فترة عملي في الوكالة كنت أحظى بتقدير المسؤولين في الجهات التي أكلف بالتغطية الصحفية لأنشطتها، ومنهم علي السواري مدير عام مكتب التثقيف والإعلام الصحي السابق الذي رافقته مع وكيل وزارة الصحة علي العلفي في عدد من محافظات الجمهورية لتخريج دفع الرعاية الصحية الأولية ، اتصل بعلي العمراني مدير عام الأخبار في الوكالة ذات يوم  طالبا منه ان يرسلوا إليهم بصحفي مثلي فقد اعتذرت بسبب الامتحانات في الجامعة وتم تكليف المرحوم عبد التواب سيف بالمهمة.لا أتحرج في البوح بها فبعض الزملاء أول ما يفكروا به في التغطيات الصحفية الفلوس والقات ، وانا لا هذه ولا تلك تهمني ، فالمادة آخر همي كنت ولازلت وسأظل

تهمة إحراق الوكالة

 

في منتصف عام 1986 اصطدم مجموعة من الموظفين بالوكالة مع المدير المالي والإداري يحي هاشم،  فتطوعت بكتابة الشكوى من الوضع الذي لا يمكن قبوله او السكوت عليه، واختت

مت الرسالة بان دعوت الإدارة الى  إنقاذ ما يمكن إنقاذه ، وجمعنا فيها عدد لابأس به من التوقيعات، فأحال الشوكاني الشكوى الى الإدارة العامة بحسب النظام ،لأن وكالة سبا للأنباء تتبع مؤسسة سبا العامة للصحافة والنشر، فتم على الفور تشكيل لجنة للتحقيق معي من المرحوم محمد الزرقة المدير العام ، وعبد الجليل احمد نائب المدير العام، والمرحوم عبد الكريم الحسوسة المدير الإداري، وعبد الرحمن الشامي المدير المالي، والتهمة تهديدي بإحراق الوكالة ، وأثناء التحقيق سألتهم: متى قلت بأنني سأحرق الوكالة؟ قالوا لأنك ذكرت في الشكوى إنقاذ ما يمكن إنقاذه ، وعبثا حاولت التوضيح لهم بأنه اسم لفيلم سينمائي مصري، طلع في رأسي لحظة كتابة العريضة والقصد بالإنقاذ ، لجم الزميل يحي الذي يملك بامتياز موهبة الاستفزاز من مضايقة الموظفين ، لأنه بذلك يؤثر على نفسياتهم وفي المحصلة النهائية العمل، وأيد كلامي احمد محي الدين الذي جاء لمؤازرتي ، وكان له تأثيرا كبيرا على الزرقة، علما بان أحد أعضاء اللجنة الحسوسة توجد بيننا علاقة مصاهرة! .

يحي هاشم على يميني  ويليه عبد الوهاب الضوراني في يوم عرسي عام 91

سرعان ما عادت العلاقة مع الزرقة الى طبيعتها بعد هذا الموقف ولأثبات حسن النوايا، فقد تحمل الزرقة عام 87 تكاليف طباعة ديواني الشعري الأول أوراق منفية الذي أصدرته بمناسبة العيد الفضي لثورة سبتمبر/ أيلول.

هذه المشكلة أعادت الى ذهني الاصطدام الأول عام 84 بنائب الشوكاني محمد السنيني، عندما أوصى بفصلي من العمل رغم وجود علاقة مصاهرة بيننا لا يعرف عنها شئ، وان ابنه فؤاد من اعز اصدقائي صرنا بعد ذلك أصدقاء. لا ادري ما هو السر في ان الكثير من المطبات التي كنت أقع فيها تكون لها علاقة بالنسب والمصاهرة  ، وتكون بمثابة امتحان لي لاستغلالها والاستفادة منها من عدمه لكني التزم الصمت ، مثلا قبل ان ينفعل الأستاذ محمد ، أبدا أنا هل تعرف يا أبو فؤاد العقيد احمد سهيل ، سيجيب بنعم؟ أضيف بأن سهيل متزوج من ابنة بنت آخي، وأخو زوجتك المقدم محمد الشفق متزوجا من أخت سهيل، كما اني اقرب صديق لابنك فؤاد ولكن لم تتح الفرصة لان تعرف ذلك ولم التقي بك عندما كنت ازور منزلكم في تعز ثم في صنعاء، فكيف سيكون الوضع حينها؟علما بأنه وعندما كان رئيسا لتحرير صحيفة الجمهورية في تعز نشر لي أول موضوع كتبته عام 76.

في يناير 2001 عندما زرت اليمن بعد غياب أربع سنوات زرت الزرقة الذي اصبح وكيلا لوزارة الإعلام لقطاع لصحافة في مكتبة ومعي سنان السياغي ، أخذني بالأحضان وقال أنا كنت مشغولا على الآخر، ومن أجلك تركت كل شئ ، وسعدت كثيرا بأنه متابع لنشاطي في كندا، وأهداني نسخة  من الملف الوثائقي عن العلاقات اليمنية السعودية،وطلب ان يراني قبل سفري وقلت لنفسي انها فرصة لأخذ صورة تذكارية معه حيث لم يتم لي ذلك من قبل مع اني التقيت به في العديد من المناسبات في المؤسسة واللقاءات الصحفية والمؤتمرات وفي بيته ، بعد أيام تدهورت صحته بشكل مفاجئ، فتم إسعافه الى المانيا وبعد أسابيع قليلة توفى.  

السفير زوكار وجهاز التدفئة ومطب الترانزيت اليوناني

ودورة تدريبية في شوارع تونس

  

مع محمد السنيني وابنه هشام

 

  رشحت لدورة تدريبية صحفية في وكالة تونس افريقيا للانباء عام 86 الى جانب علي الضحياني ومحسن العلفي وعبدالله النود وعلي الشرعبي ، فعلمت بان الدورة لم يعد يسمع لها اي حس او خبر لافي المؤسسة ولا عند التوانس’ ، فقصدت السفير التونسي بصنعاء الاديب والشاعر الشاذلي زوكار كل هذا دون علم مؤسسة سبا او الوكالة بعد عدة جلسات في الشعر كنت فيها مستمعا فقط للسفير وذكرياته مع عميد الادب العربي د. طه حسين وغيرهم من الرواد العمالقة ، فقام باللازم وفعلا جاء الرد بالترحيب بالمتدربين وبدات اجراءات السفر واستبدل الضحياني بمحمد جسار فحز في قلبي ذلك لانه من تداعيات رسالة الاحتجاج بيحي هاشم حيث كان الضحياني اول الموقعين بل وشجع المترددين على التوقيع، السفير زوكار عاملني معاملة خاصة ومتميزة عن البقية حتى انه في احدى المرات طلب منهم مغادرة السفارة لان فتحي سيتابع المعاملة، وقبل السفر اتصل بي السفير لرؤيتي ووداعي وقلت ايش هذا الاهتمام  الذي حسدني عليه افراد الدزرة ،فذهبت وقبل ان اغادر مكتبه طلب مني ان اخذ معي كرتون صغير  الى ابنته في تونس ، وصعقت عندما استلمت الكرتون الصغير والذي بداخله عبارة جهاز تدفئه بحجم ثلاجه كبيرة، فقبلت ذلك بسعة صدر وانا تحت وقع الصعقه، وعلمت بعد ذلك  من راجح الجبوبي مدير التحرير بانها عادته ان يرسل مع كل مسافر يمر عن طريق السفارة اشياء خاصة به ، وتجاهلت شماتتهم فيّ ، خط الرحلة كان صنعاء اثينا تونس روما صنعاء، فبدات المؤامرات ونحن لازلنا في صنعاء احدهم عرض عليّ ان نترك المجموعة ونذهب لوحدنا  لنفعل ونسوي ومن هذا الكلام ، وصلنا اليونان كترانزيت لخمسة ايام واتفقنا على ان نزور الاماكن السياحية ونبتعد عن الطريق البطاله وقبلوا مني تشكيل حكومة السفر فعينت جسارا للمالية وسلمه كل واحد منا مائة دولار لتحويلها الى الدراخما اليونانية لتغطية المصاريف الاكل والسكن وخلافه والشرعبي للسياحة والعلفي القاضي للعدل والارشاد ، احد الزملاء لم يصمد امام اغراءات اثينا عندما عرض عليه الشخص الذي قمنا بتحويل الفلوس عن طريقه ويتكلم العربي المكسر باللهجة المصرية بجلسة درشة مع بنات دردشة فقط بشرط ان يتكلمن الانجليزية لنتقوى في اللغة ، فقبلت لان اخذ رايي كان مهما لهم واذا

 في اثينا مع محسن العلفي الاول من اليمين وعلي الشرعبي ومحمد جسار

 بالبنات عواجيز كهنة ، فطلبت بنت شابه مثل اللواتي نراهن في الشوارع اخذوني الى مكان اخر وفعلا احضروا لي شقراء وبعيون زرق قي ثوان لهفت زجاجة ويسكي كاملة من شكلها مش البنت بل زجاجة المنكرتبدو انها من النوع الغالي واعتذرت لها عندما دعتني لمشاركتها، وسمحت لي بان تطوف يدي في انحاء جسمها من فوق الملابس فقط ، وانا اهم بالخروج  وهي معي استوقفوني اولا للدفع ، فقلت هي التي شربت ولست انا ، قالوا لازم تدفع لانها شربت من اجلك وفي صحتك ياخبيبي فقلت لهم انا غشيم واول مرة لي في اوربا ومااعرفش النظام ، واول مرة ادخل بار، رده

م كان عمليا ظهر لي عدة مردة طول بعرض امتدت يد احدهم الى جيبي لاخذ الفلوس منه بالقوة واغلقوا الباب من الداخل ، فقبلت ان ادفع الفاتورة  مائة دولار كي لاينهبوا مافي جيبي الف وماتين دولار امريكي وبطريقة

 بهلوانية اراني ورقة دولار  واحد ، وقال هذا دولار وحاولت التذكر بانه لايوجد في الفلوس فنة الدولار الواحد كلها من فئة المائة ، وهم المردة للاعتداء عليّ فاخرجت مائة اخرى، ومددت يدي لسحب البنت لتاتي معي لنلف في الشوارع دليل سياحي يعني فقالوا لا معليش اعطينا عنوانك ونحن سنرسلها اليك ، فعدت الى رفاقي فوجدتهم خارج الملهى  قد سلبوا وزير الخزانة الستمائة الدولار التي حولناها الى دراخما  اي ميزانية حكومة الرحلة فصرخت في وجه صاحب الفكرة الشيطانية وهددته باني ساعود الى اليمن، ولن اكمل الرحلة وسابلغ المسؤولين الذين رشحونا ووضعوا ثقتهم فينا بانك وانك ، فهداوا من عصبيتي مع وعد بان لاتتكرر  ودرسا لن ننساه ووممكن ان نبلغ البوليس بهولاء النصابين ، فنصحتهم بااذا بليتم فاستتروا وبلاش فضائح، الطريف ان القاضي محسن العلفي المتدين كان يقول بالله عليكم قلص كوكا كولا بمائة دولار يابلاشاه ويلوم نفسة لمرافقتنا الى جلسة الدردشة والتعرف على بنات اليونان عن قرب، التعارف بين احفاد حضارة العربية السعيدة واحفاد الحضارة الاغريقيةوصلنا الى تونس وتكررت نفس الاعيب اخينا وبدرجة اكبر واشد وامر لتصل الى حد العراك بيني وبين احدهم والمقاطعة، استمرينا على هذا المنوال حتى غادرنا ، لدرجة ونحن في الطائرة المتوجهه الى دمشق بعد تغيير الرحلة من روما  هم في مكان وأنا

  فبراير 87 امام الحرم المكي الشريف معتمرا

 ومحسن في مكان اخر ولا كاننا نعرف بعض (ونحن في الباص متجهين الى الطائرة مرينا بالقرب من زين العابدين بن علي وزير الداخلية الرئيس الحالي وكان بانتظار وزير الداخلية العراقي الذي وصلت طائرته في تلك اللحظة لحضور مؤتمر وزراء الداخلية العرب) وفي دمشق ذهبنا لوحدنا حتى عودتنا بعد اسبوع الى اليمن ،  وقد قررت ان اؤدي فريضة العمرة الى الديار المقدسة

     

الجواز يا أستاذ

 

أثناء زيارتي لبعض المحافظات في مهام صحفية ، كثيرا ما اُسئل عند نقاط التفتيش عن جواز السفر ، لاعتقادهم باني غير يمني، في إحدى المرات عندما سألني الشرطي عن الجواز .. رديت عليه باللهجة المصرية ، لماذا الجواز وانا انتقل من محافزة( محافظة) الى محافزة؟ ايه التخريف ده ايه التهريج ، فاهمني خدت بالك؟ فرد عليّ بأنها التعليمات مع الأجانب ، فقلت له وباللهجة المصرية ، ولكني يمني، ولتتويه الشرطي اكثر ، تحولت الى اللهجة السورية ثم التونسية، لانني قبل اشهر قليلة كنت هناك، فما كان منه إلا ان طلب مني مرافقته الى مكتب الضابط، وعندما دخلت الى المكتب تحدثت باللهجة اليمنية ، أمام استغراب الشرطي من تغييري لموجة اللهجات.

 لدى وصولنا الى تونس من اليونان عام 86 احتجز موظفوا الأمن في مطار قرطاج علي الشرعبي( السكرتير الصحفي السابق لرئيس الوزراء) بتهمة انه تونسى ومطلوب القبض عليه، ولم ينفع تدخل ممثلي السفارة الذين كانوا في استقبالنا ، الوزير

مع الزملاء من اليمين طائف الجرادي - احمد الديلمي - علي الشرعبي- المرحوم عبد التواب سيف- محمد فؤاد    

 المفوض بالسفارة محمد العمري، والملحق الإعلامي القدير حسن العزي وغيرهم ، مما دعا الوزير العمري الى لفت نظر الأمن ممازحا اذا كان من مطلوب لهم فهو هذا يعني انا ، لان الشرعبي شكله يمني عن بعد، فكان هذا الحجز الثاني للشرعبي فعند وصولنا الى مطار أثينا لقضاء أربعة أيام كترانزيت تم احتجاز البعثة الى الدورة التدريبية الصحفية كما سبق وذكرت، لحوالي الست ساعات بسبب عدم وجود فيزة دخول ، وكان هذا خطأي عند قطع التذاكر واختيار خط الرحلة أثينا- تونس - روما ، أبلغوني في مكتب الطيران بان فيزة الدخول الى اليونان وإيطاليا تمنحان في المطار

.

 

 

ضياع في الصحراء تحت الشمس المحرقة

ونحن في طريق العودة من محافظة الجوف بعد انتهاء مهمتنا بتغطية أخبار اجتماع المجلس المحلي في

مع صالح الظمين وعددا من أبناء الجوف 

 المحافظة بنشر احد،   إطارات سيارة رئيس اللجنة صالح الظمين التي كنا نستقلها وما فيش معنا احتياط ، وفي عز الظهر وتحت الشمس المحرقة وفي صحراء خبت الجوف المترامية الأطراف وبدون ماء ومافيش شجرة على الاقل نستظل ، تحتها من اشعة الشمس الحارقة والحر الشديد ، نرى في البعيد والبعيد جدا لمرمى أبصارنا سيارات ، نراهم ولا يروننا ، فقرر الضمين ولكي لا نهلك ان يقود السيارة وهي على تلك الحالة حتى وصلنا الى اقرب نقطة بعد ساعات طويلة من العذاب والعطش واصابات بليغة في مقدمة السيارة

رئيس واعضاء الوفد والسيارة المنكوبة

أ

 

 

 

 

 

جنوبيون في صنعاء شماليون في عدن

ونحن في طريق عودتنا الى اليمن من تونس عبر دمشق بعد الانتهاء من الدورة التدريبية الصحفية التقيت في مطار تونس بالمهندس صابر احمد بازرعه أحد المهندسين الذين شاركوا في مشروع  بناء فندق عدن الفخم

أمام فندق عدن

( لكون المشروع يعتبر من إنجازات عهد الرئيس علي ناصر فقد تعمد أثناء الاشتباكات والقصف العنيف في أحداث 13 يناير / كانون ثان المشؤومة عام 86 إصابته بهدف تدميره)  والعائد من فرنسا من رحلة نظمتها لهم الشركة المنفذة ، في شارع الحمراء بدمشق التقينا بأخ عراقي فسألني من أي بلد انا، فأجبت من اليمن، فسألني ثانية:  الشمالي ام الجنوبي؟ فأجبت بل من اليمن الواحد اليمن السعيد، وأمام إلحاحه قلت له انا من الشمال والأخ صابر من الشطر الجنوبي، فقال  تذكرونني بقصيدة البردوني:

 يمانيون في المنفى       ومنفيون في اليمن

جنوبيون في صنعاء       شماليون في عدن

الأخ صابر طوال فترة الإقامة في دمشق كان نعم الأخ والرفيق الطيب والكريم، بعد أسبوع ذهب كل الى وجهته ، لم نلتق بعدها ولكن لقاءنا في الصورة الى الأبد ، وفي دمشق تعرفت على أخ  اسمه ردمان من الشمال ولكنه أبتعث من الجنوب للدراسة في معهد البريد، طلب مني مساعدته في العودة الى صنعاء ، فحاولت إقناعه بكل الطرق ان  يؤجل قرار العودة حتى الانتهاء من الدراسة  والحصول على الدبلوم خاصة وقد اصبح على باب التخرج، فلم يقتنع ، وعندما وصلنا الى مطار صنعاء اخذ منه رجال الأمن جوازه الجنوبي , وبعد يومين ذهبت معه الى مبنى الأمن الوطني وحكيت لهم القصة كاملة ، فسمح له بالبقاء وتم مصادرة الجواز، ولم أراه منذ ذلك الوقت ، الأخ ردمان أكيد بعد ان توحدت اليمن ندم على قراره وندم اكثر عندما راى زميله في المعهد وزميلي في التجنيد الاجباري جميل الدوله وقد تولى مهام عليا في ادارة البريد

مع صابر في دمشق

 

مقابلة صحفية مع الإمام البدر وزيارة للجنوب

 

قررت في منتصف الثمانينات ان ازور لندن وان اغتنمها فرصة لإجراء مقابلة صحفية مع الإمام السابق لليمن محمد البدر المقيم في بريطانيا، فبعثت برسالة لزميل الدراسة في الجامعة المصري محمد سعودي الذي ذهب بفيزة زيارة وبلط في بلاد الضباب بعد ان أخذت من عائلته التي كانت لا تزال مقيمة في اليمن، فجاءني الرد بالترحيب على ان انزل ضيفا عنده  وهذا ماكنت ابحث عنه، قابلت الأستاذ محمد الزرقة فوافق علي  تحويل تذكرة السفر الى بريطانيا على حساب المؤسسة وتقسيط قيمتها من راتبي ، وبدأت اعداد الأسئلة : لماذا انتم أيها الأئمة عندما تكونوا في ولاية العهد او في مناصب أخرى تتظاهرون بالرغبة في الإصلاح والتطور والتحديث ، ثم بعد ذلك تنقبلوا ؟لماذا قلت: اذا كان أبى يقطع الرأس من هنا وأشرت الى منطقة الرقبة، فأنا سأقطعه من هنا وأشرت الى منطقة البطن فعجلت بخطابك الناري قيام الثورة ودخلت التاريخ وموسوعة جينيس للارقام القياسية والغرابه كإمام لمدة أسبوع ؟، ما سبب ابتعادك عن وسائل الإعلام والأنشطة السياسية والاجتماعية الأخرى ؟( المرة الوحيدة التي أجرىت معه مقابلة صحفية كانت مع مجلة المجلة السعودية أثناء حرب الخليج الثانية عام 91، وطبعا هاجم الرئيس والنظام الجمهوري ) ، هل فكرت في لقاء أي من الرؤساء اليمنيين خاصة الذين كانوا مرتبطين وقريبين منك عندما كنت وليا للعهد كالمشير عبد الله السلال او القاضي عبد الرحمن الارياني او معلمك الاستاذ النعمان؟ وغيرها من الأسئلة العنيفة

مع محمد سعودي

 

16/7/89 في اول زيارة لعدن امام مجسم لعبدالفتاح اسماعيل الرئيس وامين عام الحزب الاشتراكي والرجل القوي في الجنوب

 

 ( عندما أجريت مقابلة صحفية لجريدة المستقبل في عام 2000 مع محسن بن فريد أمين عام رابطة أبناء اليمن لامني ابو بسام على أسئلتي العنيفة والاستفزازية ، (نص المقابلة في الأرشيف)  فعدلت عن السفر وقررت ان تكون وجهتي الى كوبا فقد كان لايزال في راسي المكان البعيد الذي قال لي العرا

مع محسن بن فريد

ف التونسي كما سيرد لاحقا في هذه الصفحات بانني ساعود منه بعائد مادي ومعنوي ، بريطانيا ليست بالمكان البعيد ولكن كنت سازورها من اجل ماذكرته  اضافة الى اصلاح الخلل والتشويه في رجلي اليمنى وعندما اصبحت كوبا قلت هذا هو المكان البعيد والمعيشة الرخيصة والطب المتقدم والرخيص وقي الاخير لم يتم اي شئ(انظر الرئيس علي عبدالله صالح ذكريات.. مواقف ومصافحة لم تتم)

 من كثر رغبتي بزيارة الجنوب قررت ان ازور إثيوبيا وعدن ، فنصحني الشوكاني بان هذه الزيارات ستسبب لي مشاكل مع الأمن السياسي، فنقلت رغبتي بزيارة الجنوب مع أي وفد سيسافر في مهمة قادمة الى محمد العماري مدير مكتب شؤون الوحدة الذي كان يزورنا في الوكالة بين الحين والآخر ،فوعدني خاصة بعد ان أهديته نسخة من ديوان أوراق منفية ولم تتحقق وراى كم احب الثورة واحب الوحدة، وما ان بدأ التنقل بالبطاقة الشخصية بين الشطرين عام 89 إلا وكنت ومجموعة من الزملاء: المهندس احمد البصراوي والمهندس فؤاد اللويه والصراف وهبي القلاصي بعد أسبوع في زيارة الى عدن المدينة التي دخلناها فأحسست بالرعب والرهبة وكأنني في مدينة أشباح؟! فما رايته في الواقع كان العكس تماما عما كنت اسمعه من راديو عدن عن تدشين للمشاريع والمنجزات بشكل يومي! وتأكدت فعلا ان الجنوب كان اعلاما دعائيا موجها ومخابرات فقط لاغير !  

الإفطار في وضح النهار مع الثعبان

 في شهر رمضان المبارك شهر العبادة والصيام والمغفرة قررنا انا ومسعد يحي صالح وهادي الشبوطي وعبد الجبار سعيد الملقب بالسكان ان نفطر بدون ان يكون لنا أي عذر شرعي، فاخترنا ان نفطرعلى السطح في مبنى الوكالة القديم  لكي لا يرانا أحد ولكي لانجرح شعور الزملاء الموظفين الصائمين ، وفاتنا اننا هربنا من الإنسان ولم نهرب من الله ، ومع اللقمة الأولى واذا بثعبان كبير في وسط المائدة المكونة من تونة وزبادي وبصل حتى الافطار باكل يفضح تونه وبصل !، فصرخنا صرخة رجل واحد وذهبنا كل واحد منا في اتجاه ، والمضحك مسعد الاعرج والذي يستخدم العصا وإذا به أول الهاربين بدونها وأسرع من الغزال  

 

1987

أخرجوه.. خرّجوه

 كلفت انا والأستاذ علي الضحياني في عام 87 لا أتذكر اليوم او الشهر بتغطية لقاء الرئيس بقيادات المؤتمر الشعبي العام الذي أقيم في مبنى نادي ضباط كلية الشرطة ، وكان مسؤول تفتيش الحضور عند مدخل القاعة ابن خالة الرئيس وحارسه الخصوصي، وامتد التفتيش الى الأعضاء التناسلية وبسبب الأقلام والورق التي بأيدينا اعتذر لنا بقوله العفو يا أساتذة، ونحن في الداخل بانتظار وصول الرئيس استأذنت الضحياني بالمغادرة على ان يتولى كتابة الخبر، وعند البوابة الخارجية منعوني من الخروج إلا بأذن من قائد الحرس الخاص ، بحثت عنه حتى وجدته شكله يقرف وشنبه مضحك، وشرحت له بأنى مضطر للمغادرة لأمر هام وطارئ ،  وان زميلي سيقوم بالتغطية، الأمر الهام والطارئ والعاجل والذي لا يمكن التأخر عنه والأهم من الرئيس هو الذهاب للقاء خطيبتي ، فوافق بغير نفس وكان التصريح لي بالمغادرة عبارة عن صرخة  من آخر الممر بقوة الصاروخ الى الحرس عند الباب  خرّجوه .. خلوه يخرج .. خلوه ينقلع في ستين الف داهية ، وهذه الاخيره لم يقلها لكن تعابير وجهه ونبرات صوته كانت تعنيها ،ويومها كنت حالقا رأسي صلعة على الزيرو ، فاعتقد الجمع الغفير من الموجودين، أنى لا سمح الله قد ارتكبت خطأ أدى بي الى الطرد خارج جنة الرئيس

 

 مدراء الوكالة السابقون لوكالة الانباء على الجدار

تقليد وجدته في وكالة الانباء التونسية  فاعجبني وسعيت الى تطبيقه في وكالة سبأ للانباء عندما عدت من الدورة التدريبية وهي وضع صور مدراء الوكالة السابقين على لوحة في مدخل الوكالة كنوع من التقدير  فبدات اجمع المعلومات بالاستعانة بالشوكاني فاتصلت باحمد هاجي اول مدير للوكالة بعد التاسيس في عام 70 والذي اصبح يعمل في رئاسة الوزراء ولم تصلني صورته الفوتغرافية التي طلبتها منه الا بعد شهور بل سنوات، وعلي العمراني وواجهتني مشكلة ان اكثرهم كلفوا تكليفا وليس تعيينا رسميا كالشوكاني وحسن العلفي ووجدت ان اغلب العاملين في الوكالة نالوا هذا الشرف اي شرف تولي ادارة الوكالة بالتكليف وبعضهم تولاها لاسابيع فقط كاحمد العنابي ومحمد العمدي ودون وجود لاي معلومات ارشيفية، فكسلت وخف الحماس وتجدد بعد اعلان الوحدة ودمج وكالتي" سبا" وانباء عدن" أنا "في وكالة واحدة وكالة الانباء اليمنية (سبا) وقد اصر علي سالم البيض امين عام الاشتراكي ونائب الرئيس في دولة الوحدة على ابقاء كلمة سبا  التي ترمز الى ممكلة سبا وهدهدها الشهيركرمز للوكالة الجديدة، وعدت مجددا بفكرتي وهذه المرة وجدت اصرارا عجيبا على عدم الرغبة بوجود صورة لاحمد الحبيشي اخر مدير لوكالة انباء عدن ، وماتت الفكرة الى ان احياها حسين العواضي الذي تولى ادراة الوكالة عام 99 فوضع عند مدخل الوكالة ثلاثة براويز الاول فيه صورة زيتية بالالوان للشوكاني مدير الوكالة من عام 82-99 والبرواز الثاني فيه صورته والثالث للمدير القادم

ضيافة غير مرغوب فيها في المباحث الجنائية

 صورة جماعية للمدراء والصحفيين والفنيين والسعاة من اليمين محمد السياغي - احمد بخه – انا- محمد عبده الجرادي (ابن حنكل)- عز الدين نعمان-أمين المرادي- وجلوسا محمد الرجوي والمرحوم عبد التواب سيف  

في عام 87 انتشر في اليمن مرض الحمى الشوكية، ووجدت مساءاً زميلي محمد عبد ه الجرادي نائب مدير إدارة التحرير بالوكالة في حالة ارتباك شديدة، فعرفت منه ان الشخص الذي يشاركه السكن واسمه محمد عبد الجليل( كان ثالثهم في السكن عبد الله الذمراني) في حالة صحية حرجه مجردا من ملابسه ولا يستطيع النطق، وجاء الى الوكالة  يبحث عن محمد العرشي الذي اسكنه عنده ليتصرف  في هذه المسالة !، فلمته على ذلك ، وقلت له  فلنطلب سيارة الإسعاف فورا  لننقذ حياته،  جاءت السيارة  وصادف ان سائقها صديقي رضوان الحدي ، أسعفناه انا والجرادي  وعبد الله الحكيم وعبد الأله الجبري ومن الحالة التي كنا عليها وكان آخر الشهر، نسيت مرتبي في الوكالة مع بعض الاشياء الخاصة، ظليت في المستشفى حتى الساعات الأولى للصباح، ولم أغادرها إلا وقد بدا بفتح عينيه ، وكلمني همسا والدكتور المناوب وبعض الممرضين بجانبي بأنه يريد ان يرى أخاه، فقلت له انا لا اعرفه هل العرشي يعرفه؟ فرد بنعم بهز الراس.

بعد يومين طلبني الشوكاني الى مكتبه وابلغني ان إدارة المباحث الجنائية اتصلوا به  ويريدون سماع أقوالي في تحقيق يجرونه بخصوص حالة معينة، فسألني ماهي هذه الحالة ، فشرحتها له من طقطق لسلام عليكم، فرد ربنا يستر! واتصل بهم ناقلا لهم رغبتي اذا أرادوا ان اذهب إليهم ، فشكروا هاتفيا فقط هذه المبادرة، على ان يتصلوا بي في وقت لاحق، ولم نكن نعلم بأنهم قد اعتقلوا الجرادي والحكيم، الوقت اللاحق كان دقائق معدودة بسبب قرب مبنى المباحث من الوكالة عندما جاء رجال من المباحث وجروني انا وعبد الأله كما تجر البعير!، وضعوه في زنزانة وأنا في زنزانة فلديهم اكثر من زنزانة وكل واحدة شكل، دخلت وإذا بي أمام وجوه  كالحة كانها تماثيل ،  بادروني بالسؤال المعتاد في مثل هذه الحالات ، ما تهمتك؟ أجبت علمي علمكم !، وبدأت الإضراب عن الطعام ،في اليوم الثاني طلبوني الى التحقيق بالنداء التالي: فتحي القطاع  مخدرات ؟! فسمعت تمتمتهم : يا خطير.. مش بسيط !، فعرفت من المحقق عبد الأله النحوي( قتل في عملية مداهمة) ان عبد الجليل في غيبوبة، وانه تعرض للاعتداء ، فأوضحت له باني لا اعرفه وقد قمت بما قمت به من منطلق إنساني بحت للمساعدة في إنقاذ مريض من الموت، ثم أنى تركت المستشفى وقد استعاد وعيه وبوجودالدكتور والممرضين وهم شهود على صحة كلامي ومادار بيني بينه، وخذوا الوقت الذي يناسبكم للتحقق من صدق أقوالي، بعد ثلاثة أيام أطلق سراحنا انا والحكيم والجبري، بينما استبقوا الجرادي في زنزانة انفراديه، وقد ابلغني الرائد عوض يعيش مدير إدارة المخدرات، انه كان المفروض ان يطلق سراحنا في نفس الليلة ولكنه أصيب بوعكة صحية ، لهذا تأخرت الحرية لمدة ثلاثة أيام حتى تعافى.

بعد أسبوع طلبونا الى المحكمة  حيث علمنا ان أخاه الذي ظهر فجأة يطالبنا بالدية ، وكان المحقق وكيل النيابة احمد النويره صهر قريبي د. حسين القطاع ، يا الهي أيش الصدف؟ المهم القاضي احمد أجرى التحقيق وبنزاهة ولا كأنه يعرفني، وفي النهاية اغلق الملف بعد تقرير الطبيب الشرعي.

المهندس عبد الجليل كان حاله مؤلمة حقا، فبعد ان أنهى دراسة هندسة الاتصالات في الاتحاد السوفيتي ، وكان في كل مرة يحصل على فرصة عمل ، يقف له جهاز الأمن الوطني( المخابرات)  بالمرصاد، فقد كانت إحدى مصوغات ملف التوظيف ورقة من المخابرات عن خلو ملف المتقدم للوظيفة العامة من أي سوابق سياسية ، وقد أوصدت أمامه جميع الأبواب،  لم يجد من بد إلا  طرق الباب المفتوح على مصراعيه لمن يرغب وهو الانتحار.

أثناء وجودي في السجن اغتنمتها فرصة للتعرف على حالات النزلاء المتنوعة بين تهم القتل والسرقة ، ومن أحسست بأنهم ظلموا في السجن منذ ثلاث سنوات واكثر بدون محاكمة وينطبق عليهم ياما في السجن مظاليم، بل وتمت أمامي عملية مساومة مع سجين لإطلاقه هكذا عيني عينك، وبكل أباء رفض وصاح فيهم لو أبقى هنا حتى أخر يوم في حياتي لن ادفع قرشا واحدا لاني برئ، واخترت صحيفة 26 سبتمبر الأسبوعية الواسعة الانتشار، وقابلت  مدير تحريرها الرائد عبد الجليل الماوري ، الذي اعتذر بلباقة عن نشر الموضوع وأضاف هذه بلادنا وهذا واقعنا الذي من الصعب تغييره! كنت كالذي ذهب للصلاة في المسجد وعندما وجده مغلقا لم يذهب الى غيره، ولكن ما العمل اذا كان في المدينة ليس الا مسجدا واحدا فقط؟

الساعي الذي اصبح مديرا

كان عندنا في الوكالة الزميل الساعي(المراسل) أمين المرادي  وكنا نقدر فيه مثابرته على متابعة دروسه الى جانب عمله الذي اضطرته ظروف المعيشة اليه مع انه ليس عيبا فالعمل شرف قبل ان يكون عبادة، ولكن أمين بعد ان انتقل الى وزارة المالية واصبح المدخل وبوابة الوصول الى عبد المغني مدير عام الشؤون المالية والإدارية  والرجل القوي والآمر الناهي في وزارة المالية، عاملنا نحن زملاؤه السابقون في الوكالة وكاننا اعدائه ،ومع أننا كنا نناديه بالأستاذ أمين إلا ان ذلك لم يشفع لنا عنده فقد كان يلعن ابو اللحظة التي يرى فيها وجوهنا لأننا نذكره بالزمن والفترة التي لا يحب ان يتذكرهما مع ان المفروض عليه ان يفتخر بأنه اجتهد حتى وصل الى هذه المكانة الرفيعة التي يحسد عليها، الإ اذا كان وصوله قد تم بطرق ملتوية وغير قانونية او لاعتبارات اخرى!

 

الاعلام اليمني وتحويرالالقاب المحرجة

بعض الالقاب في دول عربية لها معاني عكسية في اليمن اي تندرج في خانة العيب ، مثلا قدم الاديب السعودي المرحوم حمد الجاسر ضيف شرف الاسبوع الثقافي اليمني في السعودية وعلى لسان المذيع احمد الذهباني على انه حمد الجاسم لان الجاسر احد الاسماء للعضو الذكري في اليمن، ومرة زار اليمن المنجي الكعلي كمبعوث للرئيس التونسي الحبيب بورقيبة فاذا بلقبه ينشر في الصحف صحيحا وفي الاذاعة والتليفزيون في اخبار التاسعة وبصوت المذيعة القديرة امة العليم السوسوة يتحول الى الكعكي وعندما غادر نشر اسمه في الصف الكعيكي! لان اللقب بدون حرف الياء اسم آخر لذكر الرجل، ونحن في الجامعة في بداية الثمانينات اتبع مدرس اللغة العربية طريقة للتحضير اي ينادي برقم تسجيل الطالب فيرد الطالب بلقبه وجاء دور الكابتن والرياضي الخلوق والمدرب العبقري امين السنيني الذي اوصل منتخب الامل للناشئين الى نهائيات كاس العالم عام 2002  فرد بهمس مما  اضطر المدرس الى القول: انته مخاصمنا ياسنيني، ده احنا بنحبك ونموت فيك ياسنيني، مين لينا غيرك ياسنيني، بان وعليك الامان ياسنيني وحشتنا ماتغبش عنا اكثر من كده ...الخ ومع كل عبارة تضج القاعة بالضحك فتزداد وتيرة المدرس في اختراع العبارت وتلحينها والتوسل الى السنيني كي يرد ويرفع صوته ويعلن عن وجوده في القاعة، والامين وهذا لقبه عندما كان حارس مرمى المنتخب الوطني يزداد وجهه احمرارا وخجلا بالمناسبة السنيني اسم اخر للعضو التناسلي عند الذكور، واسم العائلة جاء من منطقة سنينة القريبة من العاصمة صنعاء

 

انا والعراف

خلال وجودي في تونس في أواخر عام 86 قرأت في عدد من الصحف التونسية عن العراف الحاج الطالب بن عمار اشهر عرافي تونس، الذي تنبأ لجاك شيراك عمدة باريس عندما زاره لقراءة كفه ومعرفة طالعه، بأنه سيصبح رئيسا لفرنسا، فأكرمه شيراك بأن تحمل تكاليف إحدى حجاته الى بيت الله الحرام، نقلت رغبتي الى الحبيب الميداني مدير العلاقات الخارجية في الوكالة الذي كلفه مدير الوكالة عبد الوهاب عبد الله وزير الاعلام في مابعد بالاهتمام بنا ومتابعة أمورنا فلم يتحمس محاولا ثنيي عن هذا الدجل، ولكن مع إصراري على بلوغ هدفي ، سالت بعض الموظفين في وكالة تونس إفريقيا للأنباء عمن يدلني على طريقة الوصول الى العراف وله الحلاوة ، فأحالوني الى السائق رضا ، الذي يعرف العراف حق المعرفة فعرفت منه ان العراف سافر الى بلدته البعيدة جدا عن العاصمة، ووعدني بإبلاغي حال عودته الى العاصمة، فقررت ان لم يعد فسأذهب اليه، ولكنه عاد وذهبت انا ورضا اليه في شقته بوسط العاصمة وكانت مكتظة على الآخر وطابور الانتظار طويل جدا الى الشارع، أدخلوني اليه على أنني صحفي يمني جاء لإجراء مقابلة معه ، لم تكن المقابلة هي الهدف بل كان الهدف الرئيسي قراءة كفي، وزرته في اليوم الثاني مع زميلي الصحفي محسن العلفي وكان كريما معنا بان دعانا الى تناول الغداء معه في اليوم الثالث، نشرت في عمودي بصحيفة الوحدوي الناصرية عن شيراك الذي سيفوز بالرئاسة الفرنسية واشرت الى العراف وذكرياتي معه، والتقيت بعد ذلك بالصديق وزميل الدراسة الجامعية محمد الخزان فالح عليّ يريد معرفة بماذا تنبأ لي العراف؟، وبصراحة ربنا كان يستوقفني من كلامه:ستصبح رئيسا لفئتين والذي طلب مني الا استوضحه عنها ! ،

 و نشرت تنبؤات العراف لي بعد قراءته لكفي ووجهي في مجلة الوطن الكندية بعنوان صديقي والعراف (موجود في الأرشيف) ، المشكلة أنني بزيارتي تلك ربطت نفسي بعالم آخر لخبط حياتي لينطبق عليّ : لو علمتم الغيب لاخترتم الواقع؟!

ديوان أوراق منفية ود. عبد العزيز المقالح

بمجر استلامي للمجموعة الأولى من نسخ  ديواني الأول أوراق منفية من المطبعة، أهديت أول نسخة الى أديب اليمن الكبير د. عبد العزيز المقالح ، كاتب كلمات اغنية ظبياليمن التي غناها ابو بكر بلفقيه من الحان احمد فتحي ,وان يحرمونا ياحبيبي الغرام لاحمد فتحي ، الذي كان ينهي موضوعه كل يوم ثلاثاء في صحيفة الثورة بأبيات شعر على أمل ان يستعين ببعض أبيات من الأوراق في أحد المواضيع فتكون شهادة ودعاية معا، لكنه كان يرى ان يكتب عن الديوان في صفحته عن الأدب والثقافة بصحيفة 26 سبتمبر الأسبوعية، وكم كان إصراري على صحيفة الثورة غير موفق ، فلم تتم لا هذه ولا تلك. د. المقالح يناديني كلما نلتقي بفؤاد ، وعرفت السبب من ابنته ام طارق ابراهيم الشرعي عن عمها  المرحوم فؤاد الذي رحل شابا   

الكشف

 

قررت وقد قوبلت بالجحود والنكران من  قبل كثير ممن ساعدتهم ووقفت الى جانبهم، ان أضع أسمائهم في كشف الى يوم الحساب ، وكان زميلي في الوكالة الطيب عبده  سيف عثمان قد عرف بقراري وايدني فيه ، وذات يوم والكشف بيدي لمح اسمه بين الموجودين ، فاستحلفني بالله ان اخبره متى أساء اليّ ، فأخبرته متى وفي الحقيقة لم تكن تستدعي ضمه الى الكشف لأنه سؤ تفاهم عادي بسبب العمل ، وأمامه مزقت الكشف وقلت لنفسي من تفعل فيه معروف او تقدم اليه مساعدة لا تتوقع رد  الجميل منه بل سيأتيك من أناس آخرين وهذا حال الدنيا والناس

مع عبده سيف

صديق العرج

اقرب أصدقائي وأعزهم من العرج مسعد يحي صالح  أمين الصندوق في الوكالة ، وعلي سيف القدسي مسؤول قاعات كلية التجارة ، وعبد الرحمن الحفاشي  المشرف في مدرسة معين الابتدائية ، والمهندس علي الأدور ، وأنا بصفتي قد أصبت بعرج مؤقت بعد الحادث الأول ، فقد حاولت إقناعهم بعرض حالتهم على الأطباء المتخصصين لمعرفة إمكانية العلاج، الوحيد الذي وافق كان الطالب في كلية الهندسة علي الأدور الشبه معاق بسبب التصاق رجليه ، فقدوشرحت لأحد الأطباء الإيطاليين فيقسم العظام حالة علي واخذت موعدا لزيارته والكشف عليه ، وأجريت العملية ونجحت ،

 

 وهذا ما شجعني على إقناع سائق الوكالة احمد العراسي ( احمد مصابا في إحدى عينيه ، وفي عهد الرئيس الحمدي نزلت صورته على الصفح

 أمام باب مبنى الوكالة القديم من اليمين السائق احمد العراسي عبد الرحمن شجاع الحارس احمد السريحي- مسعد صالح  

ة الأولى لصحيفة الثورة وهو يسلم الحمدي  يدا بيد عددا خاصا منها بمناسبة عيد الثورة)على عرض ابنه عبدالناصر الذي عنده نفس حالة علي ، ومرة ثانية نجحت العملية وتم تصحيح الخلل في العظام.

مسعد مثلا  اكثر واحد حالته سهلة العلاج  فقد خرجت عظمة الحوض من مكانها ولكن يبدو ان العرجه عاجباه  حيث اسر لي يوما ما بأنها تزيده جاذبية وتفتن النساء به .. عجايب!!؟؟

   

مع حسين المسوري

في منتصف الثمانينات وبعد ان عاد من منفاه بمصر ، وقبل ان يعهد اليه باي منصب رسمي ، كلفت من الوكالة بتغطية فعالية خاصة بالمؤتمرات الاساسية للموتمر الشعبي العام  في محافظة مارب ، انتقلنا معا بالطائرة الهليوكبتر من صنعاء الى مارب  وقد قابلته بقلة ذوق ومع انه كان لطيفا معي ومع المجموعة المرافقة له  حيث سالني لماذا لا احمل معي أي اوراق او قلم لمهمتي ؟ وعندما لم ارد عليه اجاب هو لانها ستكون موجودة في راسك،

كان في تلك اللحظة لم يكن في مخيلتي سوى حسين المسوري رئيس الاركان في عام 74 المتجبر ، والخصم اللدود للرئيس ابراهيم الحمدي ، واحد المتورطين في أحداث أغسطس/ آب 67 الطائفية بين الزيود والشوافع وابناء اليمن الاعلى والاسفل كما كانت تسمى والتي انتهت بعد تطويق الفتنة ومعالجة آثارها بنفيه الى الجزائر مع مجموعة من الضباط الجمهوريين الذين وجهوا نيران اسلحتهم الى بعضهم البعض

مع علي سيف القدسي

 

   

العصبية الزائدة والوقوع في مصيدة الاستفزاز

أسوأ عادة عندي و اعترف بفشلي في التخلص منها ، هي العصبية السائدة والانفعال السريع والوقوع بسهولة في المصيدة، الشوكاني الله يذكره بالخير كان يعلق علي ّ بان الحق يكون لصالحي مائة بالمائة وما أن انفعل حتى ينقلب ضدي  وبنسبة مليون بالمائة ، كما كان يصفني بالأفلاطوني، ومع أنى كنت اقصد نفسي عندما كتبت هذا البيت من قصيدة وهم الإ أنى أتبرأ منه براءة الذئب من دم يوسف..

فكلي خطايا وآثام ..

قاموس في الهمجية والتهور والأوهام؟!

(انظر ديوان اغنية اسمها يمن)

 

درع التكريم للوكالة

بمبادرة شخصية مني كنت اقوم بتجميع نتائج مباريات كرة القدم التي تقام في نهاية الأسبوع من محافظات الجمهورية  وأرسلها عبر الشبكة للمشتركين، ونتيجة لذلك قرر مجلس الشباب والرياضة تكريم الوكالة بدرع تقديري، ولأنه لم يتم إبلاغ الوكالة بالقرار، وفي المهرجان الختامي عام 87 نودي على اسم وكالة سبا للأنباء للتقدم لاستلام الدرع ولم نكن هناك، وكان اول درع يمنح للوكالة ! 

 

في معهد اللغات العسكري

كان الضابط زميلي في الجامعة ، وفي نفس الوقت يعمل مدرسا للغة الإنجليزية في معهد اللغات العسكري، بعد حصوله على دبلوم لغة إنجليزية من الولايات المتحدة، وطلبت منه ذات يوم من عام 87 دروس تقوية في اللغة الإنجليزية ، فضمني الى فصل اللغة الإنجليزية الذي يدّرس فيه، وكنت الوحيد باللباس المدني،  والبقية من جنود وصف وضباط من مختلف الرتب بلباسهم العسكري، فكانوا يظنون أنني اما في الأمن الوطني ، او الاستخبارات العسكرية ، كنت أرى ذلك في عيونهم ، رغم انه لم يسألن اي واحد فيهم!

تغشيش طلبة في امتحانات شهادة عامة  

أثناء عملي كمراقب امتحانات في الجامعة او في المراحل الدراسية العامة الثلاث ابتدائية -إعدادية

ثانوية  صارم لا اقبل بالغش او أساعد فيه ، إلا مرة وكنا في امتحانات مادة الجغرافيا ثانوية عامة أدبي 90/91 ، وفي سؤال عن مساحة اليمن ، أعزائي الطلبة لقد قررت ان اسمح لكم بالغش ، فانفرجت أسارير الطلبة الخائبين الطسيس( باللهجة اليمنية وتعني الذي لا يعرف شيئا) لديكم سؤالا عن مساحة اليمن اكتبوا المساحة مليون ونصف كيلو متر مربع ، فرد أحد الطلبة مصححا ولكنها  في الكتاب خمسمائة ألف تقريبا! ، رديت عليه هذا في الكتاب ولكن في الواقع وفي ضمير كل يمني  هي ما ذكرت وللمزيد اكتبوا عسير ونجران وجيزان والشرورة والوديعة والربع الخالي ، فهذه أرضكم الي استقطعتها السعودية  ظلما وعدوانا من لحمكم ومن دمكم ، من يريد ان يكتب ما ورد في الكتاب فليكتب ومن يريد ان يكتب ما ذكرته فليكتب ، فردوا بصوت واحد بل سنكتب ما قلته.

 

مع مجاهد القهالي

بعد عناء حصلت على رقم تليفونه ، عندما عاد الى اليمن بعد الوحدة ، وقد قام الرئيس علي عبد الله صالح بإعادة كل أملاكه التي صودرت بعد فشل محاولة الانقلاب الناصرية عام 78،  والتي كان أحد قادتها كقائد مشاة، زرته في منزله ، ورأيت صورة الرئيس الحمدي الموضوعة في غرفة الاستقبال، وعرض عليّ ان أرافقه في بعض الزيارات التي ينوي القيام بها لبعض أصدقائه، بالطبع وافقت فهي فرصة للحديث معه اكثر واكثر،  فاكتشفت كم لا يزال على موقفه السابق من الرئيس ، وهو ما اتضح في ما بعد عندما وقف مع محاولة الانفصال  ليس لأنه ضد الوحدة بل لأنه ضد الرئيس ، زرنا أولا عبد الواسع سلام من الحزب الاشتراكي وزير العدل،( تعرض في ما بعد لمحاولة اغتيال ، و فقد إحدى عينيه )، ثم رئيس الجمعية الاستهلاكية، وأخيرا انتهى بنا المطاف الى حفلة غداء في منطقة الحصبة ، كان من الضيوف  الى جانبه فضل محسن وزير التموين والتجارة وزوج أخت عبد الفتاح إسماعيل ، وصالح مثنى وزير النقل ، واعتذر عن الحضور في آخر لحظة صلاح ابن عبد الفتاح إسماعيل ، بعد اكثر من ثلاث ساعات استأذنت الأخ مجاهد القهالي أمين عام تنظيم التصحيح الشعبي الناصري في الانصراف، وبصوت سمعه الحضور ودعني بقوله:  الى اللقاء يا دكتور!

 

ليلة احتجاز السفير السعودي في اليمن

في شهر ابريل / نيسان 1992 احتجز شخصا اسمه على مااتذكر صالح جميل او حاجة وجميل السفير السعودي في اليمن علي القفيدي ومستشار السفارة، طلبت من موظف التحويلة (البداله) في الوكالة ايصالي بالسفارة السعودية وكان معي في قسم الاستماع مصور الوكالة هادي الشبوطي والموظف في الادارة الفنية رشيد السنفي وبعض الزملاء، ابلغتهم في السفرة باني من الامن وطلبت تحويلي الى السفير الذي اكدت على مسامعه باني من الامن وطلبت منه وصف محتجزة وهل هو قريب منه وماذا يحمل في يده ، وابلغته في ختام المحادثة بان عليه ورفيقة ان يطمئنا ويحطا في بطنهما بطيخ صيفي لا واحدة ولا اثنتين لان قوة خاصة ستقتحم المكتب بعد ثوان لتحريرهما من الاسر ، فشكرني المسكين ، وشكر اهتمامنا بوضعهما، انا كان قصدي بقرب اقتحام المكتب ارعابه فكاي اكثر عمليات تحرير الرهائن والمحتجزين يكون هناك ضحايا وطالما وهم ثلاثة فقط فعلى الاقل سقوط واحد او اثنين او ثلاثتهم . وتمت عملية الاقتحام الحقيقية فعلا وحررا واعتقل جميل، بعد ذلك التقيت السفير القفيدي في حفل السفارة البولندية بالعيد الوطني، ورايت كم كان فعلي غير مقبول ، ومع ذلك وهذه حقيقة لا انكرها واكررها دائما انني اكره السعودية وكل مايتصل بالنظام والاسرة الفاسدة ، ولا يحلو لي الاشارة اليها الا بنجد والحجاز، السفير القفيدي اكيد لايزال يتذكر هذه الواقعة.

 

سيارة رئيس الوزراء

 في رحلة رماية الى كوكبان مع العم العزيز يحي الكوكباني، وتبدو شقيقة زوجتي المهندسة بلقيس المدرسة المساعدة بكلية الزراعة جامعة صنعاء

 بعد فترة خطوبة وعقد قران لعدة اشهر ، حلت الليلة الكبيرة  يوم عرسي في فبراير / شباط 1991، كنت أريد المراسيم ان تتم عادية وبسهولة ويسر، فعائلة عروستي ميسورة الحال بيوت وأراضي، فوالدها الصديق والرفيق والسكرتير الخصوصي للرئيس اليمني الأسبق القاضي عبد الرحمن الارياني ،  لهذا كنت اردد بأني طرقت الباب بالخطأ ، لأني كنت ابحث عن عروسه على باب الله مثلي ، تآكل وتشرب سياسة، وتصحو وتنام على معاناة وألم ، وتمتطى معي صهوة المستقبل الغامض والضياع، اشترطت العروسه ان احضر سيارة وان أزينها بالشرائط الخاصة بمثل هذه المناسبات التي لاتأتي إلا مرة واحدة في العمر، فقصدت صديقي الأديب والصحفي المخضرم عبد الوهاب الضوراني الذي لم يوافقن الرأي على تزيين سيارته العادية التي لاتصلح للزفاف بل    على احسن تقدير للطلاق ، لتقوم بمهمة الحصان الأبيض، ولكن أمام إصراري وافق، ثم فوجئت بزوجتي لأني كنت قد عقدت قراني عليها قبل ثلاثة شهور تبلغني ، بأنها ستزف اليّ بسيارة المرسيدس الخاصة بالدكتور عبد الكريم الارياني رئيس الوزراء معتقدة اني سأطير من الفرح بهذا، على مضض وبدون قناعه رحبت بالفكرة ، التقيت بها في بادئ الأمر في المدرسة التي تعمل فيها أختي، وبعد عدة اشهر ذهبت لخطبتها ومعي أخواي د. حسين  وعبد الرحمن والصهير احمد سهيل ، فوجدنا الساحة الداخلية للمنزل مليئة بالسيارات أشكال وأنواع وكانت إحداهن سيارة المرسيدس الخاصة بالرئيس الأسبق القاضي عبدالرحمن الارياني التي يستخدمها عمي الحاج يحي  الكوكباني ، دعوت الله في سري ان يأتي بالعواقب سليمة، ومن قبل عندمات عرفت على خطيبتي السابقة هدى ابنة نائب رئيس هيئة الاركان السابق واحد مناضلي ثورة 26 سبتمبر/ ايلول ، اندهشت كثيرا عندما عرفت من يكون والد عروستي فلم يريحني ذلك ، وبعد ثلاث سنوات خطوبة تحملت كل انواع العذاب بسببي فقد كان الأب الذي وافق على الخطوبة بينما عارضتها امها المطلقة، وكانت بيني وبينها حرب شعواء اوصلتها الى الطبيب النفسي وكان معنا الى جانب والدها ابو عصام الجايفي الذي صار عمي وصديقي في آن واحد بل وتعشم فيّ خيرا ان اصالحه ذات يوم على زوجته أم عصام وكأني احد افراد العائلة شقيقاتها اللتان ارادتا ان يتعرفن على المجنون الذي اوصل امهن القوية الشخصية والنفوذ الى هذه الحالة ، ومع كل ذلك الدعم والتاييد افترقنا في السنة النهائية لأني فرطت بها ليس الا اشفاقا عليها، ولأني كنت اتمنى لها السعادة من كل قلبي باركت لها ولخطيبها ناصر ووصيته خيرا بها، وعندما التقيت برشيدة الاسدي صديقتها ومستشارتها في بداية علاقتنا وابلغتني وكلها اسى انها مدعوة لحضور حفل الزفاف وكان يوم أحد طلبت منها ان تقول لها مبروك مرتين مرة منها ومرة مني ، وعرفت انها بكت بكاءا مريرا يوم زفافها امام الضيوف، ليس بكاء من ستترك اهلها بل هو بكاء من نوع آخر، ولكني عندما لمحتهما في صنعاء القديمة بعد العودة من شهر العسل في سوريا وكان الى جانبي المهندس احمد البصراوي كنت انوي اخذ مسدسه وقتلهما، صعب جدا مواجهة موقف بذلت كل جهدك لنسيانه والهروب من ذكرياته، وعندما علمت بحادث السيارة المؤسف الذي تعرضت له امها وقد ذهب كلا منا في حال سبيله ابنتها سبب المشكله وقد تزوجت كنت انوي زيارتها وتقديم بوكيه ورد وهي التي سبق وشتمني وشتمت سلسفيل اهلي عندما اتصلت بها هاتفيا  مما دفعني لان اقتحم منزلهم لمواجهتها والذي يحصل يحصل ومن حسن حظي انها لم تكن موجودة وبناء على رجاء اختها زوجة امين الشامي غادرت ،فتاكدت انها ستكون زيارة غير محببه ان لم تتطور الى ماهو أسوأ من ذلك 

 عبدالوهاب الضوراني الاول على يسار الصورة

 د. الارياني التقيت به عند زيارتي لليمن عام 2001 في مكتبه برئاسة الوزراء ، واسعدني أشادته بمحتويات العدد الأول من نشرة العربية السعيدة التي قرأها من الغلاف الى الغلاف حيث كنت قد سلمتها لمدير مكتبه قبل المقابلة بيومين و تضمنت لمحة عن اليمن وعن الرئيس الحالي والرؤساء السابقين ووضعتها في ما بعد على شبكة الانترنيت باللغة العربية ، ثم ترجمت لاحقا الى اللغتين الإنجليزية والفرنسية كما هي عليه الآن على الموقع وكاول نصوص وكاول موقع بالثلاث اللغات.  

 

في حضرة الأستاذ البردوني

 عام 93 زرت الأديب والشاعر الكبير المرحوم عبد الله البردوني في منزلة بمنطقة حده، وكان معه مرافقه وقارئه الشخصي لأنه كان كفيفا، فبعد ان رحب بي أهديته نسخة من ديواني الأول أوراق منفية ، فطلب مني ان اسمعه بعضها ، وعندما لاحظت استحسانه تشجعت وطلبت منه تقديم ديواني الثاني أغنية اسمها يمن، فاعتذر بسبب استعداده للسفر الى المانيا للعلاج ، واقترح عليّ ان اذهب الى الأستاذ عباس الديلمي ، مع وعد منه بتقديم الديوان الثالث

 

ليلة غزو العراق للكويت وعبد الله الأشطل

 

عدت الى البيت منتصف ليل 2 أغسطس / آب 1990 بعد وردية متعبه في الوكالة بسبب متابعة تطورات الأزمة بين العراق والكويت ، بعد فشل لقاء جده بين عزة إبراهيم وسعد العبد لله، وكان

مع المرحوم الأشطل في مكتبه بمبنى الأمم المتحدة بنيويورك

ت من عادتي ان استمع قبل النوم الى برنامج منوعات  من ردايو الكويت ، وعندما بدا النعاس يدب الى جفوني قرأ المذيع يوسف مصطفى بيان وزارة الدفاع الكويتية عن بدء القوات العراقية بعبور الحدود بين البلدين ، على ان يتم تقديم التفاصيل في وقت لاحق ، ساعات قليلة  واختفت معها الإذاعة وساعات قليلة أخري وكانت الكويت الصغيرة في قبضة العراقيين، وبدا العالم يتأهب للتعامل مع الكارثة ، اليمن كان الوضع معها مختلفا،  أولا فهي العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن لمدة سنتين ، ورئيسة المجلس في تلك الفترة ومندوبها السفير عبد الله الأشطل في دائرة الضو، خاصة بعد امتناع اليمن عن التصويت للقرار 660 الذي يدين العراق، والقرار 661 بالمقاطعة ، عندما التقيت بالمرحوم الأشطل في مكتبه بمبنى الأمم المتحدة بنيويورك في ديسمبر / كانون أول 95 ، أجريت معه حديثا لوكالة سبأ للأنباء لأول مرة لمراسل الوكالة في الولايات المتحدة ثم في كندا كأول مراسل صحفي للوكالة في الخارج،  عن ظروف قرار الامتناع وتداعيات القرار 660؟، قال لي عندما لم يجد اي واحد من القيادات العليا في اليمن لأخذ التوجيهات ، لم يكن أمامه  إلا الامتناع !، وتطورت الأحداث واتهمت اليمن بتأييد الرئيس العراقي صدام حسين، وهو مالم يكن صحيحا مائة بالمائة الشارع اليمني كان مع صدام ليس عندما اجتاح الكويت بل عندما بدا يهدد السعودية ويواجه قوات التحالف، وكانت فرحتهم بضرب السعودية بالصواريخ كالفرحة بضرب إسرائيل !

عادت بي الذاكرة الى الوراء الى شهر يناير / كانون الثاني من عام 87 عندما استضافت الكويت القمة الإسلامية الخامسة ، فبعد تأكيد الرئيس في مقابلات مع صحف كويتية بأنه سيشارك في القمة ، كلفت في قسم الاستماع للوكالة بمتابعة البث المباشر لإذاعة الكويت لوصول رؤساء وملوك الدول الأعضاء، وعندما وصلت الطائرة التي تقل وفد اليمن الى القمة ورد التعليق الآتي الذي لا يزال محفورا في ذاكرتي:

الآن وصلت الطائرة اليمنية الميمونة التي تقل الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية العربية اليمنية

الآن أرى سمو الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح يخرج من صالة التشريفات ليكون في استقبال ضيف الكويت الكبير

الآن أرى باب الطائرة ينفتح

الآن أرى سمو الأمير الشيخ جابر الأحمد يعود الى الداخل

الآن أرى سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبد الله يخرج الى ارض المطار

الآن أرى الدكتور عبد العزيز الدالي رئيس الوزراء .. رئيس وزراء الجمهورية العربية اليمنية وكررها ثلاث مرات

وفد اليمن اصبح برئاسة عبد العزيز عبد الغني رئيس الوزراء بدلا عن الرئيس ، واما د. عبد العزيز الدالي فلم يكن إلا وزير خارجية جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، والخطأ حصل بسبب الإرباك والحرج الذي تعرضت له الحكومة الكويتية.

في ما بعد ذكرت وكالات الأنباء بان غياب الرئيس اليمني عن المؤتمر بسبب وعكة صحية ، وفي نفس يوم افتتاح القمة رأس الرئيس اجتماعا للمجلس الأعلى للشباب والرياضة؟!، وكنت قد لاحظت من خلال متابعتي للأخبار عدم التقائهما على هامش أي مؤتمر قمة ، للكويت أياد بيضاء وسخية في اليمن لا يستطيع أحد نكرانها، كما أنها استضافت قمة يمنية تاريخية بين الرئيسين علي عبد الله صالح وعبد الفتاح إسماعيل عام 79 لوقف الاقتتال بين الشطرين

 

انا والسجدة على الجبهه

 عام 89 وأثناء فترة التدريس  الإلزامي وجدت نفسي من حيث لا علم ولا دراية  لي طرفا في حوار حول الصلاة، ، صحيح ان أهمية أركان الإسلام والإيمان تأتى وفقا لترتيبها،  ولكن رأيي والذي لازلت عليه الى اليوم ان العبادات مجموعة متكاملة، لا يمكن ان ارتكب الموبقات وأصلي ، او اسرق خلق الله وادفع الزكاة ... الخ ، فالحلال بيّن وكذلك الحرام ، ومع ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر إلا أنها تتخذ عند البعض كرياء ومظاهر فقط، بعد اشهر قليلة ظهرت لي علامة السجدة على جبهتي فكانت تتمدد ثم تنكمش وكأنها من المعادن، استمرت  معي من عام 90 حتى 97 ثم اختفت، ومع الذقن ولا بعد هكذا شيخ من الساعين في الأرض خيرا.

 

انا والذمراني وحرب الخليج الأولى

 كان الزميل المرحوم عبد الله ذمران المولود في السودان لأبوين يمنيين ، وقريب لفقيد الصحافة اليمنية الشاب العبقري علما وخُلقا منبه ذمران الذي رحل في ريعان شبابه والوحيد بين أفراد عائلته الذي غير لقب العائلة الى الذمراني ضخم الجثة ، وفي نفس الوقت ضخم العقل أي عبقري ومثقف وقارئ لا يفارقه الكتاب، عندما كان طالبا متفوقا في كلية العلوم وخاصة في الرياضيات، عبارة واحدة فقط غيرت حياته وقلبت عاليها سافلها، في إحدى المحاضرات في الكلية وفي السنة الثانية تجرا واستوقف الدكتور ليصحح له خطا

من اليمين المرحوم عبد الله الذمراني- صلاح العبسي - محمد الرجوي ومحسن العلفي جلوسا

في إحدى المعادلات الرياضية ، الأستاذ الدكتور اعتبرها إهانه ، فوضعه في دماغة ، وبدا بتكوين لوبي من زملائه ضد الطالب النابغة  ومع اتساع رقعة المطفّشين ترك الكلية، وأخذته دوامة الحياة ، فطال معه قرار تأجيل العودة للدراسة من جديد حتى تم فصله، ثم تكالبت الهموم عليه أراد الزواج فجمعنا له التبرعات كما جرت العادة في الوكالة لمن يطلب المساعدة، ثم أعادها إلينا لأن مشروعه فشل فكان بذلك أول شخص يفشل مشروع زواجه وأول شخص يعيد التبرعات ولاني كنت من

اقرب أصدقائه في الوكالة وفي قسم الاستماع فالاقربون اولى بالعدوانية وقص الشريط بمقصة على رأسي ، ذات يوم من عام 86 وكان فاتحا صوت الراديو على الآخر فطلبت منه ان يخفضه، ففعل على مضض، وما هي إلا ثوان حتى دوى صراخه في القسم وهوى بيده التي مثل البلدوزر على رأسي من الخلف حيث كنت منهمكا بكتابة تقرير فأراني النجوم في عز الظهر، ألتم الجميع وذهبنا الى الإدارة وشهد زملاء عرفت في ما بعد انهما حسن غنيمة ويحي عثرب  بأنني كنت المعتدى وعندما تم فض الاشتباك بيننا أصريت على إتمامه إلى النهاية  وبعنترية  فحاولت بكل السبل التبرير للشوكاني بأنني لم اكن في وضع يسمح لي بالوقوف على رجلي وليس المقاومة، قضي الأمر بسجننا الاثنين في سجن التوجيه المعنوي للقوات المسلحة لمدة ثلاثة أيام، ونحن في السجن اعتذر لي واخذ يدي وصفع بها وجهه، بعد أيام قليلة فتح الذمراني باب مكتب الشوكاني وهو يتمتم بصوت عال وبكلمات غير مفهومة، فإذا بالشوكاني يطير مثل سوبرمان من فوق الطاولة التي كانت تفصل بينهما ليمسك يد الذمراني قبل ان يهوي بمنفضة السجائر الكبيرة الموضوعه على الطاوله على رأسه ، فتم فصله بسبب محاولة الاعتداء على المدير العام والغي قرار الفصل بعد  وساطة الزملاء في

1991 في العام الأول للوحدة اليمنية وقد توحدت الصحافة  مع الزملاء من اليمين نبيل عليوه - حسن قاسم من الجنوب- عبد الله الأسعدي - عبد الله الحكيم  من الشمال ،والصورة بعدسة المصور الوحدوي عبد العزيز عمر

الوكالة والاعتذار وبشعور الذمراني بالذنب جثى على ركبة الشوكاني يقبلها ، طلبني الشوكاني الى مكتبه وقال الآن صدقتك ،

 فاخضع الذمراني من تلك الساعة للمعالجة فتحسنت حالته قليلا . مرت الأيام وانتقلنا الى مبنى الوكالة الجديد في الحصبة والذي بني على نفقة السعودية ، فعادت حالته للانتكاس من جديد باعتدائه على منير العبسي في المصعد ، فتكتمنا على المسالة لكي لا يفصل او يتعرض الى أي جزاء إداري، وجاءت حرب الخليج الأولى 90/91 ، وصل الى راجح الجبوبي مدير التحرير نائب رئيس مجلس إدارة الوكالة حاليا، الخبر العاجل التالي من راديو صوت أمريكا وبخط الذمراني:

أعلنت الإدارة الأمريكية اليوم اعتذارها الرسمي والعلني للامة العربية عن هجومها لتدمير العراق، كما اعترفت بأنها سبب كل المشاكل التي تجري في العالم... الخ

 مع منير العبسي

طبعا الخبر بهذه الصورة مش فقط عاجل ومهم بل من علامات القيامة، سأل الجبوبي هل ورد الخبر من أي وكاة او إذاعة أخرى ؟ كان الجواب بالإجماع وبلا  كبيرة، ولكن سأل الجبوبي نفسه: يمكن العالم مش مصدق ان أمريكا تقدم على هذا خاصة ونحن لسنا في أول أبريل / نيسان ليوصف بالكذبه الكبرى؟! اذاً الحل في التأكد من الشريط المسجل عليه الخبر والذي كان لاوجود له إلا في عقل ومخيلة الذمراني ، فتم نقله كمراقب دوام أي يشرف على توقيعات الحضور والانصراف، وعندما استمرت عدوانيته في التزايد أعفى من العمل مع استمرار راتبه الاساسي ، وذاك الضخم الجثة اصبح هيكلا عظميا وأشعت الشعر والذقن رث الملابس، ورغم كل ذلك ظل الشك لدى الإدارة بحالته  خاصة عندما كان يأتي لاستلام راتبه بداية كل شهر مع نفور واضح من زملائه الموظفين بسبب منظره ورائحته، فالمجنون لا يعرف الفلوس؟ ، ظل على هذه الحالة حتى مات في أواخر التسعينيات

مع الزملاء من اليمين المرحوم المهندس علي الحكيم - علي العمراني-  المرحوم منبه ذمران - عبد الجبار سعيد (السكان)  

،

كان دائم الترديد لهذه الأبيات التي على حد قوله للشاعر السوداني إدريس جياع:

إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه

ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه

فلما صعب الأمر عليهم قالوا اتركوه

إن من أشقاه ربي كيف انتم تسعدوه

المؤسسات الإعلامية في اليمن صحافة وإذاعة وتليفزيون، كانت صاحبة الرقم القياسي في الأمراض النفسية وحالات الانتحار والسكر عن باق المؤسسات والدوائر الحكومية

 

  شكوى بي الى جهاز المخابرات

انا وعلى يميني راجح الجبوبي وعلى يساري د.حسين القطاع- محمد الحيفي- عبد الحكيم القربي في جلسة قات يوم عرسي

التقيت بزميل دراستي في تعز محمد المرتضى الموظف في الجهاز المركزي للأمن السياسي المخابرات ، والذي كان ينوى زيارتي، سألني هل لديك أي مشاكل في الوكالة خلال الأسبوع الماضي؟ أجبته بنعم مع اثنين من الزملاء الاستعراضيين ، فأوضح لي المسالة بأنه كان بالصدفة في مكتب أحد ضباط الجهاز ولمح اسمي في شكوى مرفوعة بي بأنني ادعي في الوكالة بأنني حّربي(دبور والمعنى اللسعة القوية والمؤلمة) ويوصف بها رجال المخابرات باللهجة اليمنية ، فتدخل المرتضى لدى الضابط بأنها مكيدة وبدا يمدح في أخلاقي وتواضعي ، وبحفظ الشكوى تعززت الشكوك بي اكثر واكثر، ففي إحدى المرات لاحقا أوقف راتبي ، مما دعا الأستاذ محمد البابلي مستشار الوكالة وشيخ الإعلاميين اليمنيين الى نصح أمين الصندوق مسعد يحي صالح بتسليمي إياه وإلا فسيوديك في داهية لأنه في الأمن الوطني ، لم يكن المرحوم البابلي المستشار الشرفي للوكالة يعرف ان مسعدا من اعز أصدقائي ( منصب المستشار في اليمن ليس له أي قيمة معنوية فهو إزاحة مهذبة او تقاعد غير رسمي ). وانا في تعزفي أواخر السبعينيات دخلت الى صالة التنس في نادي الضباط  وكانت مشغولة فإذا بأحدهم يتطوع وينتزع مضرب التنس من أحد اللاعبين ويعطيني إياه لاستكمال اللعب لأنني حرّبي أمام دهشة هذا الشخص الذي لم يكن إلا الخطيب الكبسي الأستاذ الجامعي في كلية العلوم في ما بعد فلم تكن بيننا أي سابق معرفة من قبل، وبعد ان صرنا أصدقاء روى لي الواقعة فضحنا

أثناء عملي في الوكالة طلب مني ص.ش. المتعاقد للعمل في الوكالة والموظف أساسا في التربية والتعليم ( اعتقد بأنه الآن قد

 الخطيب الكبسي في جامعة صنعاء يناير 2001  مع د.

اصبح دكتورا بعد حصوله على الماجستير من الأردن عام 96) ان أقوم بمساعدته للالتحاق بالمخابرات ، ولما سألته لماذا اختارني لهذه المهمة

؟ أجاب لأنني الأقدر على تحقيقها ، ولم اسأله من أين جاء بهذا الاعتقاد، وفي قرارة نفسي كنت أدعو الله ان يكون العكس،  فذهبت معه واستجاب الله لدعائي و خيب ظني الزملاء ( الحرُب) بحجة ان لديهم اكتفاء ذاتي في الوقت الحالي ويمكن في المستقبل ان نتصل بكما ، فصححت لهم المعلومة اتصلوا به فقط !

وكان ذات ليلة غالب القمش رئيس المخابرات قد اتصل الى الوكالة أثناء أحداث 13 يناير/ كانون ثان 86 التي أطاحت الرئيس علي ناصر محمد الجنوب وسال عن الموجودين في الوردية فذكروا له الأسماء  ووقع اختياره عليّ لاقرأ له آخر الأخبار والتقارير ، وبعد انتقالنا الى مبنى الوكالة الجديد في الحصبة هدية الحكومة السعودية ، كان شخصا مجهول الهوية يتعرض بسيارته لموظفي وردية الليل وانا منهم ودب الرعب بان احد افراد المخابرات يراقبهم عن قرب فاتفقت انا وفؤاد اللويه بان نستوقف هذا الشخص والذي يحصل يحصل فوافق ، وعندما اقتربنا منه فحط وهرب ، فقلنا لانفسنا ياسلام المخابرات طلعت مش مخابرات،  وهذا ماشجعني عندما لمحته ورائي بعد ايام بان اوقفته وصعدت طالبا منه ايصالي الى الوكالة ففعل باستغراب ، ونزلت من السيارة الغريبة امام دهشة الموظفين الذي راوا وجه سائقها البشع وقلت له شكرا يافندم ، وكانت تلك المرة الاولى والاخيرة له في المنطقة ، وعندما التقيته بعد ذلك في محل المرحوم احمد السوداني في التحرير سالته ما الذي دفعه الى مضايقة الموظفين واخافتهم فعرفت منه انه فاضي وحب يتسلى ، ونسيت بان توصيله لي الى الوكالة وتوقفه عن المضايقات ستعزز الشكوك بي اكثر فاكثر !    

مع صالح الشيخ وعلي إسماعيل

مواجهة مع المناخوليا عبدالله سلطان

مثلما خرجت من الجامعة بعد الانتهاء من دراستي الجامعية والعليا في جامعة صنعاء  بصداقات  كما ذكرت سابقا  فقدخرجت منها بعداوة واحدة مع د. عبدالله سلطان استاذ الاقتصاد في كلية التجارة الذي ينطبق عليه وصف المناخوليا فقد كان هذا الرجل مجنونا بمعنى الكلمة  ، ذهبت الى مكتبه لاختيار  عنوان موضوع ابحث فيه فلاحظ اشمئزازي من طريقة تعاملته وكلامه مع الطلبه فعاداني وتطور الى اشتباك بيننا في مكتبه، ووصل الامر الى رئيس قسم الاقتصاد المرحوم د. عباس ابراهيم الذي هدا من ثورتي وقال: بلاش تتهور مع هذا المجنون اللي عايزين نوزعه بس مالقيناش اي جامعة تقبله، ود. احمد بامشموس عميد الكلية الذي وعدني بان سلطان لن يستطيع ان يسقطني في مادتي الاقتصاد الذي لازم اخذهما معه ، في وقت متاخر من الليل ذهبت الى شقته في سكن الجامعة وطلبت منه ان يفتح الباب لنتفاهم ، طبعا رفض فسردت على مسامعة كل اللي في نفسي لو كانت راجل بصحيح افتح، وتتفرعن في الكلية علشان لو حد ضربك ستلقى من ينقذك من قبضته والكثير والكثير من هذا الكلام الجميل الذي يدفع اي جبان على المواجهة ولكنه للاسف لم يفعل ،في اليوم الثاني طلبني د. بامشموس الى مكتبه وسالني لماذا ذهبت  الى شقة سلطان فاجبته باني اردت ان نسوي المسالة ، فطلب مني ان لااكرر ذلك لانه اشتكى انك ذهبت للاعتداء عليه، بعدها بحوالي اسبوع ونحن في المحاضرة وبعد مرور دقائق فقط سالنا: هل تعرفون كم تدفع لي الجامعة في الساعة ؟ ملاليم يالله قوموا روحوا مافيش محاضرة ، فقلت له احمد الله انهم يدفعون لك المفروض انت الذي تدفع لهم وتظاهر بانه لم يسمع تعليقي، وقد شد من ازري وساندني في هذه المعركة رئيس فرع طلاب اليمن في كلية التجارة وزميلي امين خميس نجل المرحوم محمد حمود خميس رئيس جهاز المخابرات..

جاءه طالب يريد الانسحاب من مادة يدرسها فكتب له على الطلب لامانع من الانسحاب الى خط الدفاع العاشر! 

مئات الصور و الآف القصص

مع محسن العيني بمكتبه في العاصمة واشنطن

 فتحت عيني على الكاميرا وكرة القدم ، كل صورة لها قصة ، وكل واحد في الصورة ورائه قصة، أثناء العمل في الوكالة وثقت كثير من الحالات ما أن يموت زميل إلا وتجمعني معه صورة ، مرة من المرات فوجئت بأحد الزملاء يطلب ان يتصور معي كي اكتب عنه عندما يموت، فقلت له مازحا سأتصور معك ولنجمع اكبر عدد ممكن من الزملاء فيها فان حصل ومات أحدنا فلنكتب  عنه او عنهم واذكروا محاسن موتاكم ..

في الوكالة جمعت في الصورة الواحدة المدير والصحفي والساعي والحارس، وفي صور طلعت مهزوزة كالصورة التي التقطتها لنا سكرتيرة سفيرنا في واشنطن الأستاذ محسن العيني( المناضل الكبير رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأسبق) بعد ان أجريت معه حديثا صحفيا للوكالة، او الصورة الجماعية التي لم تظهر وهي لي مع أعضاء السفارة اليمنية في واشنطن الصديق خفيف الظل عبد الوهاب العمراني القنصل الذي استضافني في واشنطن، ومحمد الحمدي الوزير المفوض، وحسن الارياني المسؤول المالي ، وعبد الوهاب عبد الله الحجري المسؤول الإعلامي  سفير اليمن في واشنطن حاليا(نجل المرحوم القاضي عبد الله الحجري رئيس الوزراء الأسبق وصهر الرئيس علي عبد الله صالح، كذلك اخو العمراني الوزير المفوض بوزارة الخارجية عبدالرزاق هو الآخر متزوجا من اخت الحجري اي عديل الرئيس ،وقد لام الحجري العمرانيونحن على مائدة الطعام لعدم

 التواصل معه خاصة وهم انساب، فرد عليه عبدالوهاب : اخي صهركم وليس انا) كنت قد تعرفت وانا صغير السن على شخص أصبحت له مكانة كبيرة في نفسي، فطلبت وكان الوقت ظهرا ان أتصور معه للذكرى، فوافق وأعطاني قيمة الفيلم، وتوقفت في ميدان الشهداء للعب قليلا ، ثم ذهبت لشراء الفيلم وبعد تقريبا ساعتين او ثلاث وانا في الطريق والكاميرا في يدي ، التقيت بالحاج احمد الفلاحي جارنا، فسألني عن وجهتي ؟ فحكيت له الحكاية ، قال تعال معي ، ذهبنا الى المستشفى الجمهوري ودخلنا فإذا بنا أمام جثة ملفوفة بالكفن في وضع الصلاة عليها ، قال لي  يا لله يا فتحي صّور! ، بكيت وانحنيت وقبلت رأسه ، يا الهي خلال اقل من ثلاث ساعات أصيب بنوبة قلبية وأسعف الى المستشفى ، وتم تكفينه والصلاة عليه ، وبعد دقائق سيوارى الثرى والى الأبد !،

في كندا في عام 96وعندما كان يضايقني أطفالي كنت اصرخ فيهم على سبيل الدعابة يارب أعطيني الفرج من عند احمد فرج وكنت اقصد العقيد احمد فرج قائد معسكر خالد بن الوليد

 مع العمراني في متحف واشنطن امام كبسولة ابولو 11 التي هبطت على سطح القمر عام 69 

ووالد زوجة صديقي نبيل ال

نوبي خلال تلك الفترة 96 او 97 توفى احمد فرج  ومن كان برفقته من مدنيين وعسكريين في حادث سقوط مروحية عسكرية ومنهم محمد احمد اسماعيل الاحمر قريب الرئيس صاحب شعر الراس الابيض والذي سبق ورافقته في مهمة صحفية وتصورت معه في عام 99ذهبت الى كلية الجنكوين للتسجيل في دبلوم الإعلام ، فتعرفت على ستيف فوستر مسؤول القسم فامتحني  في اللغة الإنجليزية ، ونصحني ان أقرا كتابا أعطاني اياه لتحقيق درجة عالية في اللغة ستؤدي الى اعتماد الدبلوم الذي حصلت عليه من اليمن وبالتالي ادرس لمدة سنة وليس سنتين، وكنت قد لاحظت من اهتمام ستيف وحسن استقبالة وتلقائيتة في الحديث معي والحديث عن حياته الخاصة والشرق الأوسط ومشاكله رغبته في دعمي وتسهيل التحاقي بالقسم ، فأهملت الموضوع بعد التحاقي بالعمل الجديد الذي اخذ كل وقتي وكل طاقتي حتى عام 2003 عندما قررت زيارة فوستر ومتابعة عرضه ففتحت الصحيفة التي لم اقرأها منذ مدة واذا بصورته في صفحة الوفيات

(انظر موضوع ياسر عرفات قصة لقاء وصورة).

 

أمام جثة طلعت مرسي

تعرفت الى الأستاذ الصعيدي طلعت مرسي أثناء خدمة التدريس الإلزامي فd مدرسة معين الابتدائية 

 في مهرجان العالم العربي الخامس بمونتريال مع السفير د. عبد الله ناشر سفيرنا لدى كندا والسفير عبد الوهاب الحجري سفيرنا لدى الولايات المتحدة ، وعبد الله المنتصر  لحضور فيلم للمخرجة خديجة السلامي بعنوان المرأة اليمنية والانتخابات

والإعدادية 89/ 90، كان ملكيا اكثر من الملك ، يخزن أي يتناول أوراق القات ولا اجدع مخزن ، ومع انه في غربة وما عرفته عن الاخوة المصريين التوفير والاقتصاد في الصرفيات الى الحد الأدنى جدا جدا جدا إلا انه كان يصرف بتبذير ، وكما عرفت منه ان عنده شقة ثمرة غربته في ليبيا  فقلت وماله لما يصير معك شقتين ، رد : كفايه شقة واحده ، لا يحلو اليوم الذي لا يكون فيه طلعت في المدرسة ، الرجل الذي يضحك الصخر من قفاشاته وتعليقاته ،كان يؤكد عليّ مرارا وتكرارا أوعى ماتعزمنيش على فرحك يافتحي باشا ؟ وكنت أرد  يا خبر ودي تيجي أنت في رأس القائمة ياطلعت افندي ، وتزوجت ونسيت ان ادعوه ، فاعتذرت له ينساك الموت يا طلعت، فرد من بقك لباب السماء بس نعمل ايه بالعجز ده اوحش من الموت ،ذهب الى مصر لقضاء الإجازة السنوية فترك زوجته وأطفاله هناك وعاد بمفرده في تلك السنة 91 ،كان الوطن العربي يعيش حالة انقسام  فظيعة بين مؤيدي العراق وضده . ذات يوم جاء أحد المدرسين نحيف البنية وقصير القامة يكاد ان تطيره الريح في الهواء اسمه ن ق  لمشاكسته كما تعودوا منه ، فإذا به ينهره بقوله ابعد عن وجهي  الساعة دي فقد حلمت أمبارح باني دست صرصار بقدمي ، ومع أننا اعتبرناها نكته وضحكنا من الموقف إلا أنها كانت في غير محلها ، صرصار وجزمه؟! خير يا أستاذ طلعت مالك في شئ؟ لا أبدا بس حاسس بالضيق ! سالناه: يمكن علشان سبت الأولاد في مصر ؟ مش عارف يمكن! وبعد أيام قليلة مات وهو نائم، وليلة غسله وتكفينه أصريت ان أراه وهو ميت، كان مثل النائم ، مبتسما حتى كدت أقول له استيقظ يا طلعت وبلاش لعب عيال ، يا راجل خضيتنا عليك، ولا اجدع ممثل افتكرناك ميت بحق وحقيقه8

بين الوكالة والتربية والتعليم

وقد عزمت في عام 92  على ترك الوكالة ، تم فتح باب التوظيف في وزارة التربية والتعليم فالتحقت بالوظيفة الجديدة على أمل ترتيب وضعي في أسرع وقت ممكن ولأكون الفرد الرابع في عائلتي في مجال التربية فأخي مدير مدرسة وأختي وزوجتي مدرسات، الوقت الممكن استمر ثلاث سنوات كنت خلالها قد أصبحت

مع طلعت في حفل بالمدرسة بمناسبة انتهاء العام الدراسي 89/90

مديرا لإدارة التحرير الاقتصادي ومديرا لتحرير النشرة الاقتصادية في الوكالة ، ووكيل مدرسة ومعلم أول ثانوي في التربية والتعليم، وكان يومي عام 92 كالتالي: من العاشرة والنصف صباحا الى الثانية عشرة بعد الظهر لغة فرنسية في جامعة صنعاء، ومن الثانية عشرة والنصف الى الثانية والنصف لغة إنجليزية في المعهد اليمني الأمريكي للغة ، ومن الثالثة عصرا الى السادسة مساء في المدرسة مشرف ومدرس، ومن السادسة الى الساعة الثامنة في دبلوم الصحافة بجامعة صنعاء، ومن الثامنة مساء وحتى الواحدة صباحا في الوكالة، وفي الأخير سبع صنائع والبخت ضائع ، كما وصفني الصديق العزيز عبد الملك المخلافي الأمين العام السابق للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري

عندما كلفت بالعمل كوكيل لمدرسة الحمزة أحلتها في فترة قصيرة الى مدرسة نموذجية من خلال اللوحات الجدارية وهي مناظر طبيعية ووسائل تعليمية في نفس الوقت، وأعلام الدول العربية مع شعاري الجامعة العربية ومنظمة الأمم المتحدة وزراعة وتنسيق الساحة الخارجية ، وتنظيم الأرشيف والإدارة وفريق الكشافة ، بتعاون ودعم بلا حدود من رئيس مجلس الأباء رجل الأعمال عبد الجليل القليعي الذي تمسك بي عارضا التوسط عند عبد الله الضبي مدير عام مكتب التربية الذي رفض تثبيتي كوكيل لاعتبارات حزبية ، شكرته على عرضه واعتذرت كعادتي عن الوساطة ، وقد قال لي حسن المعاينه مدير عام مكتب التربية المساعد انه سئل اكثر مره.. أين ذهبتم بالوكيل حقنا؟، عندما نجحت في امتحان الخارجية عام 95 فرحت وتنفست الصعداء لأنني سأنتهي من هذا الوضع الغير قانوني والمزعج الذي كان يؤرقني ولكن كان هدفي البحث عن طريقة للخروج من اليمن في منحة دراسية حيث كنت اتعشم من خلال العمل بالتربية او مدير مكتب للوكالة في الخارج كما كنت اطمع من الوكالة(انظر حكايتي مع الخارجية)لهذا سعيت لدراسة اللغتين الانجليزية والفرنسية ، وكان الشوكاني مدير الوكالة ينصحني بان اخذ العملية خطوة خطوة وواحدة واحدة ، الدبلوم ثم الانجليزية ثم الفرنسية ، الغريب اني لم اخذ بالنصيحة فحصلت على دبلوم الصحافة بتقدير جيد جدا ،

مع عبد الله الضبي في تورنتو بعد اختيارنا كندا للهجرة والإقامة

 وبنفس التقدير كنت قد حصلت العام قبله على دبلوم السياسة الدولية ،وانهيت اللغة الانجليزية الى المستوى الخامس قبل الاخير في المعهد الامريكي بتقدير ممتاز والتي تتم معادلتها كدبلوم في القانون الوظيفي اليمني، والفرنسية مستوى واحد فقط (اكملت الدراسة في

مستويين بكندا الى جانب عدة دورات في مجال الكومبيوتر) فقد اصبت في تلك الفترة في راسي باصابات بليغة في حادث انقلاب سيارة ( انظر الرئيس علي عبدالله صالح مواقف وذكريات ومصافحة لم تتم ) فبدأت اشعر بصداع فظيع والآم في الرأس عندما افكر في شئ او احاول استرجاع معلومة او موقف الى ان تتملكني رغبة كبيرة في الصراخ ، ورغم تحذير الاطباء لي في الاردن والعراق من اجهاد الذاكرة لاني قد اصاب بانفجار في الدماغ قد يؤدي بي الى الموت او الشلل، الا انني وبعد ان ضربت بنصيحتهم عرض الحائط لازلت اعيش واجهد الذاكرة المتعبة المريضة ، واقاوم واظهر امام الكل بانني انسان طبيعي واتدارك اي موقف اقع فيه ويظهرني باني مربوش !

في اللجنة العليا للانتخابات

 بداية عام 93 وقبل بدء عملية القيد والتسجيل للانتخابات البرلمانية التي جرت في شهر أبريل / نيسان من نفس العام ، وقبل توزيعنا على المراكز الانتخابية في عموم الجمهورية، كان علينا ان نداوم على الحضور يوميا في مقر اللجنة العليا للانتخابات المكونة من ممثلي الأحزاب الرئيسية : القاضي عبد الكريم العرشي(مؤتمر شعبي) .. محمد سعيد عبد الله"محسن" (حزب اشتراكي)- محمد علي هيثم( مستقل) صالح منصر السيلي (حزب اشتراكي) راقية حميدان ( مستقلة) - جار الله عمر (حزب اشتراكي)- عبد الملك المخلافي  (تنظيم ناصري) - حمود الذارحي (إصلاح حزب إسلامي) طوال الفترة مراقبة ورصد، الكل تأتي بهم سيارتاهم الى باب المبنى الداخلي ، إلا هيثم الذي يترك سيارته عند البوابة الرئيسة ويأتي مشيا على الأقدام، بعد انتهاء الاجتماعات يخرجون من القاعة وهم يضحكون او يتبادلون الأحاديث التي في اغلبها نفاق  او التعليق على شئ مثلما كان يعلق السيلي المائع على المحامية راقية حميدان. كان هناك السيلي ومحسن المسؤولان السابقان لأمن الدولة ( المخابرات) في جنوب اليمن قبل الوحدة والأكثر دموية، هناك هيثم رئيس الوزراء في الجنوب 69- 71  والذي حاولت الجبهة القومية لاحقا اغتياله في مقر إقامته بمصر، هاهم خصوم الأمس في الشمال وفي الجنوب في مكان واحد

المخلافي ومعادلة الحمدي قادم

اطلع عبد الملك المخلافي رئيس تحرير الوحدوي على موضوعي الأسبوعي الجديد ، وتوقف طويلا عند معادلة الحمدي قادم ، في هذا الجزء من الموضوع تحدثت عن الممارسات التي كانت سببا في قيام حركة  13 يونيو/ حزيران التصحيحية ، وعودتها من جديد ، وبعد تقريبا ساعة من مغادرته لمبنى الصحيفة اتصل بعبد الله الخولاني سكرتير التحرير طالبا منه تغيير العنوان. فنشرت تحت عنوان معادلة طبعا هذا لم يرضين فذهبت الى المرحوم عبد الله سعد رئيس تحرير صحيفة الشورى لإعادة نشرها بالعنوان الأصلي، وانا في كندا وبعد إعادة الطاقية العسكرية التي تعرف بالفاروقية أعدت إرسال المعادلة في عام 97 فنشرت كاملة دون تغيير لا في المحتوى ولا في العنوان، وأكملت في الموضوع بتساؤلي السابق : هل لا يزال اسم الجمهورية العربية اليمنية على بوابة رئاسة دولة الوحدة في العاصمة صنعاء؟ الذي كنت قد تطرقت اليه وانا في اليمن بعد السجال بين الحزبين الحاكمين المؤتمر والاشتراكي باستخدام الأخير للقرطاسية التي كانت تستخدم قبل الوحدة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وكذلك الراية بألوانها الأحمر والأبيض والأسود والمثلث السماوي الذي تتوسطه النجمة الحمراء، والاتهام بالحنين الى ماض التشطير، فذكرت فيه الآية الكريمة من سورة البقرة تأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ، وان كان من وجهة نظري ان استخدام قرطاسية الشمال ورايته السابقة سهل جدا اذا كان الهدف فعلا توفير النفقات، التسمية بتغطية كلمة العربية فتصبح الجمهورية اليمنية ، والعلم بتغطية النجمة الخضراء فيصبح علم دولة الوحدة بألوانه الثلاثة الأحمر والأبيض والأسود

 ( صورة موضوع المعادلة في الأرشيف)، وعندما عملت كمراسل لصحيفة الدستور الأردنية للفترة من فبراير/ شباط  حتى يوليو / تموز 94  الأزمة بين الحزب الاشتراكي والمؤتمر الشعبي ثم الحرب ومحاولة الانفصال حرصت على نقل كل الآراء والاتصال بكل الأطراف ونشر المعلومات بتجرد وحيادية وان كنت في أعماقي مع الوحدة ودولة النظام والقانون (بعض التقارير في الأرشيف)

 

حلم الماجستير والدكتوراه

مع الطائي

كلفت من الوكالة في يناير 94 بزيارة للترويج للنشرة الاقتصادية والاستفادة من تجارب أربع وكالات عريقة للأنباء في مجال التحرير الاقتصادي في الأردن والعراق سوريا ولبنان، التقيت بعبد الله العُتوم مدير وكالة الأنباء الأردنية (بترا)،  وعدي الطائي مدير وكالة الأنباء العراقية (واع)، ود. فائز الصايغ مدير وكالة الأنباء السورية (سانا ) حاليا رئيس تحرير صحيفة الثورة (عندما استقبلني في مكتبه بدلا من ان نتكلم عن الوكالتين سالني بطريقة مخابراتية عن الوضع والحالة في العراق) ورفيق شلالا مدير الوكالة اللبنانية الوطنية للإعلام الناطق الإعلامي باسم الرئاسة في لبنان حاليا،في الأردن وكان قد تم قبولي كمراسل لصحيفة الدستور الأردنية في اليمن بادئا عملي الإضافي الجديد بتغطية الأزمة اليمنية بين المؤتمر الاشتراكي  والمؤتمر الشعبي العام من مقر الصحيفة بعمانّ ، فكانت الدستور أول صحيفة تنشر خبر اتفاق أطراف الأزمة في اليمن على اللقاء في العاصمة الأردنية بعد ان ابلغني به احمد جابر عفيف عضو لجنة الحوار الذي اتصلت به ، كما اتصلت ايضا بالشيخ سنان ابو لحوم. في العراق اغتنمتها فرصة لمتابعة علاجي من جراء الحادث الذي تعرضت له عام 93، وأيضا إجراء الفحوصات الطبية لوالدتي ، وتقديم أوراقي الى كلية الأداب بجامعة بغداد لدراسة الماجستير في الصحافة ، وبعد القبول المبدئي من د. عبد الستار جواد عميد الكلية ، بدأت البحث عن السكن بمساعدة زميلي دراستي الجامعية بكلية التجارة والاقتصاد جامعة صنعاء جلال فقيرة و علي عزان اللذين ابتعثا من كلية التجارة لتحضير الماجستير والدكتوراة، ودعوة زوجتي للحاق بي الى بغداد مع ابنتاي رشا وخلود، على ان أتابع مخصصات المنحة في وزارة المالية عند عودتي الى اليمن، عدت وقد أصبحت الأزمة اليمنية اليمنية على شفى الحرب ،  وبعد توقف الحرب في يوليو/ تموز 94 توقف كل شئ وتبخر كل شئ، فقد أوقفت كل المخصصات المالية 

 مع د. الصايغ

للمبتعثين ، كما حصلت على قبول آخر من جامعة الخرطوم في السودان، ولازلت احتفظ في ارشيفي في اليمن بتعليق د. محمود جمال استاذ الاعلام في قسم الاعلام بجامعة صنعاء  على بحث لي فقد اعجبته منهجيتي وطريقتي

 العلمية في البحث ونصحني بمواصلة الدراسات العليا

 

( نص رسالة القبول في الأرشيف)

 

القائم بأعمال رئيس الوزراء والمافيا المتخلفة

مع شلالا

أثناء الحرب عام 94 وبعد إقالة حيدر العطاس من منصب رئيس الوزراء  بتهمة محاولة الانفصال، تم تكليف د. محمد سعيد العطار بالقيام بأعمال رئيس الوزراء، الذي قرر ا

ن يلتقي مندوبي وسائل الإعلام أسبوعيا على أمل ان يثبت في هذا المنصب، وكان المفروض ان تتناول وتدور الأسئلة حول موضوع الاقتصاد كما طلب منا، ولكن عندما جاء دوري للسؤال ولكون المؤتمر سيتم بثه تليفزيونيا، قلت له ان سبب مصيبة البلد وتخلفة ودورانه في نفس الحلقة المفرغة هي المافيا ، المافيا في كل شئ في حياتنا ؟ فرد لي عليّ بعبارة واحدة : المافيا عندنا مافيا متخلفة ! ، وكنت قبل ذلك قد التقيناه انا والزميل محمد راوح في مقابلة للنشرة الاقتصادية

شرطي المرور  وتأزيم العلاقات اليمنية الامريكية

مع رشا وخلود بجانب سيارة الامريكيين المزعزمة

  عام 94 اشتريت من زميلي في الوكالة العتمي سيارة فرنسية الصنع ماركة رينو بدون جمارك ووعد بانه سيتابع المسالة اي الجمركة لياخذ لوحة الاقام المؤقتة التي عليها فلم يفعل بالصورة السريعة التي كنت اريدها، وانا عائد من المعهد الامريكي للغة الانجليزية اوقفني شرطي المرور ليحرر لي مخالفة لان هذه اللوحات اكل عليها الدهر وشرب فاعجبت بنباهته ودقته، واريته بطاقتي كطالب بالمعهد مكتوبة باللغة الانجليزية وقلت له: هذه السيارة تابعة للمعهد الامريكي وبتصرفك هذا ستؤدي الى ازمة في العلاقات بين اليمن وامريكا وانت تعرف عواقب هذا، كنت اتوقع الا يدخل هذا الكلام الكبير راسه، و ان يسالني اهذه السيارة الكحكوحة المكسرة تابعة للامريكيين

ومع ذلك يرد عليّ بالعبارة التي نسمعها كثيرا في قارات امريكا واوربا واستراليا 

" I don’t care اي دونت كير ..اي مايهمنيش

لماذا يخيفنا كل مايكتب بلغة اجنبية حتى لو كانت بطاقة طالب ؟

  

 وبعد ايام تم جمركتها ومشي الحال ، وعلى فكرة منذ اول سيارة اشتريتها  عام 83 نوع فولكسواجن ماركة بيتل (الخنفساء) (هذه السيارة الشعبية والمفضله لدى ياسرعرفات-معمر القذافي-ابراهيم الحمدي)استمرت معي شهرا واحترقت الماكينة وهذه اي كلهن من النوع البسيط والموديلات القديمة والمتهالكة كدليل على البساطة والبطاطا معا والتي تجعل بينك وبين الذي من حولك الفه وصداقة من خلال الطلب منهم بدفع السيارة عندما تتوقف في الشارع وما اكثر التوقف!

 

موسم الهجرة من سبأ

 

بيني وبين الصحفي اللامع احمد محي الدين صداقة واحترام كبيرين ، ولم اكن أتمنى ان أكون سببا في إعفائه من عمله كمدير لادارة الرقابة الصحفية بدرجة مدير عام خاصة وأنني احمل له جميلين لموقفين سابقين تجاهي، الأول عندما وقف الى جانبي في التحقيق معي بتهمة

 صحيفة الثورة  العدد 11430 وتأريخ 27/2/1997

 إحراق الوكالة ، والثانية عندما أثار في الصحف الإهمال الذي تعرضت له في المستشفى بعد الحادث الثاني عام93 ، بعد مغادرتنا اليمن عام 95 انا والصحفي احمد الجلال الى كندا وامريكا ، كتب في صحيفة الثورة موضوعا عن موسم الهجرة من سبأ اتهم فيه الإدارة بتسهيل خروجنا او بالاحرى هروبنا، فاعفاه  مدير الوكالة من منصبه.

 

 

بجانب طائرة الرئيس

عند زيارة الرئيس علي عبد الله صالح الى كندا  في مارس / آذار 2000رافقه الزميل حسين العواضي رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية سبا ( وزير الإعلام حاليا) ضمن من رافقة من كبار المسؤولين وقادة الأحزاب ووسائل الإعلام المختلفة ، ومنذ أول يوم حطت فيه رجل العواضي في أوتاوا وهو يبحث عني حتى التقينا صدفة في حفل الإفطار الصباحي الذي أقامه على شرف الرئيس د. عاطف قبرصي رئيس المجلس الوطني للعلاقات العربية الكندية في مبنى البرلمان، أخذني معه في سيارة الإعلاميين الكنديين المكلفين بتغطية الزيارة الأولى لرئيس يمني ، ذهبنا الى مبنى الحاكم العام حيث قام الرئيس ترافقه أدريان كلاركسون الحاكم العام لكندا بزراعة شجرة الصداقة التي علق عليها العواضي بقوله الآن من حق أي يمني ان يزور كندا لزيارة الشجرة التي زرعها رئيسنا، ورد زميل آخر والحال هذه اذا ستتجنب كندا دعوة الرئيس الصيني، فرد ثالث العالم كله في كندا بدون شجرة ، وصلنا الى المطار على ان أودعهم عندا البوابة وقبل الدخول الى صالة

مع عقيل الصريمي الاول من اليمين وحسين العواضي- علي الرعوي في مطار اوتاوا لدى توديع الرئيس بعد زيارته الى كندا في 28/3/2000  

التشريفات الخاصة  والى عند الطائرة وبسبب الانشغال بالحديث والتنكيت ، وجدت نفسي وجها لوجه أمام الطائرة  وأمام السفير مصطفى نعمان الذي استغرب وجودي في هذا المكان ، تمالكت أعصابي وودعت الزملاء  بكل هدؤ ظاهري و بقلق داخلي ، خاصة مع وجود البوليس الفيدرالي الكندي عند مدخل الصالة ، وبإبلاغي من قبل فريق الإعلاميين الكنديين بأنهم  لن يعودوا الى أوتاوا اللحظة بل بعد ساعتين او اكثر وقد يتطلب الأمر إبراز الهوية قبل مغادرة قاعة كبار الزوار ، وانا معارض للحكومة وعلى بعد أمتار قليلة من الرئيس بل وبجانب طائرة الرئاسة ، وبسبب استعجالي فقد وضعت سيارتي على الشارع لعدم وجود مكان في مواقف السيارات القريبة من مبنى البرلمان والعداد لمدة ساعتين فقط  وانا صار لي اكثر من ثلاث ساعات وحتما أكون قد حصلت على مخالفة فجأة لمحت سائق السفير الصديق تن او عشرة كما نداعبه وهو من لاوس، الذي سيعود الى أوتاوا بمفرده بعد ذهاب السفير مصطفى مع الرئيس والوفد المرافق الى مدينة كاليجاري حيث مقر شركة كنديان نيكسون الكندية للنفط التي رتبت الزيارة ، فغادرت المطار بسيارة السفير ولم يمانع تن ان اركب بالخلف وخرجت من مأزق ليش وكيف لو كان سيحصل!  

عبد الودود المطري(الواد الشقي اليمني)

طلبت مساعدة صديقي الصحفي الكبير عبد الودود المطري الواد الشقي محمود السعدني اليمن المقيم في مصر الذي اقدر له موقفين سابقين نحوي، الأول عندما هنأني بالسلامة من الحادث الثاني عام 93 في صحيفته الراصد الأسبوعية، واصفا نجاتي بالأعجوبة، والثانية في منتصف عام 2000 عندما كتب في عموده الأسبوعي بصحيفة الوثيقة  التابعة للمعارضة اليمنية التي كانت تصدر في قبرص ،  و ضمني الى قائمة من المبدعين بينهم رجال سياسة ، وأساتذة جامعات، طفشتهم الحكومة، وخيب ظني في طلبين: رفض مساعدتي في الوصول الى مصدرين لازمين للكتاب عن الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي في مجلة آخر ساعة ، وصحيفة الأهالي المصريتين عندما كانت النية في البداية نشر مواضيع هذا الموقع في كتاب، والثانية عدم تحمسه لتزويدي بصورة من الموضوع الذي كتبه عني في الوثيقة حيث فقد مني هذا العدد من الصحيفة

تجربة الكتابة بأسم مستعار

كونها المرة الأولى التي اكتب فيها في صحيفة الوثيقة التابعة للجبهة الوطنية للمعارضة اليمنية موج التي تطبع في قبرص ورئيس تحريرها احمد الجبيشي، الموضوع الذي نشرته إعادة للغة الأرقام بين جمال عبد الناصر وإبراهيم الحمدي والذي سبق لي نشره في صحيفة الوحدوي الناصرية، اما الجديد فكان مقارنة رقمية بين علي عبد الله صالح وصدام حسين، احترت في الاسم حتى استقريت أخيرا على توليفة من اسمين لصديقيي العزيزين السابق ذكرهما د. جلال فقيرة من أبناء الحديدة،  ود. علي عزان(العزاني) من البيضاء ، وكانا في تلك السنة 1996 لا يزالا في مرحلة الماجستير في جامعة بغداد بالعراق ، فأصبحت جلال العزاني من كندا، بعد ذلك وفي أعداد لاحقة من الصحيفة كتبت باسمي الحقيقي فقد وجدتهم في موج والصحيفة يقولون اخطر مما أقوله( نص الموضوع في الأرشيف) حسن اللوزي مثلا وزير الإعلام والسفير سابقا كانت يكتب في صحيفة الثورة من حين لآخر باسم مستعار عبد الإله المحفدي ، والرئيس اليمني الراحل عبد الفتاح إسماعيل كان يوقع قصائده الشعرية التي غنى معظمها الفنان محمد مرشد ناجي باسم" ذو يزن" ، والأديب وزير الثقافة وشؤون الوحدة السابق راشد محمد ثابت كان يوقع قصائده الشعرية باسم" ذو ريدان".

 

مع السفير عبد الغني النعيم

مع د. اندريه سكاف في الوسط والسفير عبد الغني الأول  على يسار الصورة

في شهر نوفمبر / تشرين ثان 1998 وكنت يومها نائبا لرئيس تحرير مجلة الوطن التي تصدر في اوتاوا لبيت انا والصديق رشدي الباشا رئيس تحرير الملتقى العربي الذي جاء خصيصا من تورنتو دعوة السفارة اللبنانية لحضور حفل الاستقبال بعيد الاستقلال وعلى هامش الدردشات وعبارات المجاملة التقيت في طريقي بين المعازيم بشاب سوداني يملك وجها طفوليا بيبي فيس، اعتقدت انه طالب في الهاي سكول او عامل حي الله في أي مكان جاء الى الحفل برفقة صديق فقد كان ضيوف السفير د. عاصم جابر سفير لبنان وعميد السلك الدبلوماسي العربي من مختلف طبقات المجتمع سفراء، وأساتذة جامعات ورجال أعمال، وعمال ورش ومحطات بنزين وموصلي بيتزا... الخ، وكان بحق ابن نكته بصحيح ، فبدأنا بدون سابق إنذار او تمهيد نعلق على الحضور وخاصة فريق الهجامة الذين قاموا بالتهام ثلاثة أرباع الطعام المقدم للضيوف بنظام البوفيه المفتوح وكأنهم جاؤوا من مجاعة، كل ذلك ولم يعّرف أحدنا نفسه للآخر، فبدأت ادخل فيه شمال يازول كذا وكذا ، وعندما أدرك رشدي الذي كان على طاولة أخرى تطور الحديث بيننا وكان الى جانبي د. اندريه سكاف أستاذ الهندسة بجامعة اوتاوا، دخل الى منتصف الدائرة بيننا  ليعرفنا ببعض ..أخ فتحي اقدم لك السفير عبد الغني عوض الكريم النعيم القائم بأعمال سفارة السودان لدى كندا ، فساد الصمت وانسحبت بهدؤ، ومع أنها ربطت بيننا صداقة بعد ذلك إلا أنها اتسمت بالوقار من جانبي والمشاكسه من جانبه، ولم تنفع محاولاته لجري الى مشاركته التنكيت والتعليقات الساخرة عندما نجتمع في مجلس او لقاء ، ذات مره نظمت قصيدة طريفه بالمسؤول المالي في السفارة عبد الله الجبوبي  على حد قوله كادت ان تميته من الضحك ، كتبتها باللهجة الخبانية المحببه ( يطلق على المنطقة الواقعة بين محافظني اب وذمار  بخبان ومواطنيها بالخبينه ) فطلب مني عبد الله ان اكتب قصيدة فكاهية طريفة بالسفير مصطفى النعمان فوافقت على ان تظل غير قابله للنشر ، وكعادتي في بعض الخواطر التي لا احتفظ بنسخ منها وعلى اقل تقدير أتذكر منها بعض الأبيات فقط: فقد بدأتها ب : أعوذ بالله من الشيطان  من السفير النعمان . كانت سكرتيرة السفير بنت حلوه  اسمها سالي فقلت في ذلك:

 لان سكرتيرة السفير سالي   فالسفير سالي ، وكون السفير النعيم كان صديقا حميما لمصطفى وكان يتواجد في السفارة اليمنية اكثر مما يتواجد في سفارة بلده فقد وصفت هذه الحالة ب:

اما السفير النعيم      فهو سفير السودان      لدى السفير نعمان

9/8/2001 مع رشا وخلود في بروكلين ولاية نيويورك وتبدو في الخلف ناطحات السحاب في مانهاتن وبرجي مبنى مركز التجارة  الدولي قبل ثلاثة اسابيع من هجمات 11 سبتمبر

بالمناسبة عبد الغني كان بليغا في اللغة العربية ،  ورائعا وهو يتحدث الإنجليزية والفرنسية

الجالية اليمنية في المهجر وعبق الوطن واللص اليمني

 من عادتي كلما سافرت الى بلد او مدينة بها جالية يمنية ان اذهب أتحسس الوطن في الأزقة والحارات، والقهاوي التي نصنعها في أي موطئ قدم نطاله، أتلمس وجوه أبنائه في هجرتهم المؤقتة، حتى القراطيس الملقاة على الشوارع ولحظات ما بعد القات كما هي في شارع ديكس بديربورن ميتشغن لا تغيظني، أسماء المحلات التجارية، المطاعم، محلات بيع أشرطة الكاسيت والفيديو، النوادي، في بروكلين وبرونكس وبافلو نيويرك وشيكاغو الينوي وكليفلاند اوهايو وفرجينيا وحتى نورث وجنوب كارولينا جميعها تنقلني بسرعة تفوق سرعة البرق الى شوارع وحارات اليمن، ولكن في بريطانيا عام 2000 أثمر بحثي

مع عميد الجالية اليمنية بولاية ميتشغن علي بلعيد، والى يساري رجل الاعمال سعيد حيدره

 المضني عن يمني بسبب إغلاق السفارة اليمنية بلندن أبوابها بسبب أعياد الميلاد عن يمني، ويمني من طراز فريد فقد التقيت بشاب فاقد لنصف أسنانه الأمامية وعلاوة على ذلك فهو لص ، وقد انزعجت لأني صافحته بعد ان قام وزميله من المغرب العربي بسرقة أشياء من محل تجاري كنا انا و الصديق علي المانع أمامه، وفي مدينة ديربورن بولاية ميتشغن الامريكية زرت قسم الشهيد ناجي ضيف الله في المتحف الوطني العربي الامريكي ( افتتح في مايو 2005 وجدير بكل العرب الامريكيين وكل من يزور امريكا ان يزوره) والذي يحوي سريره وحاجاته الشخصية البسيطة من ملابس وسجادة للصلاة وآيات قرانية على الجدار وراديو وحقيبة ملابس ، هذا المهاجر اليمني البطل الذي قاد عام 73 انتفاضة عمال المزارع بكاليقورنيا ضد الجشع والاستغلال وامتهان كرامة الانسان وقد قتلته الشرطة الامريكية

في ضيافة ضيف الله

ا 
مع رآية يهودية امريكية يمنية في كليفلاند    

 

 

أول مخالفة في حياتي وأمام البيت الأبيض الأمريكي

 مع رشا-خلود- يحي- عهد- يزن أمام حديقة البيت الأبيض في العاصمة واشنطن دي سي

بعد قضاء أسبوعين انا والعائلة في نيويورك وواشنطن دي سي في أغسطس / آب 2001، أردت ان اختم زيارتي بالتقاط صور تذكارية أمام أهم المعالم الرئيسية في المدينة كمبنى الكابيتول ( الكونجرس) والبيت الأبيض ، ولأنها كانت ساعة الذروة( الرش أو رز) فكل المداخل حول المبنى والمجاورة له  اما ممنوع الدخول او حتى الانعطاف في الاتجاهين، فلم أجد أمامي من بد إلا ان دخلت في شارع ممنوع اللف فيه جهة اليسار أثناء الذروة ولأكون وجها لوجه مع الشرطي فكنت كالنقطة البيضاء في الثوب الأسود، وحرر لي أول مخالفة في حياتي.

 

 

مهرجان عربي .. إحراج واهتزاز مصداقية

 

استضاف مهرجان العالم العربي الثالث الذي يقام في عاصمة كندا الثقافية مونتريال  ويعتبر اكبر تظاهرة ثقافية وفنية في أمريكا الشمالية سفيرة اليمن الى المهرجانات الدولية المخرجة والإعلامية القديرة الأخت خديجة السلامي ، وبهذه المناسبة دعا المهرجان أيضا الأستاذ/ حسين العواضي وزير الإعلام، وبدأت الترتيبات لهذه الزيارة على مستوى المهرجان ومع المؤسسات الإعلامية الكندية والعربية ، ونزلت الإعلانات لأكثر من عدد في الصحف عن المحاضرة التي سيلقيها الوزير ضمن فعاليات المهرجان في منتدى المستقبل  عن تطور الإعلام في اليمن، وبهذه المناسبة نشرت موضوعا في المستقبل بعنوان مهرجان العالم الثالث: وجهان من اليمن ( نص الموضوع وإعلان محاضرة الوزير في الأرشيف) وكلما توسعت في برنامج زيارة الوزير يؤكد لي السفير مصطفى نعمان بان الوزير لن يأتي ، وفعلا حضرت خديجة ولم يحضر الوزير الذي لم يحصل على الفيزا من السفارة الكندية بباريس بصورة مستعجلة حيث اشترط الكنديون ان تخضع للإجراءات القانونية والتي قد تستغرق من اسبوعين الى ثلاثة وستطول الى ما بعد نهاية المهرجان، وكان الموقف محرجا لي وللدكتور علي حويلي رئيس منتدى المستقبل الذي يستضيف كبار المسؤولين والمفكرين خاصة بعد

السفير مصطفى نعمان وابنه عبد العزيز والدكتور قيس غانم وأنا ورشا وخلود ويحي وعهد في استقبال خديجة بمونتريال

التبليغ بالحضور من عدد كبير من فعاليات مونتريال  من دبلوماسين ومثقفين وإعلاميين وغيرهم، وبصراحة عدم تحمس السفير لمشاركة الوزير هي السبب في الموقف المحرج الذي حصل، وقد ترك لي الوزير رسالة صوتية في تليفوني عن التعقيد في الإجراءات الذي حصل من السفارة الكندية بباريس والذين لم  يهتمو بدعوة المهرجان الذي ترعاه رئيسة البرلمان في مقاطعة كيبيك الكندية الناطقة باللغة الفرنسية لويز هاريل ويفتتحه رئيس وزراء المقاطعة برنار لاندري وكبار الشخصيات الكندية ورو ساء البعثات الدبلوماسية العربية  وعدد كبير وكبير جدا من المهتمين ولم يحترموا درجة الوزير ولا الجواز الأحمر الدبلوماسي ولم يعتمدوا رسالة قنصلهم الفخري في اليمن عبد الملك زباره  ولا اتصال سفير اليمن بفرنسا ويعتذر عن أي إحراج يكون قد سببه لي. يوم الافتتاح سألتني خديجة أين الجالية اليمنية فأشرت بإصبعي الى أطفالي ، وسألتني ماذا اقصد؟ أجبتها هؤلاء نيابة عن الجالية فابتسمت بمرارة، ولهذا قررت ان اعمل المستحيل لأقيم لها فعالية في أوتاوا وكانت على هامش مشاركتها للمرة الثانية في مهرجان العالم العربي الخامس 2004، لم يصدق نائب السفير عبد الله المنتصر أنني أقنعت خديجة بالحضور الى أوتاوا وكلفتني بالترتيبات رغم اني لازلت في الأسبوع الأول لوفاة والدتي يرحمها الله فكان الاتصال  والتنسيق معها مباشرة، استضفناها في أوتاوا في ليلة ثقافية رائعة رعاها الأخ السفير د. عبد الله عبد الولي ناشر وجمعية الخريجين الجامعيين العرب الكنديين تم فيها عرض فيلم عن حياة اليهود في اليمن ، وتوقيع كتابها الجديد دموع سبأ، وفي ليلة العشاء تعمد المنتصر تعقيد عملية حضوري لتناول العشاء معهم وعندما اصرت خديجة على معرفة سبب عدم انضمامي لهم في تلك الليلة اخبرتها بالحقيقة فزعلت واستغربت ان يتم ذلك معي وانا صاحب الفضل في الاعداد والترتيب لتلك الليلة ! حكمتي المفضلة التي كانت ولازالت بيت شعر للدكتور المقالح من قصيدة العبور تمجد نصر 6 اكتوبر/ تشرين اول 73"  وددت لو كنت يوما في مواكبهم     او كنت جسرا حينما عبروا والحكمة الاخرى كل مايلزم البيت يحرم على الجامع ، ولكنها عندي مشقلبه:  فكل مايلزم الجامع يحرم على البيت  

الحرب في العراق لم تبدأ بعد

 

  في حفل الغداء الذي أقمته على شرف استاذي وصديقي العزيز د. احمد باسرده أستاذ الصحافة وعميد كلية الإعلام بجامعة صنعاء سابقا الأول من اليمين والى جانبه السفير السوداني عبد الغني عوض الكريم- السفير مصطفى نعمان - الصحفي احمد مراد

بدأ النقاش الذي ظل مفتوحا بيني وبين السفير مصطفى نعمان وكيل وزارة الخارجية اليمنية لشؤون أوربا والأمريكيتين حاليا، والصحفي الفلسطيني احمد مراد حول الوضع في العراق، فبعد مهلة الرئيس الأمريكي جورج بوش لصدام حسين بالرحيل ، قلت لهما بأن العراق مستنقع صعب الغوص فيه وسيكون بالنسبة للأمريكيين مثل فيتنام بل ممكن اكثر فاستخفا بتحليلي ، ثم تم الغزو  واسقط صدام فسألني مصطفى

ما رأيك وقد اسقطوا صاحبك ؟ فأجبته بأن الحرب لم تبدأ بعد فاستخف بي للمرة الثانية ، واليوم لازلت عند رأيي

 يادرش بان الحرب الحقيقية في العراق لم تبدأ بعد ؟

( انظر في الأرشيف موضوع ما قبل الكارثة صدام حسين)

الن سان هيليير

 

مخرج ومؤلف ومصور فرنسي استقر في كندا يقيم في مدينة مونتريال، تعود علاقته باليمن الى عام 1973 عندم

  من اليمين عبد الغني النعيم سفير السودان لدى كندا- تيم ماكنتوش سميث- الآن سان هيلير- د. ناجي شاوي

ا زارها  في عهد الرئيس القاضي الارياني لإنجاز فيلمه الوثائقي الأول باللغة الفرنسية" يمن"، ثم تكررت الزيارات . عام 1976 زار اليمن في عهد الرئيس الحمدي وشارك في احتفالات عيد الثورة ، والتقط بكاميرته الفوتغرافيه  العديد من الصور المختلفة واختيرت إحداها كصورة رسمية للحمدي لعام 1977، عندما التقيت به للمرة الأولى في ليلة خديجة السلامي  في مهرجان العالم العربي الثالث كما يحلو لي تسميتها، أعجبت بلغته العربية المكسرة والكلمات باللهجة اليمنية الدارجه واطلاعه على تاريخ اليمن، وكم يعجبك وهو يتكلم عن بيت الارياني وبيت ابو لحوم وعبد الله الحجري وإبراهيم الحمدي واحمد الغشمي  والقات والسلتة والمناطق اليمنية التي زارها منطقة منطقة، وعرفت من أين جاء بكل تلك المعلومات عندما لبيت دعوته بزيارتة في منزله بمونتريال ردا على زيارته وزوجته طبيبة الاسنان د.دانيال صفير العربية الأب والفرنسية الأم  والمولودة في فلسطين لي في أوتاوا ، ووجدت صورة إبراهيم الحمدي لعام 77 التي ظلت مطبوعة في ذاكرتي منذ الصغر أنها بكاميرته كما أهداني مجموعة من الصور التي تنشر للمرة الأولى( انظر الرئيس اليمني الراحل إبراهيم الحمدي)، ، الآن ألف وشارك تأليفا بالكلمة وبالصور التي التقطها في العديد من المؤلفات عن اليمن ، كما خصص جزءاً من منزله كمتحف يمني عرض فيه الأزياء والتحف والمشغولات اليمنية التي اقتناها هو وزوجته د. دانيال،  يعود الفضل اليه في دعوة المخرجة والإعلامية اليمنية خديجة السلامي للمشاركة ولمرتين في مهرجان العالم العربي الذي تحتضنه عاصمة الثقافة الكندية مونتريال كونه عضوا رئيسيا في اللجنة التحضيرية للمهرجان ، في الأمسية الثقافية التي أقامها السفير د.  عبد الله ناشر بمناسبة اختيار صنعاء كعاصمة للثقافة العربية عام 2004 التقى فيها اثنان من محبي اليمن المؤلف والرحالة البريطاني  تيم ماكنتوش والمخرج والمؤلف الآن سان هيلير الذي أهدى صنعاء عبر سفارتنا بكندا مئات من الصور الرائعة والفريدة تعود الى بداية فترة السبعينات، كما يعد  الآن حاليا لفيلمه الثاني عن اليمن، بالإضافة الى موافقته وترحيبه بإخراج فيلم عن تاريخ الهجرة اليمنية الى كندا، واعداد ميزانيته، تم تكريمة في المهرجان اليمني الثاني عام 2003.( انظر موافقة وزارة تعدد الثقافات الكندية على دعم الفيلم في الارشيف)

 

اول مهرجان يمني في اوتاوا

  

د.ناشر والمخرج سان هيليير مع المخرج بدر في اوتاوا في ليلة عرض فيلمه : يوم جديد في صنعاء القديمة

وردت الى بريدي الاليكتروني رسالة باللغة الانجليزية من يمني من محافظة لحج قدم نفسه اليَ بانه بدر الحرسي وشهرته بدر بن حرسي من مواليد بريطانيا ولم اهتم بسؤاله من اين اتى ببريدي الاليكتروني كما يفعل البعض عندما ترسل اليه برسالة تعارف او تهئنه بمناسبة معينه، فرديت عليه باللغة العربية وكان يجيبني بالانجليزية واكتشفت انه يتكلم ويقرا العربية واستمرينا على هذه الحال لفترة حتى اسر لي بانه من جراء تاثره بالفيلم الامريكي قواعد الاشتباك رولز اوف انجيجمنت من انتاج هوليوود الذي اساء الى اليمن والشعب اليمني والامة الاسلامية جمعاء والذي وصفته السفيرة الامريكية باليمن وقتذاك باربرا بودين بانه فيلم غبي ومهين

تم تصوير الفيلم في المغرب وقدمت اللهجة المغربية على انها لهجة يمنية) ( انظر رد المركز اليمني على هذا الفيلم في الارشيف)فانه قام بعمل فيلم مضاد اسماه الشيخ الانجليزي والجنتلمان اليمني ليبين فيه طيبة وسماحة اليمنيين وترحيبهم بالاجنبي (الفيلم يتناول حكاية الشيخ الانجليزي وادى دوره الكاتب والرحالة البريطاني تيم ماكنتوش سميث الذي يقيم في اليمن منذ اكثر من خمسة و عشرين سنة ويتكلم اللهجة اليمنية والصنعانية تحديدا بطلاقة بينما مثل بدر دور الجنتلمان اليمني الذي ولد ونشا خارج بلده الاصلي وعندما عاد في زيارته الاولى لوطنه كيف قام هذا الانجليزي الذي حط رحاله في اليمن بدلا عن بلده الاصلي بريطانيا والذي اصبح يعرف كل مناطق اليمن ان اخذه في جوله سياحية) ان يقوم بشراء عرض الفيلم من الشركة الموزعة الفيلم العربي في مدينة سياتل الامريكية فرحب ولكنه اشترط ان يراه اولا وكان صعبا ذلك، فذهبت الى مصطفى نعمان سفير اليمن في كندا الذي وضع العصا في عجلات العربة كما يقولون عندما اخبرني بان عمة بدر هي احدى زوجات الامام البدر اخر ملك في اليمن الشمالي الذي اطيح به عام 1962

 

 

البعداني

بدا التحضير للمهرجان الثاني لعام 2003 وتم فيه تكريم المخرج الكندي الان سان هيلير، وعرضت فيه لوحات للفنانة التشكيلية اليمنية ليلى بن بريك المقيمة في تورنتو وراينا ان نستضيف الفنان سفير اليمن الى العالم العربي الموسيقار احمد فتحي كاول فنان يمني يقيم حفلا غنائيا في كندا ارسلنا له بالفاكسات واتصلنا به ورد علينا وتحمست اكثر من جهة عربية للاحتفاء به وتكريمة وزاد على ذلك مشكورا السفير مصطفى نعمان برسالة ودعوة شخصية له ولكننا فشلنا في تلبية شروطه، فتم استضافة الفنان والمغترب اليمني في الولايات المتحدة عبدالاله البعداني الذي غطينا جميع المحلات العربية بالملصقات المعلنة عن حفلته الغنائية ضمن فعاليات المهرجان الثالث الذي اقيم على مدى يومين في ديسمبر 2005 تحت عنوان: ليلة عربية من اليمن السعيد وتم فيه تكريم الاعلامية اليمنية والمخرجة القديرة خديجة السلامي، وفي هذا المهرجان دعونا اخوة من ولاية ميتشغن عميد الجالية اليمنية هناك علي بلعيد وجمال مجلي وغيرهم ومن نيويورك عبدالسلام مبارز ، في الليلة الاولى تم عرض فيلم سان هيلير الجديد اليمن بعد ثلاثين سنة وكانت ناجحة بامتياز اما الليلة الثانية الفنية ففشلت بامتياز وكنت في شهر اغسطس 2005 قدقمت بزيارة خاصة لزميل الدراسة الجامعية الصديق الفنان التشكيلي اليمني محمد الهبوب لاقناعه بالمشاركة في المهرجان ففشلت كما فشل السفير د. عبدالله ناشر في ثنيه عن قراره بطلاق الرسم والتوقف عن اقامة المعارض وهو الذي جاب في السابق الكثير من دول العالم لعرض لوحاته في مهرجانات دولية عربية واوربيةوامريكية ورجوناه ان لايكون قراره بالثلاث وان لايدع العنكبوت ينشر خيوطه على فرشاته او تتجمد الوانه انظر: اللوحة الرائعة ارض الجنتين المهداة من الفنان الكبير في ديوان اغنية اسمها يمن في قصيدة كلمات حب للوطن

ا..

 

العيش والملح بين السلطة والمعارضة

من اليمين د. حازم شكري – عبد الله الجبوبي- عبد الله المنتصر – المهندس محمد القصوص- سليمان مسعود

 

  لأستاذ سليمان ناصر مسعود عضو مجلس الرئاسة واحد المطلوبين في قائمة ال16 الى جانب علي سالم البيض الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي الذين حاولوا في عام 1994 إعادة الأوضاع الى ما قبل الوحدة اليمنية عام 1990، ود. حازم شكري الأستاذ الجامعي، ووزير التأمينات والشؤون الاجتماعية في الحكومة المعلنة في جنوب اليمن لمدة شهرين، وعبد الله المنتصر نائب السفير اليمني لدى كندا، والمهندس محمد القصوص مدير عام المواصلات السلكية واللاسلكية السابق التقوا جميعا على مائدة الغداء في منزلي ، اجتمعت السلطة والمعارضة على مائدة طعام واحدة، لم نتكلم في السياسة أبدا، جمعنا أكل العيش والملح ، وحب اليمن ولكن كلا على طريقته !

مهرجان الشهيد وأغنية اسمها يمن

 

مع اليكسا ماكدونا عضوة البرلمان الكندي والرئيسة  السابقة لحزب الديمقراطيين الجدد وعلي يمينها برهان الشحروري وعلى يساري خالد قاسم

تعود معرفتي بالأخ الفنان المبدع موسيقار المهجر الكندي بسام النصيري  المعروف فنيا باسم بسام نصري الى بداية عام 97 عندما التقينا في اجتماع رابطة الفنانين في المهجر في أوتاوا فاخُترت للجنة الإعلامية و اختير بسام لأمانة الصندوق ، ومن يومها توثقت العلاقة بيننا. عندما أهديته نسخة من مسودة ديواني الثاني أغنية اسمها يمن عسى ان يورد لي ملاحظة او تصويب خاصة وهو يكتب الشعر ايضا ، عرض عليّ ان يلحن أغنية عن اليمن ، فأجلنا لفكرة ليس غرورا ولكن ان يلحن لي فنان كبير وبحجم بسام الذي غنى لكبار الملحنين فاروق سلامة ومحمد العجمي ونور الملاح شعرت أنها كبيرة عليّ  مع ان الفنان حكيم  الحجاجي قد غنى من كلماتي لم افرض نفسي او خربشاتي  على احد، وبعد صدور ديواني الأول عام 87 قرأت في صفحة الادب والثقافة بصحيفة الثورة مقابلة لمحمد القعود مع فنان هاوي من فريق الكورال التابع لوزارة الثقافة اليمنية اسمه جميل اختار مجموعة من الخواطر لتلحينها وغنائها ، حتى أهداني عمله الجديد  مجموعة من الأغاني الوطنية الرائعة عن جنين وهي أول أغنية في الوطن العربي عن هذه المدينة الباسلة وجنوب لبنان والقدس والسلام الضائع والقضية، وبعد ان علمت منه انه ينوي العودة للاستقرار في لبنان

بسام نصيري في الوسط وعلى يساره المايسترو ربيع يزبك 

 فتحمست للعمل وقررت إنتاجه على نفقة المركز اليمني الكندي للإعلام والثقافة  وتم إرسال المجموعة الأولى من  اسطوانة سي دي " جنين" الى وسائل الإعلام اليمنية عبر وزير الإعلام حسين العواضي ، وقررت ان أتبناه من الألف الى الياء لتقديمه في مهرجان كبير فقابلت لهذا الغرض د. عبد القادر لشهب سفير المغرب وعميد السلك الدبلوماسي العربي في كندا فوعدني خيرا ، ولم أرى من الخير شيئا فقد انتقل كسفير لبلاده لدى اليابان، وعندما لم استطع الوفاء بالوعد استعنت بالجمعية الفلسطينية العربية الكندية في البداية عبر رئيسها السابق شوكت جودت ثم مع رئيسها الجديد برهان الشحروري وبعض الجهات لتغطية تكاليف العمل ، وبقينا في حيرة هل نقدم العمل تحت عنوان :

جنان بلادي تعود  .. فتلغى القيود..   وتلغى الحدود .. أم تحت عنوان الشهيد ؟، واستقرت اللجنة التحضيرية انا وبرهان وخالد قاسم على العنوان الأخير، لبت دعوة حضور المهرجان الذي أقيم في شهر يوليو / تموز 2003 بعض السفارات العربية وغابت عنه سفارة بلادي مع ان أول دعوة وجهت كانت لهم، فاضطر صديقي العزيز إبراهيم الشرعي زوج ابنة د. عبد العزيز المقالح الوزير المفوض في السفارة الى الحضور والمجاملة بصفته الشخصية لا الدبلوماسية، وقد رديت له الزيارة عندما زوج ابنه طارق في تورنتو في عز انتشار وباء سارس القاتل وبعد تخوف الكثير من اصدقائه ممن دعوا الى المناسبة وقد حاولوا ثنيي عن السفر ولكني ذهبت مع زوجتي واطفالي ، بعد المهرجان فاجأني بسام بلحن جميل

مع إبراهيم الشرعي في المهرجان اليمني الأول بأوتاو

   كمجمل ألحانه الرائعة السابقة  لاغنية اختارها من ديوان اغنية اسمها يمن، وقال لي بالحرف الواحد هذا اقل تكريم لك .. فأجبته بل هو تقدير منكم كفنانين عرب في كندا للوحدة اليمنية ، ولليمن مهد العرب الأول، ولصنعاء عاصمة الثقافة العربية 2004 . تم تسجيل العمل في مونتريال في استديو المايسترو ربيع يزبك في شهر مارس / آذار 2004  وعلى وجه السرعة أرسلت عدة نسخ منه بواسطة سفارتنا في أوتاوا الى وزراء الإعلام والخارجية والثقافة ووسائل الإعلام اليمنية من إذاعة وتليفزيون فيوم 22 مايو/ آبار على الأبواب ، فتلقيت رسالة شكر من د. أبو بكر القربي وزير الخارجية وزاد من رفع المعنويات  عندما اتصلت بالأستاذ حسين العواضي  وزير الإعلام الذي ابلغني فيه إعجابه بالسي دي وشكره وتقديره  لبسام على ان ترسل الوزارة رسالة شكر رسمية لفريق العمل مع احتمال دعوته لزيارة اليمن العام القادم ، فلا الرسالة وصلت ، ولا الدعوة تمت، ولا الأنشودة أذيعت، لم تذع إلا هذا العام من راديو صنعاء في عيد الوحدة الخامس عشر وعن طريق الأديب والإنسان الكبير / عباس الديلمي مدير إدارة البرامج بالإذاعة( نص الموضوع في الأرشيف ) . أذيعت  في شهر مايو/ آبار العام الماضي من الإذاعة العربية في أوتاوا بمناسبة العيد ال 14 للوحدة. 

 

إذاعة أوتاوا العربية والأغاني اليمنية

 د.ناشر مع الإعلامية كلود خوري

اُفتتحت في أوتاوا في أواخر عام 2004 إذاعة صوت النجوم باللغة العربية التي تغطي المدينة وضواحيها، وقد لبى الأخ السفير د. عبد الله ناشر الذي كان قد تسلم عمله كسفير لليمن لدى كندا قبل شهرين دعوة الإذاعة الوليدة لإجراء مقابلة لتقديمه الى الجالية اليمنية والعربية وكذا الحديث عن اختيار صنعاء عاصمة للثقافة العربية 2004 والأمسية الثقافية التي ستقيمها السفارة بالتعاون مع كرسي الدراسات العربية بجامعة أوتاوا بهذه المناسبة والتي تم فيها استضافة الكاتب الإنجليزي تيم ماكنتوش، وعرض فيلم الشيخ اليمني والجنتلمان اليمني للمخرج بدر الحرسي ومشاركة ماكنتوش الذي سبق وعرضناه في المهرجان اليمني الأول عام 2002 ( نص الموضوع في الأرشيف)، وكانت الإذاعة قد بدأت في تلك الفترة بإذاعة أغان للفنانين اليمنيين: أبو بكر بلفقيه - أصيل أبو بكر - احمد فتحي - محمد سعد عبد الله - عبد الرب إدريس - محمد مرشد ناجي بمناسبة تكريمه كفنان عربي لذلك العام وهذه الأشرطة هي التي كانت متوفرة لديّ. 

اليمنية التي قالت للأمريكيين لا

عام 84 مع د. خالد الهمداني

أمة العليم السوسوة ترفض العام الماضي الخضوع للإجراءات الأمنية الأمريكية التي اقلها إنها مهينة، معادلة ووضع  لم تقبلهما أمة العليم ، فهي وزيرة حقوق الإنسان  في الحكومة اليمنية أولا ، وسفيرة سابقة ثانيا، ومدعوة من وزارة الخارجية الأمريكية ثالثا، أخذت جوازها الدبلوماسي في يدها وعلى أول رحلة عادت الى اليمن من المانيا(صورة فاكس دعوة الاستاذ عبد الوهاب الحجري سفيرنا لدى الولايات المتحدة  في الارشيف) ، الأمريكان استوعبوا الدرس  والفضيحة جيدا مع اليمنية التي نالت درجة الماجستير من جامعاتهم عندما تم دعوتها مجددا بعد اشهر قليلة من قبل المعهد الديمقراطي الأمريكي لاستلام جائزة الديمقراطية لتصبح أمة العليم أول امرأة في العالم تحصل على هذه الجائزة التي تمنح لرؤساء الدول الذين يقومون بنشر التغيير السلمي والسياسي في العالم( ؟! ) ، كما حصلت العام الماضي أيضا على جائزة المرأة في الشرق الأوسط، وهذا العام على جائزتين من مؤسستي "ماريسا بيليساريو" الإيطالية وأصوات هامة الأمريكية .

  مع أمة العليم في أوتاوا ويبدو على يسارها السفير د. ناشر وإسماعيل الجبري، وعلى يمينها وكيل الوزارة علي تيسير

أمة العليم التي بدأت حياتها في اليمن وفي مدينة تعز تحديدا كمقدمة أطفال مع بابا عبد الرحمن مطهر، ثم  كعضوه في فرقة المرشدات الكشفية ، ثم مذيعة ، ثم مقدمة برامج وأخبار، فسفرها الى مصر لدراسة الإعلام في جامعة القاهرة، ثم الماجستير من أمريكا، والعودة مرة أخرى كمقدمة أخبار باللغتين العربية والإنجليزية ، حتى تعيينها كأول وكيلة مساعدة في وزارة الإعلام ثم وكيلة وزارة ، ثم أول سفيرة يمنية ( في هولندا) ، وحاليا وزيرة حقوق الإنسان التي تسعى لأن تحولها من وزارة ديكور الى وزارة سيادية حتى بالمعنى الضمني .

دخلت الى بيت السوسوة عن طريق أخي عبد الرحمن صديق وزميل دراسة أخوها  د.عباس (دكتوراه في اللغة العربية من مصر )، وكنت اذهب معه او لوحدي لزيارة مكتبة عباس المليئة بالكتب فكنت اختار مجلة العربي الكويتية  وكان يشدني فيها باب استطلاع المجلة لعدد من دول العالم بالصور والمعلومات ، ولم أجد بد من الاعتراف لأخي بأني معجب ب (ش ج)  بنت أختها  التي كانت تستقبلني بابتسامة ساحرة كل هذا وانا لا أزال في المرحلة الابتدائية، ثم الإعدادية هي ولاعندها أي خبر عن الاعجاب من طرفي ، فوعدني اذا نجحت فسيزوجها لي وكأنه ولي أمر أمرها ، وبهذا كان يخلق فيّ الحافز للمثابرة والاجتهاد في العام 72

د. عباس متوسطا عبدالله الصعر على يمينه وعبدالرحمن عن يساره

او 73 تعرض الباص العائد من صنعاء الى تعز بعد إجازة العيد لانفجار لغم في منطقة نقيل يسلح وذهب ضحيته العشرات كان من بينهم ضابط الشرطة عبد الرحمن الجديري والد إشراق وزوج أخت أمة العليم ونجله ( أطلق اسم الشهيد الجديري على قسم الشرطة بمنطقة باب البلقة بصنعاء، ولا ادري ان كان اسمه قد أطلق على أماكن أخرى ) ، ومن حارتنا  قتل في الحادث الاخوان علي وحسين المسيبي وزوجة سوار ، اما الضابط في الجيش سعد الجهراني فقد بترت ساقاه، وقد ذهبت مع مجموعة من سكان الحارة لزيارته في المستشفى، الجهراني كان مميزا في المدينة من خلال استخدامه للموتورسيكل مع العربة الجانبية، وهذا النوع من الدراجات البخارية كان موجودا فقط في صنعاء والمثير للدهشة ركوب نساء صنعاء خلف الرجال بالشرشف والستارة( الاول يتكون من ثلاث قطع سوداء اللون وموجود في اكثر المناطق اليمنية في الشمال وفي الجنوب يسمى غطاء جسم المراة والمكون من قطعة واحده ولايغطي الوجه بالشيذر، والاخرى قطعة واحدة مزركشة يطغى عليها اللون الاحمر وتستخدم في صنعاء وبعض المحافظات القريبة منها كحجة والمحويت وغيرها والتي تسمى باليمن الاعلى) على هذا النوع من الموتورسيكلات كوسائل مواصلات حيث كان في باق المدن يعتبر عيبا ، الجهراني وبعد تركيب الرجلين الصناعيتين عاد الى سابق عهده مع الموتورسيكل، الحادث كان تخريبيا بكل المعنى ، وقد أذيعت اعترافات الفاعلين من إذاعة صنعاء الذين تم إعدامهم في ما بعد ، ولا ازال اتذكر على طشاش لأنني كنت صغير السن وقتذاك انهم برروا زرع اللغم في الطريق والمقصود به كان استهداف عربات عسكرية وليس الباص المدني.

في منتصف الثمانينات تزوج قريبي  الصحفي خالد الهمداني( أستاذ الصحافة وعميد كلية الإعلام بجامعة صنعاء سابقا) من أمة العليم ، وبعد سنتين سافرا الى الاتحاد السوفيتي لدراسة الدكتوراه اكملها خالد ولم تكملها امة العليم ، وبعد سنوات قليلة تم الطلاق بعد ان انجبا بنتا اسمها سماء وولدا اسمه ريمان الذي كان قد قررا ان يسميانه في البداية ارض ، لعلهما كانا يدركان ان زواجهما كالتقاء السماء بالأرض ان حصل فهو وضع مؤقت لان السماء هي في السماء والارض هي في الارض وعندما كانتا رتقا في بدء الكون ثم فتقهما الخالق العظيم وتسبب ذلك كما يقول العلماء بزلازل وحرائق وهطول الامطار لسنوات وادت الى تكون البحار والمحيطات والله اعلم، وليس للتعبير عن امتداد المشاعر بينهما الى اللا متناهي!.، وفي الاخير الزواج قسمة ونصيب واقدار شئنا ام ابينا

اولادي ودلالات التسمية واهداف الثورة والزوجة الاخرى

 

كنت قد قررت تسمية طفلي الاول والذي تمنيت ان تكون بنتا ونوقعي ذلك ان اسميها هدى فاستحسنت زوجتي ذلك وبدات اناديها بام هدى، وظلينا على هذا الاتفاق حتى التقت بزميلة لي في الجامعة فاخبرتها بكل الحكاية اي خطيبتي السابقة هدى ، ولم ينفع تبريري بانني ساسميها على اسم ابنة عبدالناصر وكوني في الحزب الناصري وكذا وكذا ، وقالت اسمع ان اصريت فاوعدك اني ساخنقها ، وعندما جاءت الطفلة مولودي الاول قررت تسميتها

بغداد فقد كان العراق يُضرب وعاصمته تدمر في ذلك التاريخ ، وايضا كون المولدة كانت عراقية وازعجني برودها عندما علمت بقراري ، فاتفقت انا وزوجتي بلاش هدى وبلاش بغداد ياالله نسميها رشا ، رشا المفروض انه الغزال الصغير ولكن ماكنت اقصده وبحسب المنطوق باللغة الانجليزية لاسم روسيا الكبرى مش اني لي ميول شيوعية والعياذ بالله ولكن لكون الاتحاد السوفيتي الذي كان عامل توزان امام الجبروت الامريكي والذي كان في ذلك العام 91 قد بدا يمهد لانهياره ،المولود الثاني كانت بنتا فقد ولدت في يوم الثلاثاء 18 مايو 93 في عز الازمة والمواجهة المؤسفة بين رمزي اعادة توحيد اليمن علي سالم البيض والحزب الاشتراكي الذين هربوا الى الوحدة وبين الرئيس علي عبدالله صالح الذي لم يستثمر الحدث العظيم الاستثمار الصحيح فكاد الخلاف الذي تحول الى دامي يهدد وحدتنا المباركة التي لارجعة عنها فاسميتها خلود وقد هناتني صحيفة الوحدوي بتمني خلود كل شئ جميل في اليمن والوطن العربي، اما الطفل الثالث فقد اسمته زوجتي يحي على اسم والدها ، هؤلاء الثلاثة تمت ولادتهم في صنعاء اليمن، وفي اوتاوا كندا رزقنا بطفلة اطلقت عليها اسم عهد وهو عهدي لبلادي التي ظلت وستظل في قلبي وكياني ، ثم جاء يزن وحروف اسمه بالانجليزية على وزن يمن YEZEN واخيرا كانت قدس التي ولدت في عز الانتفاضة الفلسطينية الثانية، ونفس تاريخ الزيارة المشؤومة وتدنيس المسجد الاقصى الشريف من قبل ارييل شارون قبل عامين وعندما اسال كم عدد اولادي اجيب سته على اهداف ثورتي سبتمبر واكتوبر فاسمائهم اخذت الطابع المحلي والعربي والدولي ، وتحمد الله زوجتي ان الاهداف ليست اكثر من ذلك الرقم ، واطمانها انها لو كانت اكثر فستعاونها امراة اخرى او اكثر لتكملة العدد!!

 

وأخيرا

  1972

وأنا أضع اللمسات الأخيرة للموقع، وأقوم بالمراجعة النهائية قبل وضعة على الشبكة يوم الأربعاء  20 أكتوبر / تشرين أول 2004، الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك ، ظهرا في أوتاوا المساء في صنعاء،وبعد ان كنت قد دفعت  في شهر مارس / آذار 2004 تكاليف الموقع على شبكة الانترنيت لعامين تنتهي في مارس/ آذار 2005( انتهت السنة ولم يُستفاد منها ، ودفعت تكاليف الموقع للمرة الثانية مارس / آذار 2005 وحتى مارس / آذار 2006)، اختفت بعض المواضيع من على شاشة الكومبيوتر ، وفشلت في استعادتها، فقمت على الفور بإعادة كتابتها وإعدادها وتجميعها من جديد  في عملية شاقة ومتعبة الممل فيها اعادة التذكر وترتيب الاحداث ، في نفس اللحظة كانت والدتي الحاجة فاطمة تسلم الروح الى بارئها في اليمن صائمة وقبل الافطار ، بعد ساعات قليلة استقبلت الخبر الذي زلزل الأرض تحت قدماي حتى الساعة وصدمة لم أفق منها الى اليوم واحباط وعدم احساس بالوقت، فقد توفيت الحاجة فاطمة إسماعيل الفتيني الذي كنت اقرب أبنائها واحبهم الى قلبها في الاسبوع الاول من رمضان الذي اوله رحمة على الافطار، ويكفي انها لديها اصابة وتشويه في ساق الرجل اليمني خلال فترة الشباب وهو ماحصل لي ايضا وانا في عمر التاسعة عشرة ، كنت الوحيد بين اخوتي الذي زار قريتها وأسمها يابس قضاء بيت الفقيه محافظة الحديدة ، عرفت ان أسم أمي الحقيقي خزن وباللهجة التهامية ينطق أمخزن وليس فاطمة اخوتي لا يعرفون ذلك حتى اللحظة،  لتلتقي بطفلتيها الصغيرتين لطفية وخيرية، رحلت وهي تنطق باسمي ، وتمسك صورتي بيديها، لم يرد لنا القدر ان نلتقي بعد آخر زيارة منذ خمس سنوات ، فقد أجلت رحلتي الثانية الى اليمن في

 مخفيا الاصبع المشوه والاخرى المكسورة في يدي اليمنى

آآخر لحظة حيث قررت ان ازور اليمن لمدة شهر نصف شعبان ونصف رمضان ، وبحسب تخطيطي لهذه الرحلة واختيار التوقيت فقد كنت ساراها لمدة اسبوعين وفي الثالث على افتراض وفاتها وفي الرابع اتقبل العزاء ثم العودة وكان ممكنا ان ترد زيارتي فيها الروح حينما تراني، ولكن لكل اجل كتاب ويوم ان يدنو الاجل لامجال للتقديم او التاخير  ،  قررت في هذه الرحلة ان اجلس معها طويلا لتكلمني أكثر عن طفولتي وعن بعض الاصابات في جسمي ومع انها سبق واخبرتني ولكن ليس بالتفصيل الممل مثلا علمت منها انني وانا يمكن في عمر الثلاث او الاربع سنوات قمت بسحب بعض الاحجار من جدار، والجدران كانت تبنى من الحجار الصغيرة وبالطين اي الخلب باللهجة الدارجة فانهار فوق يدي اليمنى مسببا كسر اصبع وقلع ظفر اخرى حيث طلع لي بدلا عنه ظفر مشوه وكنت احاول ان اخفي هذه الاصبع عن الانظار، واثار اصابه في رجلي اليسرى كانها طلقة رصاصة وغيرها من العلامات عرفت ذلك في مابعد من تلقاء نفسي فقد كانت تطعيما ويسمى باللهجة الدارجة مشلى ،  ، وأيهما الأكبر لطفية ام خيرية ومن التي توفيت الأولى، من قبل لم اكن اهتم بذلك ، وكنت في كل مرة انا الذي اتصل بها ، ولكنها وقبل وفاتها بأسبوع اتصلت بي لتهنئتي بحلول شهر رمضان المبارك وكأنها تودعني ، وفي كل مرة اقرر زيارة اليمن تنصحني: وفر الفلوس علشان تبني بيت لأولادك ، وعندما اختلفت مع أخي الكبير عبد الرحمن عام 85 وتركت كل شئ وتركت المنزل خرجت معي  لتقاسمني الشحططه والتأسيس لحياتي المستقلة الجديدة في بيت صغير قديم متهالك آيل للسقوط وغرف صغيرة جدا بدون تهوية او ضؤ بسبب القطيعة بينهن وبين الشمس، والنوم على فراش ووسائد مقطعة، ولتطبخ لي على وسائل طبخ قديمة تسمى الشولة او البرموص ، تضحك لنكتي وتعليقاتي من قلبها دونا عن اخوتي، لم تضربن يوما ولم تشتمني الا مرة واحدة

 وكانت معذورة فيها ..كانت صديقتي قبل امي ،  وهي بالنسبة لي عالمي قبل كل شئ ومع اني فقدت الكثير من الأقرباء والاصدقاء  لكني لم احس بالموت الا عندما رحلت ومن قبلها  

  شقيق زوجتي وصديقي الوسيم نشوان الذي رحل وهو في السنة قبل الاخيرة في كلية الهندسه، رحل  وهو في قمة عنفوانه وتفوقه الدراسي على خطى شقيقته المهندسة نادية المدرسة المساعدة في كلية الهندسة بجامعة صنعاء والموجودة حاليا في مصر لدراسة الدكتوراة في جامعة القاهرة ، وان هناك فعلا حياة وموت ، والفقدان والى الأبد ، ماتت أمي التي سعت بكل جهدها لتكون لي الأم والأب معا، رفضت الانصياع لقرار الطبيب بعدم الصيام بسبب ارتفاع السكر وضغط الدم ، فكانت الجلطة الثالثة والأخيرة!

صهري المهندس نشوان الكوكباني مع ابنتي رشا وخلود في وداعي بالمطار في طريقي الى أمريكا وكندا وبعد 24 ساعة توفى في حادث سير

الجلطة الأولى عام 93 بسبب حادث انقلاب السيارة الذي تعرضت له فأصيبت بشلل خفيف، زميلي جمال معجم مدير مكتب الإعلام في الحديدة الذي قام بابلاغ اسرتي بالحادث لم يوفق في نقل الصورة كما يجب فقد قال لهم : حصل حادث خطير أدى  الى وفاة شخص ، وجروح خطيرة للبقية  كسور متنوعة ، واثنان منهم في غيبوبة ، بينما فتحي إصابته بسيطة ، فلم تستوعب والدتي الخبر، فتعرضت للجلطة الأولى ، وسافرت بها  للعلاج في الأردن عام 94 بما تبقى لي من قيمة بيتي الصغير الذي بعته ، والثانية عندما استقريت في كندا أواخر عام 1995 أوهموها بأنها لن تراني مرة أخرى ، وتطلبت التدخل الجراحي في الدماغ الذي أدي الى شلل كامل وضعف شديد في التركيز ، وفي الثالثة كان الرحيل

.

 

صورة(1)                                                        صورة(2)

عندما كانت معي في زيارتي الى العراق فبراير/ شباط ، مارس/ آذار عندما كانت معي عندما كانت معي في زيارتي للعراق في فبراير : شباط 94 عدت الى الغرفة في الفندق ووجدتها نائمة في وضع كما لو كانت في وضع الموت، صورتها بهذا الوضع الذي لم اكن أتمنى ان أراها فيه ابدا، وصرخت كما لو كنت أرد الروح إليها فاستيقظت على صراخي فصورتها ثانية

قاطعت اخوتي من يومها لأنهم لم يبلغون بالخبر الإ وهم في الطريق لدفنها لأن اكرام الميت دفنه هكذا بكل بساطة، لم يوافقو على ابقائها في ثلاجة المستشفى حتى اصل على اقرب رحلة واقوم برؤيتة وجهها للمرة الاخيرة وتقبيلها وضمها الى صدري ومع تهوينهم للامر عليّ بانها ماتت في وقت يتمنون ان يموتوا فيه في الشهر المبارك الفضيل عندما تلقيت خبر رحيلها مت معها و لم اكن من الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون، لقد شتمت  ولعنت اشياء كثيرة وكنت اظن انها لن تموت وان ماتت فمن بعدي، كرهت كلمة السفر، تعذبني المطارات وصرت اكره الطائرات

كم فرحت عندما علمت انه يمكنني كفالة والدتي لتقيم معي في كندا وهو مالم يتحقق بسبب تدهور حالتها الصحية وفقدان التركيز والشلل شبه الكامل

 1986

 كم كرهت نفسي ياامي لحبك لي بهذه الصورة عن باق اخوتي ، وكم انا في شوق للحاق بك ، خلال الاسبوع الاول لوفاتها  فقدت القدرة على الحلم ، ويوم الخميس 5 نوفمبر/تشرين ثان 2004 بعد العصر وانا على الكنبه اتابع الاخبار في التليفزيون قبل التوجه الى عملي فاذا بي انام عليها فلم تشا زوجتي ايقاظي فقد شعرت بالتعب والحالة التي انا عليها فتركتني، في هذه الليلة رايت فعلا مالا عين رات ولااذن سمعت ولاخطر على قلب بشر، شاهدت والدتي وهي تقريبا في العشرينات من عمرها بوجه مدور ناصع البياض جميل جدا ولابسه لبسها بالطريقة التي تعودنا عليها فيه ، تمشي من امامي متمخطره فكنت اسال نفسي انها تشبه امي ولكن امي في بداية الستينات وهذه شابه صغيرة ثم ان والدتي اسنانها صناعية (طقم من العاج والذهب) وهذه اسنانها طبيعية ثم انها مشلولة وهذه الشابه المغرورة تمشي بشكل طبيعي وشايفه حالها ، فلحقتها  فدخلت الى منطقة ليس لها بداية او نهاية وكنت احس نفسي اطير  ولكني لاأرى جسمي او أرى اجنحة، رأيت سُحبا لااستطيع وصفها والسماء كذلك والجبال العالية جدا جدا ذات الرؤوس المثلثة الحادة والضباب ولون الاشجار الخضراء المختلف والاقرب الى اللون المخملي والانهار التي تاتي من الاعالى وكنت اسأل نفسي لقد رأيت صورا لمناظر طبيعية وفي الافلام ولكن ما اراه مختلف كليا  ولا مجال للمقارنه   

 

 

كانت تلك بعض المحطات وليس جميعها

بعض الاحداث والمواقف سعيت اليها متعمدا ،وبعضها جرتني اليها، ولكن اكثرها وجدت نفسي فيها بطريق الصدفه

 

 


Copyright © 2005 yezen.net, All rights reserved